مؤتمر “أرضي هويتي” من تنظيم الرابطة المارونية: دعوة إلى التمسك بالأرض وعدم بيعها للمحافظة على هوية لبنان

logo rabita عقدت الرابطة المارونية مؤتمرها الاول بعنوان “ارضي هويتي” في قصر المؤتمرات في ضبيه، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي العام على منطقة جونيه المطران انطوان نبيل العنداري.

ابي اللمع

افتتاحا، النشيد الوطني ونشيد الرابطة، ثم ألقى رئيس الرابطة النقيب سمير ابي اللمع كلمة مما قال فيها: “مفهوم الأرض الإيماني يرتكز في المسيحية والإسلام على معطيات الكتاب المقدس والقرآن الكريم. من هنا كان البعد الأول في علاقة الأفراد بالأرض التي أوجدهم الله عليها هو بعد القداسة اي عبادة الله والنمو الايماني في التحرر من كل وثن وإشراك. أما البعد الثاني لعلاقة الأفراد والشعوب بالأرض، فهو بعد الرسالة والإنارة ومشاركة الآخرين بالبركة التي حصلوا عليها لكي ينعموا بخيرات هذه الارض ويحافظوا عليها.

انطلاقا من هذين البعدين، ارتبط تاريخ الموارنة بلبنان، أرضاً ووطناً، فالأرض، بالنسبة إليهم، هي أرض قداسة، هي الوطن والكيان، وقيمتها هي بما تجسده من قيم دينية، وخبرة إنسانية وبعد حضاري، فتوسع الموارنة إلى كل لبنان، وكان العيش مع غيرهم من الطوائف نابعا من هذه المسلمات.

لم تكن أرض لبنان لهم وحدهم يوم كانت أعدادهم غفيرة، بل التقوا عليها كل تائق للحرية والعيش الكريم. وهكذا تكون جبل لبنان، وبالتالي لبنان، وارتبط اسمه أولا بالموارنة والدروز، ومن ثم بباقي الطوائف والمذاهب، اندادهم بالمواطنة والإيمان بقيم الأرض. هذا هو لبنان الذي عشناه وعرفناه ونريده أن يبقى. إنما اليوم، تنظر كنيستنا المارونية بكثير من القلق إلى ما تناهت إليه أوضاع الأرض في بلدان الأطر البطريركي عامة، وفي لبنان خاصة، وهذا القلق يتزايد يوما بعد يوم.

الإحصاءات تدل اليوم على أن مسيحيي لبنان، فقدوا في السنوات الأخيرة قسما كبيراً من أراضيهم، وهناك مناطق أصبحت شبه خالية من المسيحيين، وقد بيعت أجزاء شاسعة من أرضه طوعاً أو إكراها أو إغراء.

الرابطة المارونية أولت منذ سنوات موضوع الأرض اهتماماً بارزاً، ووضعت دراسات معمقة حول هذه البيوعات، وحول وجوب تعديل قانون تملك الأجانب، وطرق معالجة البيوعات الشاسعة للاراضي بين الطوائف المختلفة، بما يصون الهوية والكيان. اليوم “ارضي هويتي” أردناه مؤتمراً من أجل لبنان، كل لبنان، لا من أجل فئة فيه، وليكن واضحاً ومعلوماً، أن الموارنة لا يملكون في لبنان سوى مشروع الدولة اللبنانية، وهم لم يحملوا طوال تاريخهم، إلا مشروع الوطن الحاضن لكل أبنائه، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما ناضلوا خلال الحرب العالمية الأولى في سبيل قيام لبنان بحدوده الحاضرة.rabita  marounia

أرضي هويتي” ليست عنواناً أو أكزينوفوبيا، فنحن الموارنة والمسيحيين وكما كل اللبنانيين الأحرار، لا نعاني من إرهاب الاجنبي، ولا نحمل الكراهية لأحد. إننا نرحب بإقامة غير اللبنانيين على أرضنا بأعداد ومساحات محددة للسكن أو للعمل، لكننا نرفض أن نصبح غرباء في زمن بذل أجدادنا وآباؤنا الدم والعرق في سبيل تكوينه. وهذا المؤتمر ليس صرخة انفعالية، إنه دعوة هادئة للتفكير العميق في المسائل الكيانية. فلبنان الذي يعاني اليوم أزمات سياسية واقتصادية كبيرة، مهدد في هويته البشرية والجغرافية، فمع اللاجئين النازحين أصبح نصف السكان في الوطن من غير اللبنانيين، وتحت ضغط الحاجة والإغراءات المشبوهة، صارت الأرض عقاراً محللا للبيع، ليس فقط بين اللبنانيين بل من غرباء يتفوقون على اللبنانيين بقدرتهم الشرائية، ويجدون في ارض لبنان ما لا يجدونه في أوطانهم.

