اختتام مهرجان “مبدعون شباب 2” في النبطية

 

احتفلت مدينة النبطية باختتام مهرجان اكتشاف المواهب “مبدعون شباب ٢”، بحفل في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي، كرم الطلاب والتلامذة والأساتذة المنضوين في لجان إعداد المهرجان والحكام .

حضر الحفل ممثل وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة المدير العام للثقافة الدكتور علي الصمد، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصوه، ممثل النائب ناصر جابر نائب رئيس بلدية النبطية محمد حجازي، الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو رمزى جابر سعد، عضو المجلس التنفيذي في اللجنة المحامي زياد بيضون، رئيس بلدية النبطية عباس فخرالدين، رئيس الجمعية التنظيمية لتجار النبطية والجوار الممولة للمهرجان محمد جابر، رئيس جمعية التنمية نائب رئيس الإتحاد العمالي العام حسن فقيه، رئيس الإتحاد العالمي لاندية اليونيسكو الدكتور مصطفى بدرالدين، المحامية ردينة شهاب مؤسسة ورئيسة جمعية “لاغارد” التي تعنى بشؤون الشباب، مؤسس مجموعة “أبناء البلد” حيدر بدرالدين، مدير مركز كامل يوسف جابر المحامي جهاد جابر ومسؤول النشاطات في المركز عباس جابر وشخصيات تربوية وثقافية.

الصمد 

وقال ممثل وزير الثقافة: “في كل مرة أصعد بها على هذا المنبر، أتذكر أول مهمة رسمية لي كمدير عام لوزارة الثقافة كانت من على هذا المسرح تحديدا. منذ عام 2018 حتى اليوم ، في كل مرة أعود بها الى مدينة النبطية أشعر بسعادة وفخر، أشعر بفخر كبير لما قدمته هذه المدينة للبنان وللعالم وللإنسانية من علماء ، من مثقفين، من رجال فكر وأدب وأشعر بفخر أيضا لما تختزنه من تراث حضاري يضاهي حضارات العالم أجمع. لذلك نفتخر اليوم أن نكون في مدينة النبطية هذه المدينة التي على الرغم من الحروب والدمار ومما قدمت من شهداء في سبيل التحرير وإعلاء شأن الوطن، أبت الا أن تقوم وأن تستمر بممارسة دورها الأول والأخير وهو دورها كمنارة للثقافة للفن وللإبداع”.

اضاف: “بالأمس كنا في مدينة زحلة نشارك في اكتشاف مواهب فنية لطلاب وطالبات مدارس البقاع، واليوم نأتي إلى جبل عامل وحاضنته مدينة النبطية لنقوم بتكريم كوكبة من طلاب وطالبات شاركوا على مدى ثلاثة أيام ماضية في مسابقات في عشر مجالات من مجالات الثقافة والفنون. وكأنه قدر هذا البلد أن تكون ركيزته الرئيسية ومدماكه الأساسي هو الانسان. وكأنه قدر لهذا البلد أيضا أن تكون رسالته الأولى والأسمى هي الثقافة، فكما أن اللبنانيين كانوا أول من اكتشف الأبجدية وصدروها إلى العالم ووضعوها في خدمة الإنسانية، كذلك فإنهم اليوم ما زالوا رواد الثقافة والفنون والإبداع في كل مجالاته، ويأتي في طليعتهم أهل النبطية وجوارها من البلدات، الذين أعطوا هذا البلد الكثير الكثير من الأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين”.

وتابع: “أود بالمناسبة أن أنقل اليكم تحيات معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، الذي كان له عندما تولى مهامه للمرة الأولى في وزارة الثقافة في عام 2000 أن افتتح العديد من المكتبات في مدينة النبطية وأن أطلق مشاريع تأهيل الإرث الثقافي فيها وفي قلعة الشقيف المجاورة، وبالأمس القريب وعندما تم تشكيل حكومة الرئيس نواف سلام كانت توجيهاته لنا بأن نزور مدينة النبطية والجنوب لنطلع على أحوالها وعلى أحوال المكتبات العامة فيها بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، فكان أن قمنا بجولة بدأت من مدينة النبطية وامتدت حتى مدينة بنت جبيل”.

واردف: “كما قام معالي الوزير سلامة بزيارة لمدينة صور، ولقلعة شمع ليتفقد الأضرار التي خلفتها الاعتداءات الاسرائيلية، معلنا بأنه لا بد لهذه الاعتداءات من أن تتوقف لكي تبدأ عملية اعمار ما تهدم خصوصا على صعيد المواقع التراثية. من هنا فإننا نتطلع ايضا لإعادة الحياة للسوق التاريخي لمدينة النبطية من خلال اعادة تأهيله كما وإعادة الزخم لنشاطات المكتبات العامة في المدينة والجوار. كما أوجه الدعوة لمجالس البلديات المنتخبة ولرؤساء البلديات تحديدا لكي يولوا الشأن الثقافي الأولوية القصوى، ونحن نتطلع للتعاون معهم في هذا المجال”.

