إلى غزّة الصامدة
الغولُ و العنقاءُ و الدمُ والشّباك
والنسل والخل الوفي
من أول الدنيا هناك
لآخرِ الدنيا هناك
و جبينها العالي
كصارية تعود ولا تعود
مِن سقفِ أعمدة الدخان وأنا أخاطبها
وفي عنقي سلاسلُ موتي الآني
أسألها وسورُ السجن يلعق عارَه:
ما أنتِ؟ مَن؟
أمدينة؟
أم موقعٌ متقدم في جبهة
نقشت صدورَ جنودها الشجعان
كُلُّ الأسلحه
وعلى صدور جنودها الشجعان
ذلّت كلُّ الأسلحة
ما أنتِ؟
مَن؟
أمدينة؟
أم مذبحة؟
الليلُ و الأسلاكُ نافدتي إليك
ولا أزال يا حبيَ المحظور
طفلاً لاهيا في ساحتك
وفتى ينازلُ غاصبيك
على ترابِ أزقتك
وأنا القتيلُ على الرصيف
وأنا الأشداءُ الوقوف
وأنا البيوت
البرتقال
أنا العذابُ
أنا الصمود
أنا المئات
أنا الألوف
اليوم صارَ على المحبين
اختيار الموت أو أبد الفراق
اليوم عرسُ الدّم المُراق
وأنا وأنت نعيشُ يا حبي المقاوم
أو نموت!!
***
خطاب في سوق البطالة (يا عدو الشمس)
ربما أفقد ما شئتَ معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً، وعتالاً، وكناس شوارع
ربما أبحث، في روث المواشي، عن حبوب
ربما أخمد عريانا، وجائع
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
= =
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تطعم للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي
من أثاث وأوان وخواب
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
= =
ربما تطفئ في ليلي شعلة
ربما أحرم من أمي قبلة
ربما يشتم شعبي، وأبي، طفل، وطفلة
ربما تغنم من ناطور أحلامي غفلة
ربما زيف تاريخي جبان، وخرافي مؤله
ربما تحرم أطفالي يوم العيد بدله
ربما تخدع أصحابي بوجه مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً وجداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
= =
يا عدو الشمس
في الميناء زينات، وتلويح بشائر
وزغاريد، وبهجة
وهتافات، وضجة
والأناشيد الحماسية وهج في الحناجر
وعلى الأفق شراع
يتحدى الريح واللّجّ ويجتاز المخاطر
إنها عودة يوليسيّز من بحر الضياع
عودة الشمس، وإنساني المهاجر
ولعينيها، وعينيه: يميناً، لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي
سأقاوم
سأقاوم
سأقاوم
اللوحة بريشة الفنان عماد عواد