حداد وذكريات في مسقط رأس غابرييل غارسيا ماركيز… وجثمانه أحرق

ودعت  أراكاتاكا الكولومبية غابرييل غارسيا ماركيز، الجمعة.18 أبريل، بالموسيقى والشموع والزهور. البلدة هي مسقط رأس  الأديب ا الحائز جائزة نوبل التي ألهمته رواية حداد وذكريات في مسقط رأس جابرييل جارسيا ماركيز“مئة عام من العزلة”. وقد  أعلن سفير كولومبيا في المكسيك جوزيه غابريال أورتيز أن جثمان غابريال غارسيا ماركيز  أحرق السبت في 19 أبريل، وأوضح أن عائلة الكاتب الكولومبي التي تعيش في المكسيك منذ ستينيات القرن الماضي، لم تقرر بعد ما إذا كان سيتم تقسيم الرماد بين المكسيك وكولومبيا، أو ما إذا  سيبقى في المكان نفسه

بعد يوم من وفاة غارسيا ماركيز تفقد ابن عمه نيكولاس ريكاردو ارياس صوراً قديمة وتذكر، بابتسامة، التجمعات العائلية في المناسبات النادرة التي كان يعود فيها ابن بلدة أراكاتاكا الشهير إلى مسقط رأسه.

قال أرياس (78 عاما) من شرفة منزله المتواضع في البلدة القريبة من ساحل كولومبيا المطل على البحر الكاريبي: “أتذكره بالويسكي والنكات… هذا يوم حزن وذكريات خاص جدا… اليوم سنتذكر غابرييل فحسب”.

غابرييل ماركيز الذي توفي في منزله بمكسيكو سيتي يوم الخميس 17 أبريل، قضى سنوات حياته الأولى في أراكاتاكا، واستلهم منها شخصيات وحكايات في رائعته “مئة عام من العزلة”.marquez 1

احتشد عشرات المشيعين يوم الجمعة عند مزار من الزهور والشموع في المكان الذي ولد فيه. وعزف موسيقيون وأنشدوا أغاني شعبية تحيي ذكراه.
قالت سارة باروديس التي تسكن في البلدة وهي تصنع فراشة صفراء من الورق، في إشارة إلى الفراشات الصفراء التي كتب غارسيا ماركيز في روايته إنها تظهر مع وصول حبيب محرم لإحدى الشخصيات: “سمعنا أنه مات فجئنا سريعا إلى هنا”.

مئة عام من العزلة

تسرد “مئة عام من العزلة” قصة سبعة أجيال في عائلة بوينديا ببلدة ماكوندو الخيالية المستوحاة إلى حد كبير من أراكاتاكا. قال غارسيا ماركيز إنه استلهم القصص في الرواية من الحكايات التي كانت تقصها عليه جدته وهو صغير، ومزجها بالفولكلور والخيال وما وراء الطبيعة.  باعت الرواية أكثر من 30 مليون نسخة، وساعدت على فوز غارسيا ماركيز بنوبل للآداب (1982)، وأكسبت تيار الواقعية السحرية شهرة.

اشتهرت أراكاتاكا بفضل الرواية وقصدها زوار محبون للأدب أملا في انتقال بعض من الطاقة السحرية التي كتب عنها غارسيا ماركيز إليهم. تهدف نسخة طبق الأصل من المنزل الذي ولد فيه أجداد غارسيا ماركيز إلى استعادة روح الماضي. علقت كلمات الأديب الراحل في لافتات ضخمة فوق سريره بينما وضعت الأطباق على مائدة الطعام كأنها تنتظر حضوره لتناول العشاء مع العائلة.

تظهر صور الأوضاع المزرية التي عانى منها عاملون في مزرعة قريبة للموز ما أدى إلى إضراب سنة 1928 ومذبحة قتل فيها الآلاف. صور غارسيا ماركيز المذبحة في عمله الفريد، واستخدم الاسم الحقيقي للجنرال كورتيس فارغاس الذي قاد الهجوم ،وهو الاسم التاريخي الوحيد المستخدم في الرواية.

غادر غارسيا ماركيز أراكاتاكا أثناء الدراسة الثانوية ولم يسكنها مرة أخرى لكنه كان يزورها من حين إلى آخر. ورغم زوال أمجاد الماضي في أراكاتاكا مازال السكان يتذكرون حكايات أجدادهم.

قالت باروديس: “كانت جدتي تحكي لي عن الموسيقى والرقص في الساحة وعن ملاك المزارع وغابو (غارسيا ماركيز) وزياراته… إنها ذكريات من زمن آخر”.

********

رويترز- 19 أبريل

كلام الصورة 

سكان يحملون الشموع حدادا على وفاة الاديب غابريل غارسيا ماركيز أمام  منزله في 17 أبريل.

اترك رد