وبارك لجميع الطلاب والطالبات المشاركين في هذه الفعاليات الثقافية، شاكرا “كل من نظم وواكب وساهم في إنجاح هذا العمل الرائع، وخصوصا منسق المهرجان الأستاذ حيدر بدرالدين والفريق المساعد”.

بيضون 

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية في اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو: “أحضر اليوم ممثلا اللجنة الوطنية لليونسكو، وهي اللجنة التي تعنى بالنشاطات الثقافية والتربوية والعلمية بالتنسيق إما مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وإما مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وإما مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو)، وهي اللجنة التي تعتبر بمثابة نافذة الدولة اللبنانية على هذه المنظمات في المجالات المذكورة”.

اضاف: “كما تعنى لجنتنا بكل نشاطات أندية المدارس المنضوية ضمن أندية اليونسكو التي يرأسها على مستوى العالم إبن مدينة النبطية الأخ والصديق الدكتور مصطفى بدر الدين الذي له على المستوى الشخصي والوطني كل الاحترام والفخر والاعتزاز، وله على المستوى العالمي كل التقدير لجهوده الجبارة ولمكانته ومناقبيته العالية”.

وتابع: “أحضر اليوم إلى النبطية بالصفة المذكورة أعلاه، وقد حضرت إليها في 8/10/2023 مع  ما يعنيه هذا اليوم في ذاكرتنا الوطنية على وجه العموم والجنوبية على وجه الخصوص، حضرت حينها ممثلا معالي وزير الثقافة السابق القاضي محمد وسام المرتضى في إفتتاح مركز تربوي علمي يعني بالذكاء الاصطناعي والروبوتات، وقد سألني في حينها عندما علم أنني متوجه إلى النبطية وإلى تلك المناسبة، كيف لك أن تكون هناك والعداون الإسرائيلي على لبنان قد بدأ، فأجبتهم بكلمتي التي ألقيتها، بأن أبناء الجنوب قد اعتادوا ليس أن يفتتحوا مراكزهم الثقافية والعلمية والاجتماعية والابداعية -كما هو حال نشاطهم اليوم- مهما كانت ظروف العدوان وحسب، بل اعتادوا أن يبنوا بيوتهم في وجه المواقع العسكرية الإسرائيلية، لا يخشون منها لا بل يؤكدون على التحدي الصارخ لها” .

وقال: “نعم هؤلاء هم أبناء الجنوب، هؤلاء هم أبناء الإرادة الصلبة واليقين التام بأن الارض لا يحفظها الا صمود أبنائها ولا يحررها ويحميها إلا سواعدهم. أقول كلامي هذا وهو ليس خروجا عن النص والمناسبة، لا بل هو في صميمها وهي لم تكن لتكون لولا هذا الايمان ثم كيف لي أن أكون على أرض الجنوب وفي مدينة النبطية مدينة العلم والعلماء وفي هذه الظروف، ولا أخرج على النص كيف لي ان لا أخرج على النص وقد وجدت في أنفاسكم أيها الشباب عند القائكم الشعر عاطفة لا مثيل لها وعنفوانا لا يضاهيه عنفوان، عاطفة وعنفوان نابعين من وجودكم على أرض مقدسة. نعم أرض الجنوب مقدسة، وتراب الجنوب المجبول بدماء الشهداء فى خيرة الشباب ، هي مقدسة دون أدنى شك دونما حاجة إلى أي إثبات”.

اضاف: “إنكم بمهرجانكم تتحدون كل آلة العداون اليومي والمستمر ليس من تاريخ مقاومتنا له، بل من تاريخ زرع هذا الكيان الغاصب في منطقتنا وعلى حدودنا. إنكم بمهرجانكم ترسلون رسالة واضحة أنكم شعب يحب الحياة بكل أشكالها وتمتلكون من العاطفة الصادقة والنبيلة والمخزون الثقافي والعلمي والاجتماعي ما يجعلكم تتمسكون بكل ذرة من تراب هذه الارض حتى أبد الدهر”.

وتابع: “أعذروني فقد أشبع وأوفى من سبقني إلى الكلام موضوع مهرجانكم حقه من الناحية الادبية والشعرية والفنية، ولم يكن بإمكاني إلا أن أخاطبكم بعاطفتي وأنا إبن الجنوب، أمثل اليوم من أمثل في عهد وزيرين، سابق عنيت به القاضي محمد رسام المرتضى الوزير المقاوم بإمتياز حيث لم يهمل نشاطا ثقافيا ليس على مستوى الجنوب وحسب بل على مستوى كل لبنان، ووزير حالي عنيت به الدكتور غسان سلامة الذي لم يبخل حتى تاريخه على الجنوب لا بزيارة ولا بموقف وهو الحريص على رعاية كل النشاطات الثقافية فيه في إشارة واضحة إلى ما يعنيه له الجنوب لا سيما في ظل الظروف الراهنة التي تكشف معدن الرجال، وتجسد المواقف الصحيحة فيها أبهى صور الوطنية الحقة”.

وختم: “مبارك حفلكم الكريم الزاخر بالمبدعين الشباب، وإلى اللقاء مع مزيد فى النشاطات والابداعات”.

اترك رد