محمود حديب
لا شك في أن عالم الفضاء الخارجي مادة دسمة استغلّها صناع أفلام هوليوود ليقدموا أفلاماً لا تزال محفورة بذاكرتن، على سبيل لمثال Gravity للمخرج ألفونسو كوارون الذي فاز بسبع جوائز أوسكار. إلا أن الكائنات الفضائية بقيت نقطة ضعف لدى صناع الأفلام، وقد استطاعوا تقديمها بطرق مختلفة على مر التاريخ حتى وصلنا إلى عام 2014، إذ يوجد أكثر من 100 فيلم يطرح فكرة وجود هذه الكائنات. في ما يلي خمس أفلام تتناول شخصية الكائنات الفضائية.
(Alien (1979
يكفي العنوان لنتعرف على فيلم المخرج ريدلي سكوت الذي حقق نجاحاً وتبعه بجزئين، إلا أن الجزء اﻷول بقي الأنجح. يطرح الفيلم فكرة طاقم سفينة “نوسترومو” ومواجهته كائناً فضائياً قاتل دخل إلى سفينتهم، ليكتشف بعدها أن الهدف من إرساله كان للإتيان بكائن حي للدراسات، حتى لو لم يعد أي واحد منه حياً.
في هذا الفيلم، طُرحت فكرة الكائن الفضائي بطريقة وحشية، Alien قدم الكائن كوحش، بملامح غريبة ومخيفة، وقدمه كأنه هو الشرير، وكنا نتمنى أن يُقتل من شدة قسوته. هذه الصورة تطورت عبر السنين مع أفلام أخرى طرحت الفكرة نفسها.
(Superman (1978) Superman Returns (2006) Man of Steel (2013
سوبرمان أشهر من أن يعرف في السينما، فهو شخصية دي سي كوميكس منذ عام 1938، لمع نجمه في السينما من خلال ثلاثة أفلام كانت الأشهر، أخرها العام الماضي، فيلم “رجل من حديد” للمخرج زاك سنايدر. عكس Alien، سوبرمان هو بطل خارق، من كوكب كريبتون الذي دُمر بالكامل، فاضطر أهله إلى إرساله إلى كوكب الأرض، وعندما كبر أصبح البطل الذي ينقذ كوكبنا من الغزو، أو من أشرار البشر.
لا مقارنة بين سوبرمان و”وحوش”Alien ، لأن المعالجة مختلفة، ففي أفلام سوبرمان الثلاثة، كوكب الأرض يحتاج إلى بطل مماثل كي ننجو من الدمار الكبير.
(Avatar (2009
رائعة جيمس كاميرون التي تتربع على عرش أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما. البعض اتهم المخرج أنه استنتسخ قصة “بوكاهونتاس” وحولها لتصبح أكثر عصرية وتطوراً. يتناول الفيلم قصة كوكب باندورا الذي تسكنه كائنات فضائية “نافيي” بسلام، إلى أن يأتي البشر طامعين للتنقيب عن معدن ثمين في هذا الكوكب. فسيأتي البشر “متنكرين” بشخصية هذه الكائنات عبر تكنولوجيا حديثة تسمح لهم بتحريكها بواسطة روح الإنسان. وهنا تبدأ المعارك حين يكتشف “النافيي” نوايا البشر التدميرية.
هنا البشر هم الأشرار والكائنات الفضائية هي الضحية، فبوكاهونتاس هي “نييتري” وجون سميث هو “جاك سولي”. في فيلم “أفاتار” انقلبت الأدوار تماماً، فسنشعر بالأسى الحزن على هذه الكائنات، ونكتشف بطش البشر ومطامعهم على كائنات “لا حول لها ولا قوة” مقارنةً بتكنولوجيا البشر المتطورة.
(E.T. the Extra-Terrestrial (1982
فيلم ستيفن سبيلبرغ الذي ظل أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات لمدة عشر سنوات. فكل شخص شاهد الفيلم تأثر، وتعاطف، وأحب شخصية E.T. الكائن الفضائي، الذي وصل إلى كوكب الأرض، وحماه الطفل إليوت من البشر. ففي هذا الفيلم، تداخلت المشاعر ً وتفاعلت مع تقدم القصة، فكل كلمة قالها E.T. كانت معبرة، ولعل مشهد E.T مع إليوت على الدراجة أمام القمر من أكثر المشاهد العالقة بذاكرة مشاهدي الفيلم.
قدم سبيلبرغ الكائن الفضائي كحيوان أليف، له مشاعر ولا ينكر الجميل، فمن شدة تعلقنا به، دمعنا مع الطفلة درو بريمور (انطلقت مسيرتها التمثيلية من خلال هذا الفيلم) عندما مرض E.T. وأتى البشر كي يقومو بالتجارب عليه. فمع أن البشر هم الأشرار كما في فيلم أفاتار، إلا أن المشاهد لم يتعاطف مع الـ”نافيي” كما تعاطفنا مع E.T. لأن المعالجة مختلفة تماماً فهل يمكن أن يكون E.T. اللطيف وAlien المتوحش من نفس الفضاء الخارجي؟
(Thor (2011
مارفيل كوميكس، وشخصية تاريخية، هو ابن ملك العوالم التسعة “أودين” الذي نفاه إلى كوكب الأرض لمحاولته القضاء على “كائنات الصقيع العملاقة”. يصل ثور إلى كوكب الأرض بمطرقته وقواه الخارقة، لنكتشف بعدها أن شقيق ثور “لوكي” تآمر مع “كائنات الصقيع العملاقة” ليأخذ منصب والده. هنا تنقسم الكائنات الفضائية بين الخير والشر، فليسوا كلهم أشرار كما في ALien وليسوا E.T.، بل هم مثل البشر، منهم الطيب والحامي ومنهم الشرير والطامع. ففي أفلام أخرى، سيغزو لوكي كوكب الأرض مع جيش أكبر ويدافع عنا الـ Avengers ومنهم أخوه ثور.
يذكر أن ثور ولوكي وسوبرمان الشخصيات الأكثر شبهاً للبشر بين الشخصيات المطروحة في هذا المقال، فلم تستعمل تقنيات التجميل أو تغيير الشكل كما في أفاتار.
إذاً الكائنات الفضائية طرحت ولا تزال تطرح بطرق مختلفة في سينما هوليوود، فبعض الأفلام تعتبرها شريرة، والأخرى طيبة أو ضحية. لا شك في أن السنوات المقبلة ستشهد المزيد من أفلام الكائنات الفضائية المطروحة بأطر متعددة. ويبقى السؤال: إذا تم إثبات وجود كائنات فضائية، هل ستكون مثل E.T. أو مثل جيش لوكي؟
*********
السينما. كوم