قصتان من كتاب “أصوات من تيرا أوستراليس” لجميل الدويهي

 

جايمس كوك – نهاية مأساويّة

 

قاد جايمس كوك، الملاّح البريطانيّ الشهير، ثلاث رحلات لرسم مناطق من العالم غير معروفة. وبعد ثماني سنوات من نزوله على شاطئ “سيدني كوف”، كانت رحلته الأخيرة إلى جزر هاواي، فالتقى بالسكّان، وحصل منهم على الماء والغذاء. ثمّ واصل إبحاره إلى ساحل أمريكا الشمالية وألاسكا، ومكث في المحيطات تسعة أشهر تقريبًا، قبل أن يعود إلى سلسلة جزر هاواي للحصول على الإمداد.

اقترب منه بحّار من رجاله، وسأله:

ما اسم هذا الخليج أيّها الكابتن؟

آه… خليج “كيلاكيكوا”. وسترى كيف أنّ المواطنين سيرحّبون بنا… ويكرموننا أجمل تكريم…

-صدقت يا سيّدي… إنّهم على الشاطئ ينتظرون نزولنا، وأستطيع أن أراهم وهم يحملون هدايا من جوز الهند، والأطايب…

-نحن في كانون الثاني 1779، واليوم عيد “مكاهيكي”، رأس السنة الذي يكرّمون فيه الإله لونو… عندما كنّا هنا في رحلتنا السابقة، أخبرني زعيم محلّيّ أنّ الإله لونو هو ربّ الحصاد، ولذلك يحتفلون به، ويغنّون ويرقصون.

نزل البحّارة البريطانيّون من السفينتين “ريزوليوشن” و”ديسكوفري”، فاستقبلهم شيوخ القبائل والسكّان شبه العراة، استقبالاً حافلاً، تخلّله الغناء والرقص، وإشعال النيران.

اندفع رهط من السكّان، بأمر من زعيمهم نحو جايمس كوك، وداروا حوله، ثمّ حملوه على أكتافهم، وهو ذاهل عن نفسه، لا يدرك ما الذي يقصونه بذلك.

طلب الشيخ الكبير من مواطنيه الهدوء، ثمّ خاطبهم بلهجة صارمة:

من الآن وصاعداً، أيّها القوم، سيكون هذا القائد من البحريّة، أوّل رجل أبيض بمثابة الإله لونو نفسه، إله غلالنا…

ساد هرج ومرج. وكان هناك بحّار أميركيّ واحد في طاقم السفينتين، هو جون ليديارد، وكان يدوّن كلّ ما يحدث في تلك البلاد النائية، وسط المحيط الهادر. وقد ترك ليديارد سجلاّ حافلاً عمّا حدث في تلك الفترة من الزمان، حيث تحوّلت الصداقة إلى نزاع مسلّح، وغضب ساطع. فقد تمرّد جايمس كوك على مضيفيه، وأمر رجاله بانتزاع الأخشاب المستخدمة كأسوار حول مقبرة “موراي” المقدّسة، التي دفن السكّان فيها كبارهم والعظماء منهم. وعندما رفض الرؤساء المحلّيّون وعبّروا عن شعورهم بالمهانة والتحقير، أعطى كوك أوامره بتقطيع السياج، وتحميل الخشب في القوارب لنقله إلى السفينتين.

انفعل الأميركيّ، وخاطب القائد كوك:

ليس علينا يا سيّدي أن نفعل ذلك، فهؤلاء الشعب كرّمونا وجعلوك إلهاً…

-لا يهمّني هذا الأمر، فعليكم أن تنفّذوا أوامري بصرامة…

-إنّ عندي طفلة في أميركا، ولست راغباً في الموت هنا…

قاطع الحديث ملاّح بريطانيّ آخر، يدعى تشارلز كليرك، فقال وهو يلهث من التعب:

سيّدي… سيّدي كوك… لقد سرق زعيم محلّيّ جشع قارباً تابعاً لنا، من سفينة “ريزوليوشن”…

-ماذا تقول؟! يا له من خبيث وماكر! اذهبوا إليه مسلّحين في الحال، واستعيدوا القارب.