“أرضي هويتي”، نريده مؤتمراً علمياً، مسنداً إلى وقائع وأرقام وقوانين، تحدد المخاطر بكل عقلانية، فلا نخضع للهلع غير المبرر، ولا نغفل الأخطار الحقيقية المهددة للنظام والكيان. ومعاً سنفكر بصوت عالٍ في مسألة الإنماء المتوازن وشروطه، وسنتعرف إلى تجارب ناجحة في هذا المجال، ونقتدي بها لتطوير المشاريع الإنمائية وتعميمها، بما يضمن بقاء الإنسان في أرضه ليعيش فيه بكرامة، باعتباره إرثا، لا يجوز التنازل عنه، فالأرض، كما أسلفنا، هي تاريخ وإنماء وتضحيات، ومن الخطأ الكبير أن نتعامل معها على أنها عقار للمتاجرة كأي سلعة اخرى.

من أجل لبنان المستقبل، وجب على اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ان يبتدعوا ملحقاً تاريخياً يعطي لصيغة العيش بعداً مدنياً، يوجه الولاء للوطن أولا ولصيغة الوحدة الوطنية القائمة على لا مركزية تنمي المناطق جميعاً بالتساوي، وتؤمن للصيغة التعددية الحضارية أفقاً توافقياً. من هذا المنطلق ومن هذه الروحية أعدت الرابطة المارونية هذا المؤتمر، ليتكامل مع جهود جميع الذين يدركون خطر ضياع الأرض والهوية. ونحن في الرابطة المارونية فخورون بما قامت به المجالس التنفيذية السابقة رؤساء وأعضاء في التصدي لهذا الموضوع، ونثمن المبادرات التي قام بها الأمين العام الأسبق للرابطة النائب نعمة الله أبي نصر، بتقدمه من المجلس النيابي بمشاريع قوانين عديدة ترمي الى تعديل قانون الملكية العقارية، حفاظاً على الأرض والهوية، كما الأمين العام السابق السيد ~أنطوان واكيم الذي كان له، مع لفيف من اعضاء الرابطة المارونية الفضل الكبير في تملك عقارات في منطقة حساسة كالحدث.

نقولها بمحبة وصدق وحزم، إذا كان ثمة من يريد أن يبدل في الطبيعة الديموغرافية في لبنان عن قصد وتصميم، ولمآرب خارجة عن إطار الوطن، فإن من حقنا، لا بل من واجبنا أن نتصدى له بكل الوسائل القانونية، انتصاراً لحقيقة لبنان ورسالته الإنسانية الفريدة.

فنحن لن نقبل المساومة في هذا المجال، لن نقف متفرجين على أية خطة ترمي، لا سمح الله، إلى استباحة الأرض وانتزاع ملايين الأمتار من أصحابها الأصيلين، بالمضايقات أو الإغراءات وفي مناطق محددة. سنقاوم أي توجه ينزع إلى تنفيذ هذه الخطة التي تحمل الدمار إلى الوطن كله، لأن عندها لن ينجو من شظاياها أي طرف من أطراف العائلة اللبنانية وعلى كامل تراب الوطن. ولنكن يدا واحدة، مسيحيين ومسلمين ودروزاً، سداً واحداً وقلماً صارخا في الدفاع عن الركائز الوطنية التي قام عليها لبنان”.

ابي نصر

ثم ألقى الامين العام للرابطة فارس ابي نصر كلمة مما قال: “لبنان اليوم في خطر، لذا فإن الرابطة المارونية لا تهدأ. الخطر على لبنان من زحف بشري إلى أرضه نتيجة حروب الشرق الأوسط من فلسطين إلى سوريا، إنه الخطر من المخطط المعد للبنان والمنطقة. هذا المخطط يتلخص بإنشاء مناطق جغرافية مختلفة، كل منطقة تضم مجتمعاً ما من لون ما وفي بقعة جغرافية محددة، حاولوا تنفيذه بقوة السلاح ( وهي الطريقة الأسرع) فكانت الحرب اللبنانية التي شهدنا نتائجها تهجرا وهجرة، وبعد الحرب، اختلفت الطريقة وبقي المخطط نفسه: بدأ التلاعب في الديموغرافية والجغرافية. على كل لبناني أن يكون خفيراً على نفسه وأرضه خصوصاً.