مضى الرجال الإنكليز يحملون بنادقهم، ثمّ عادوا بعد قليل، وأبلغوا كوك بأنّهم عثروا على القارب، ولم يكن الزعيم المحلّيّ هو الذي سرقه…

لكنّ السيف سبق العذل، وكان الزعيم المحلّي قد غضب لتوّه من الإهانة التي لحقت به جرّاء اتّهامه بالسرقة. وكتم الرجل غيظه، وأمر أتباعه بالهدوء…

وبقيت السفينتان البريطانيّتان في الخليج عشرين يوماً، ولم يبد على مواطني هاواي أيّ تصرّف عدائيّ. ولمّا غادرت السفينتان، ارتاح السكّان من الفوضى والقلاقل التي حدثت. ولسوء الحظّ، هبّت عاصفة شديدة، كادت تغرق السفينتين. وكان كوك يصيح برجاله كمارد جبّار، أن اصمِدوا وقاوموا الرياح، لأنّ العودة إلى خليج “كيلاكيوا” صعبة ومحفوفة بالأخطار…

وعلى الرغم من جرأة البحّارة في مواجهة الأقدار العاتية، فلم يكن بدّ من العودة لإصلاح الأضرار، وانتظار اللحظة المناسبة للإبحار مجدّداً.

كتب الأميركيّ عن تلك المرحلة، فقال:

“كانت عودتنا إلى هذا الخليج غير مقبولة بالنسبة لنا، كما كانت بالنسبة للسكّان، لأنّنا تعبنا من بعضنا البعض. لقد تعرّضوا للقمع والإزعاج من صداقتنا التافهة… وكان واضحًا أيضًا من مظهر السكّان الأصليّين، وكذلك من كلّ مظهر آخر، أنّ صداقتنا قد انتهت الآن، وأنّه ليس لدينا ما نفعله سوى التعجيل بمغادرتنا إلى جزيرة مختلفة، حيث لا تكون رذائلنا معروفة، وقد تكسبنا فضائلنا الجوهريّة مساحة قصيرة أخرى للبقاء فيها.”

وأثناء الرسوّ في الخليج، هجم السكّان بعشوائيّة، فسرقوا زورقين. فاستشاط كوك غضباً، وأمر طاقمه باختطاف الزعيم الكبير لجزر هاواي، للمقايضة به من أجل استرجاع الزورقين.

توجّه البحّارة، وكوك على رأسهم، كرجل عنيف ومحارب عتيّ، ومعهم ثلّة من مشاة البحريّة المدجّجين بالسلاح، إلى خيمة الحاكم “كالانيوبوتو” الذي كان لا يزال نائماً، فأيقظوه، وأوعزوا إليه بأن يأتي معهم على وجه السرعة.

أمسك كوك نفسه بيد الزعيم الأكبر، وجذبه وراءه، وسار الجمع مبتعداً على طول الشاطئ.

كانت زوجة الزعيم المفضّلة “كانكابالي” عند الشاطئ، فأبصرت بزوجها على تلك الحال. صرخت إليه، فلم يجب. كان خائفاً أن تنطلق بندقيّة إلى ظهره.

أسرعت “كانكابالي” إلى مجموعة من الرجال، وأخبرتهم بما جرى لبعلها، فانتفض ابنا الحاكم، واثنان من زعماء القبائل، هما “كاناينا” و”كايوبالا”ومعهم جمع قليل، فتبعوا المجموعة إلى السفينتين، وكانت الزوجة تتوسّل عودة زوجها إلى قومه، فذهب توسّلها ودموعها أدراج الرياح.

واجه رجالَ كوك على الشاطئ كاهنٌ مسنّ، اقترب منهم حاملاً جوز الهند وهو يغنّي بلغة لا يفهمونها. صرخوا به أن يذهب بعيدًا، لكنّه استمرّ في الاقتراب منهم وهو يتابع الغناء. وكان الشاطئ قد اكتظّ بالآلاف من سكان هاواي الأصليّين.

قال الحاكم المختطَف لكوك:

اقتربت ساعتك أيّها المتعجرف، ولن يفيدك شيء الآن. فلقد تخطّيت حدودك، وأسأت إلى الذات العليا عندما احتقرتني، وأخذتني كعبد أسير…

-لا أحد يتحدّاني. وسأواجه قومك حتّى آخر رجل… وهزيمتكم ستكون على أيدي الشجعان من بني قومي…

لكنّ رجال كوك كانوا خائفين من الحشد الكبير الذي يترصّدهم، فأخذوا يتراجعون إلى الوراء وهم يرفعون أسلحتهم ولا يطلقون النار.

اقترب “كاناينا” بغضب من كوك، فاستلّ الأخير سيفه وضرب مهاجمه بالجزء المسطّح من السيف لكي يخيفه. لكنّ “كاناينا” قفز إلى كوك وقبض عليه، وأسقطه على الرمال… وعندما حاول كوك النهوض، اندفع “نوا” خادم الحاكم إليه، وطعنه في صدره بخنجر حصل عليه عن طريق التجارة مع البحّارة الإنكليز. خرّ كوك صريعاً ووجهه في الماء. واندلع اشتباك عنيف، من مسافة قريبة، بين سكّان هاواي وطاقم السفينتين.

قُتل أربعة من مشاة البحريّة الملكيّة البريطانيّة: العريف جايمس توماس، والجنود ثيوفيلوس هينكس، وتوماس فاشيت، وجون ألين. وأصيب اثنان منهم بجروح. وواصل البحّارة إطلاق النار وهم يتراجعون إلى قاربهم الصغير الذي عادوا به إلى السفينتين. وكانوا ينظرون إلى الوراء وهم يجذّفون في المياه الضحلة، فيرون على البرّ جموع الناس، يحملون القتلى والجرحى الكثيرين منهم. وذكر الأميركيّ ليديارد في أوراقه أنّ الزعيم القبليّ الأعلى قد يكون قُتل في تلك الموقعة.

مكثت السفينتان في خليج “كيلاكيكوا” أسبوعاً للانتهاء من إصلاح الأعطال التي سبّبتها العاصفة السابقة… وكان البحّارة جميعهم في حزن عميق وسخط، لأنّ سكّان هاواي جرّوا جسد كوك إلى تلّ يشرف على مدينتهم، وهناك مثّلوا بجثّته أفظع تمثيل.

***

من سيدني إلى باراماتا

بيملوي ورفاقه

 

إنّه العام 1790، عام التغيير الجوهريّ لتيرا أوستراليس، بعد نزول البيض إليها، وهم للوهلة الأولى أقلّ ذكاء وفطنة في نظر أصحاب الأرض. فالسكّان الأصليّون لهم أسلوب حياة وثقافة منضبطة للغاية، وفرضت عليهم الطبيعة وندرة الموارد، العيش في وئام مع بيئتهم كصيّادين وجامعين. وعندما رأوا كيف أنّ المستوطنين الجدد بدأوا يدمّرون الغابات، ويغيّرون معالم البلاد، اعتبروا ذلك ضرباً من الغباء الذي لا بدّ من التصدّي له.

وقف زعيم القبيلة المشرفة على سيدني كوف، وقال لأتباعه:

أنظروا إلى هؤلاء البِيض الوافدين، كيف يصنعون من جذوع أشجارنا المقدّسة بيوتاً لهم، ويضرمون الحرائق في الأعشاب… علينا أن نفعل شيئاً حيال ذلك، فإنّ أرواح أجدادنا ليست راضية بالتأكيد…

قال ابن الزعيم:

لقد صار عددهم كبيراً، ومعهم بنادق وأسلحة، فمن الصعب أن نواجههم… أقترح يا أبي أن نصبر قليلاً، ونتعامل معهم بحذر.

وافق أبناء القبيلة على كلام الشابّ، وأثنوا عليه. فأيّ تصرّف

عنيف سيكون أهوج، ويؤدّي إلى خسائر لا تحمد عقباها.