البطريرك الماروني ومجلس المطارنة أكدوا ضرورة التصدي لكل اختلال في التوازنات الديمغرافية والجغرافية منها في لبنان . كما أن المطلوب من الاحزاب اللبنانية والمسؤولين على مختلف انتماءاتهم، التصدي لهذا المخطط

المخاطر تحدق بالوطن من الداخل والخارج، فنيران الفتنة والإرهاب تهب من كل صوب. أما الانقسامات السياسية فقد شلت الدولة، فتشتت الحكم وضعف سلطانه. لكن أخطر ما يصيبنا اليوم، هو الرضوخ النفسي للأمر الواقع والتسليم به كأنه قدر محتم لا يرد.

نحن من جهتنا، قررنا المقاومة، قررنا العمل الجدي المستند إلى العلم والقانون على مستوى الشؤون الوطنية الأساسية سعياً لإحقاق الحق. لقد واجهت الرابطة المارونية بجرأة مخطط التبديل الجغرافي والديموغرافي للهوية اللبنانية ومكوناتها الثقافية.

وأمام كل هذه التحديات، كان للرابطة موقف وتحرك دفاعاً عن الأرض، عن الهوية، عن التوازن، عن العيش المشترك، عن لبنان.

سئل أحدهم ماذا فعلت الرابطة المارونية لمواجهة التعدي والبيوعات المشبوهة، فأجاب أنها تصلي. لا أيهاالسادة، الرابطة لم تكتف بالصلاة، وإن كانت تفتخر بإيمانها، فأنشأت منذ العام 2009 لجنة الطوارىء للتصدي لبيع الأراضي والتعدي على الأراضي ما بين اللبنانيين، ففضحت عدداً من العمليات وأجهضتها بما تملك من وسائل. وفي السياق نفسه، فإنها تشجع، بالتعاون مع كافة البلديات، مشاريع التنمية في جميع المناطق، باعتبارها رادعاً أساسياً لبيع الارض، كما أنها تعد مشروع قانون للتصدي للبيوعات المشبوهة. وفي هذا الإطار، نوجه التحية للمجالس البلدية باعتبارها الشريط الاساسي في الدفاع عن الأرض وهي تمثلت بهذا المؤتمر بما يزيد عن 170 بلدية.

العنداري

بعد ذلك ألقى ممثل البطريرك الراعي المطران العنداري كلمة مما قال: “شرفني غبطة أبينا السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وكلفني ان أمثله في هذا المؤتمر الأول الذي تنظمه الرابطة المارونية، مشكورة، تحت عنوان “أرضي هويتي”. كما أنقل إليكم محبته الأبوية وبركته الرسولية. وعرف الموارنة، منذ بداية وجودهم، قيمة الأرض فأحبوها وتعلقوا بها وتجذروا فيها. رأوا فيها الإرث الذي تكونت من خلاله وعليه الهوية المارونية. وهذا ما أكد عليه المجمع البطريركي الماروني حين قال في النص الثالث والعشرين من الملف الثالث:”فاذا ربح الماروني العالم كله وخسر أرضه التي تكونت فيه هويته التاريخية يكون قد خسر نفسه.

ترتكز قيمة الأرض، إذاً لدى الماروني، على مفهومه الإيماني النابع من معطيات الكتاب المقدس، وعلى ما يستنتجه اللاهوت المسيحي انطلاقاً من هذه المعطيات ومن سر التجسد الالهي. يحدد الكتاب المقدس علاقة الإنسان بالأرض، فالإنسان هو ابن الأرض التي جبل منها، وهي بالتالي أمه واليها يعود، والانسان خلق ليحرث الأرض ويستثمرها ويمارس سلطته على كل ما عليها، حتى ولو أنبتت له، بسبب معصيته، شوكاً وحسكاً وأجبرته على أن يأكل خبزه بعرق جبينه، أي أن البركة الالهية وميراث الأرض لا يهدفان إلى قداسة الشعوب ونموهم وحدهم، بل أن يتحولوا بركة للآخرين. من هنا فالبعد الأول هو الاختيار والميرات من أجل القداسة والنمو، والبعث الثاني هو الدعوة للقيام برسالة مشاركة البركة مع الآخرين.