أردف الوالد العجوز:

لقد أرسل زعيمهم أرثر فيليب في طلبي. ولا أفهم ماذا يريد من ذلك.

“لا تذهب إليه”. صاح أحد الشيوخ… فهو يسعى إلى تغيير ثقافتنا، وجعلنا ننضمّ إلى مجتمعه، فنذوب ولا تعود لنا شخصيّتنا… هم قوم لا يشبهوننا، ولسنا مضطرّين إلى تشويه حضارتنا من أجلهم.

لم تطل فترة السلام بين الطرفين، فبدأت هجمات الانتقام على البيض الذين غامروا بدخول الأدغال بمفردهم، أو غارات في الليل على مزارع المستوطنين البيض. وكان القادة الإنكليز كرماء في تقديم الهدايا، محاولين إقامة الودّ بينهم وبين السكّان الأصليّين، لكنّ ذلك لم يكن كافياً لأقناع الأبورجينيّين بأنّهم في أمان.

توجّه شيوخ القبائل إلى خيمة الحاكم أرثر فيليب، وخاطبوه بلغة الإشارة بأنّ الصيد في مناطق وجودهم إهانة لهم، واعتداء سافر على أملاكهم. وذلك الاجتماع القصير بين الطرفين، لم يمنع الحرب الدمويّة.

وقع الهجوم الأوّل على مساكن البيض في سيدني كوف، بعد ثماني سنوات على وصولهم إلى تيرا أوستراليس، فقُتل اثنان من الإنكليز، ويليام أوكي وصمويل دايفيس، أثناء قطع النباتات في “راشكوترز باي”. وعثر مشاة البحريّة الإنكليز على جثّتيهما. والغريب أنّ الحاكم أرثر فيليب لم يسعَ إلى الانتقام، وتعامل مع الحادث بهدوء ورويّة.

وبعد عام واحد، خطّط ستّة عشر من الرجال البيض للتوجّه إلى خليج بوتاني، ونهب الأسلحة والإمدادات من خيام السكّان الأصليّين. وكان هؤلاء جاهزين للنزال، فواجهوا المعتدين ببسالة، وقتلوا واحداً منهم وأصابوا سبعة. وأرسل الحاكم فيليب مجموعة من قوّاته لاستعادة النظام، وأصدر حكماً بالجَلد على سبعة من مُواطنيه، 150 جلدة لكلّ منهم. ولم يعاقب فيليب أيّ واحد من السكّان الأصليّين.

“لتمض جماعة منكم إلى بينيلونغ. فإنّي أريد أن أجتمع إليه”.

قال أرثر فيليب لأحد ضبّاطه، بينما هو ينظر في المدى الأغبر. وكانت نسائم رقيقة تهبّ من جهة المحيط. تردّد الضابط في الإجابة، وظلّ واقفاً في مكانه، فالتفت إليه أرثر، وأردف:

ماذا، هل أنت جبل جليديّ؟ أم تخاف مقابلة بينالونغ؟… أؤكّد لك أنّه رجل مسالم ولن تسقط شعرة من رؤوسكم بسببه…

خرج الضابط، وهرع إلى الغابات القريبة، يرافقه نفر من الجنود. وما هي إلاّ ساعة حتّى عاد ومعه بينالونغ.

قال له الحاكم:

اسمع أيّها الأبورجينيّ الحكيم… لقد أتعبتنا الفوضى التي تحدث بين فينة وأخرى. ولكي أؤكّد لك على صفاء نوايانا تجاه شعبكم النبيل، فإنّني أسمح لك ببناء منزل في هذه المستوطنة، وتعيش بيننا كواحد منّا… هل ترضى بذلك؟

هزّ بينالونغ برأسه موافقاً. وكان أوّل أبورجينيّ يسكن في سيدني كوف، جنباً إلى جنب مع البيض. وقد أمر الحاكم بأن يبني البيض كوخاً للأبورجينيّ، كمظهر من مظاهر الكرم والودّ.

وأصبح كوخ بينالونغ محجّة لبني شعبه. وكان مأمولاً أن تستمرّ فترة من الهدوء بين الشعبين، لكنّ الرياح جرت بما لا يشتهي أهل الخير، فلم تمض أسابيع قليلة، حتّى تعرّض مواطن أبيض هو جون ماكنتاير، وثلاثة من رفاقه لهجوم مباغت، بينما كانوا في رحلة للصيد في خليج كوغرا، فسقط ماكنتير قتيلاً متأثّراً بطعنة رمح.

استشاط أرثر فيليب غضباً، وأرسل فرقة مدجّجة لملاحقة ستّة من السكّان الأصليّين. وأصدر أمراً بأن تُقطع رؤوس الأبورجينيّين، وإعادتها إليه في أكياس… وكانت دهشة الحاكم عظيمة، عندما رفض الملازم ويليام دوز، تنفيذ الأوامر العنيفة.

وفشلت الفرقة المكوّنة من 52 رجلاً في العثور على المطلوبين، وتكرّرت محاولتها عبثاً.

وبعد أحد عشر شهرًا، هاجم السكّان الأصليّون 13 مزارعًا في”روز هيل”، وأحرقوا منزلاً وقتلوا جميع سكّانه.

كان ذلك الهجوم الشرارة الأولى لاندلاع سلسلة من الغارات على مزارع البيض في منطقة باراماتا، البعيدة قليلاً عن سيدني كوف. وكان زعيم الأبورجينيّين في تلك الهجمات بيمولوي، الذي يعتقد أنّه كان مسؤولاً عن قتل ماكنتاير في كوغرا.

وبعد اغتيال رجلين من البيض في شمال باراماتا، تجمّع المستوطنون لتشكيل قوّة للدفاع عن منازلهم، وحصلوا على أسلحة، ولاحقوا عناصر بيمولوي عبر الأدغال.

وفي يوم شتائيّ، اقتربت مجموعة كبيرة بقيادة بيمولوي من ضواحي باراماتا. وهدّد الزعيم القبليّ بقتل أيّ شخص يقترب منه. وعندما تحرّك مسلّح أبيض نحوه، ألقى بيمولوي برمحه، فاندلعت معركة طاحنة، قُتل فيها خمسة من السكّان الأصليّين، وأصيب عدد آخر بجروح، بمن فيهم بيمولوي نفسه الذي أصيب بجروح خطيرة، ونُقل إلى المستشفى تحت حراسة مشدّدة. وتمكّن من الفرار بعد ساعات، على الرغم من الأصفاد الحديديّة في قدميه… ومنذ ذلك الوقت انقطعت أخباره.

وبعد فترة طويلة من معركة باراماتا، عثر البيض على مستودع للرماح والفؤوس والسكاكين، في الكهوف بالقرب من شاطئ بونداي. ومن المرجّح أنّ المحاربين الأصليّين صنعوا تلك الأسلحة في أواخر القرن التاسع عشر استعدادًا لهجوم كبير على المستوطنين البيض، لكنّ ذلك الهجوم لم يحدث. وكانت هزيمة باراماتا لبيملوي ورفاقه، مؤشّراً على تراخي الهجمات على البيض. ومنذ العام 1810 لم يسجّل أيّ نزاع مسلّح بين الطرفين.

وأدّى انتشار مرض الجدريّ بين الأبورجينيّين، منذ العام 1789، إلى تضاؤل أعدادهم. ويُعتقد أنّ هذا المرض دخل مع وصول المستكشف الفرنسيّ “لا بيروز” إلى الشواطئ الشماليّة لسيدني، في عام 1788. كما يرجّح البعض أنّ البيض نشروا عمداً هذا الوباء، الذي حملوه من إنكلترا، لقتل السكّان الأصليّين. وكانت عشيرة “كارديغال” أولى العشائر التي أصابها المرض. وبحلول عام 1880، كان هناك قلّة قليلة جدّاً من السكّان الأصليّين، قرب سيدني كوف.

***

*غداً “السيّدة ماري وأمّهات على القافلة الأولى”

مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي

النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.

اترك رد