اما المسيح الذي تجسد لخلاصنا فقد تبين لنا ما لعلاقتنا بالأرض من عمق. معنى لما قال:”طوبى للودعاء فانهم يرثون الارض”. بفضل التجسد الإلهي أصبح للأرض قيمة خلاصية، لذا ينبغي لنا العناية بها والمحافظة عليها واحترامها، لانها لم تعد ارض الإنسان فحسب، بل أصبحت أرض التجسد الالهي: مساحة العيش الكريم الحر، وتأدية الشهادة الصادقة للمسيح، والتفاعل الإنساني السليم مع الناس. التماثل بين الماروني والأرض نستدل عليه بما ارتسم في النفوس من حدود الأماكن البيئية والمعالم النفسية والروحية. من الجبال والأودية، لهم العلو والعمق. من الكهوف والمغاور، لهم الحمى والأمان. من أكاليل الثلج وبياضها، لهم نقاوة القلب وصفاء الذهن. من العراء والمعابد، لهم الخلوة والعبادة والنسك. ومن قمم جبل الأرز وصنين تجليات نشيد الأناشيد. نحتوا الصخر الذين نحتوا منه، وأصبحت أرضهم ملجأ للنفوس الأبية ولكل من يحمل قضية، ذلك ان الحرية لا تعرف القيود والحدود.

الموارنة، في علاقتهم بالأرض، عبر الزمان والمكان، هم أبناء الجبال والوديان. طبعوا فيها وأخذوا منها القسوة والحدة. ومع تنامي الهجرة من الجبل والريف إلى المدن والسواحل، أصبحت تتجاذبهم اليوم جدلية التنازع بين التطلب والشدة، والتساهل والسهولة.

تمسك الماروني، عبر تاريخه بأرضه. فاعتنى بها في الزرع والعمل والبناء، كمن يحتفل به بطريقة أسرارية: يزرع الحنطة والكرمة لتقدمة القرابين، والزيتون الأخضر للميرون والزيوت المقدسة، وأشجار التوت لحرير أغطية المذابح وثياب العرس والكهنوت. عنايته بأرضه هي تراث قداسة واستباق الى ما فوق.

ونرى الموارنة يحملون اسم الأرض التي سكنوها وألفوها، فانتسبوا إليها وتكنت عائلاتهم باسمها: كالكسرواني والشمالي والعكاري والمتني والبيروتي والبشراوي والحصروني والعاقوري والكفوري والدلبتاني والعرموني والريفوني وغيرهم وغيرهم، وكأن ارض إقامتهم أصبحت مصدر شجرات عائلاتهم.

غير أن قيمة الأرض في روحانيتنا ووجداننا لم تعد ملكاً نتصرف به على هوانا، بل هي عطية من الله بإرث من الآباء والأجداد. هذا الإرث هو أشبه بوديعة ثمينة أو ذخيرة مقدسة. والتعامل مع هذا الإرث هو أكثر بكثير من الثمار والمواسم المادية. لقد أصبحت الأرض ذاكرة حية تؤكد هويتنا الخاصة وتواصلنا بالتاريخ. والحفاظ عليها هو حفاظ على هذا الإرث الشخصي والجماعي والوطني. إنها أمانة استلمناها من آبائنا ونسلمها بدورنا الى أولادنا دون استبدال او تبديد، مرددين قول نابوت البزراعيلي للملك آحاب في سفر الملوك الاول: “معاذ الله ان أبيعك ميرات آبائي.

واليوم أين نحن من تجذرنا وأمانتنا لأرضنا وقدسيتها، هل نترك الساحة لباعة الهيكل يتاجرون بها لنستفيق يوماً، وهو ليس ببعيد، لنصبح أغراباً في ديارنا.

كما سأل القديس البابا يوحنا بولس الثاني أبناء الكنيسة: ماذا فعلتم وتفعلون بعمادكم، كذلك يتردد صدى من رووا أرضنا بالعرق والدم: ماذا فعلتم وتفعلون بأرضكم وهويتكم”.

الجلسات

ثم بدأت أعمال المؤتمر التي توزعت على أربع جلسات:

الجلسة الأولى “التبدل الديموغرافي والجغرافي في لبنان”، أدارها جهاد طربيه وتحدث فيها ربيع الهبر عن الإحصائيات الديموغرافية، وبشارة قرقفي عن الحركة العقارية، الإيجابيات والسلبيات.

وتناول النائب نعمة الله ابي نصر “الواقع الديموغرافي وتملك الاجانب”. فرأى أن العنصر الحاسم والأهم في تكوين الهوية الوطنية هو ارتباطها بالارض ارتباطا وثيقاً، بالإضافة إلى عدة عناصر كاللغة والتاريخ والانتماء والحضارة والثقافة والتراث والتقاليد والأهداف المشتركة وإرادة العيش المشترك.

أضاف: “هكذا تكون الهوية الوطنية، ليست سلعة للبيع والمضاربة، فهي قائمة بذاتها وتعبر عن الواقع الراهن للشعب بوصفه وحدة او مجموعة كاملة، لا وطن بدون أرض، ولا أوطان بالإعارة او الإجارة او بالاستثمار. الدستور اللبناني حظر ضمنا في مادته الثانية من التخلي عن أراضي الوطن لصالح غير اللبنانيين، كما كفل في مادته الخامسة عشرة حق الملكية للبنانيين وحصرها به تطبيقا لمبدأ السيادة”

وعدد ابي نصر سلسلة الاسباب الموجبة لعدم بيع ارض الوطن من غير اللبنانيين، ذاكراً بعض الضوابط المقترحة التي تحد من فوضى بيع الأرض من غير اللبنانيين والضوابط المتداولة في لجنة الادارة والعدل.

وختم سائلا: “هل بين توطين وتجنيس وتهجير وهجرة وإهمال متعمد لحقوق اولادنا في الاغتراب وبيع للأرض، واعتماد سياسة تمييز ومفاضلة إنمائياً بين منطقة واخرى، وبين مواطن وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرار، وترك الحدود سائبة لكل طارق ومحتل أمام أعين المسؤولين، وموافقة البعض منهم، هل المطلوب تغيير ديمغرافية لبنان وجغرافيته عمداً، وضرب توازنات تركيبته الاجتماعية الفريدة من نوعها لصالح طائفة او فئة على حساب أخرى”.

وتناولت الجلسة الثانية “القوانين والمراسيم وتعديلاتها ومشاريع القوانين المقترحة” وتحدث في الجلسة التي أدارها فريد الخوري، الرئيس موريس خوام عن “تملك الأجانب وبيع الأراضي بين اللبنانيين”، الرئيس سليم سليمان عن “الأرض والدستور” والدكتور انطوان سعد عن “الأسباب الموجبة للحد من بيع الأراضي من الغير تبعاً للقانون اللبناني والمقارن.

الجلسة الثالثة “الإنماء المتوازن والتنمية المستدامة في المناطق” أدارها غسان الحجار، وتناول فيها انطوان واكيم موضوع “التعاون والتوأمة بين البلديات” والمهندسة غلوريا ابو زيد “المشروع الاخضر”، الدكتور عصام خليفة “دور الأوقاف في التنمية المستدامة”، لوران عون “إنشاء المناطق الاقتصادية الحرة”، عزيز طربيه “التعاونيات المتخصصة”. مطانيوس الحلبي “التشجيع في الانخراط في المؤسسات العامة، فيما تناول الاب طوني خضرا موضوع “العودة الى الوظيفة العامة”.

تمحورت الجلسة الرابعة حول “مصادر التمويل: هبات وقروض ميسرة” فأدارتها كارلا شهاب وتحدث فيها كل من خاطر ابي حبيب عن “دور كفالات في التنمية وفي شد المواطن إلى ارضه”، انطوان شمعون عن “دور صندوق الاسكان في التنمية”، محمد عرابي عن “دور البلديات في التنمية المستدامة”، باتريك عتمة عن “آلية دعم صندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية” خليل حرفوش عن “اتحاد البلديات والتعاون بين القطاع العام والخاص”، سيرج عويس عن “القروض الصغيرة أداة للمحافظة على الارض”.

تخلل المؤتمر غداء وعرض فيلم “أرضي مش للبيع” وتكريم الفرسان الاربعة والمساهمين في إنجاح هذا الفيلم، فقدم لهم أبي اللمع دروعاً تقديرية.

اترك رد