برعاية المطران بولس مطر وحضوره، وتكريماً لذكرى مولد الأديب كرم ملحم كرم، افتتحت أسرة جامعة الحكمة ولجنة مئوية كرم ملحم كرم قاعة كرم ملحم كرم التي تضم مكتبته ومؤلفاته (4500 كتاب)، في حفل ألقيت خلاله كلمات لـ: رئيس الجامعة المونينيور كميل مبارك، النائب السابق ئإدمون رزق، راعي الاحتفال المطران بولس مطر، النقيب عصام كرم (ابن كرم ملحم كرم)، وقدمه الدكتور أنطوان سعد، أمين عام الجامعة.
الأب مبارك
بعد النشيد الوطني وكلمة تقديم للدكتور سعد حول كرم ملحم كرم وأدبه ووطنيته وعلاقته بالحكمة، ألقى المونسنيور مبارك كلمة تحدث فيها عن القصة في حياة “من علمته الحقيقة أن يكرهها فما إستطاع”، وقال:
“أقف في حضرة أصحاب السيادة والسعادة والمعالي والرئاسة والسياسة والكياسة، لأشهد على أمرين: أولهما العهد بين الحكمة وبيت الكرم. عهد عصي على الزمن ، وآخر توقيع لهذا العهد هذه المكتبة التي إنتقلت من بيت علم وأدب ومعرفة إلى بيت علم وأدب وتربية. كتب، لو رصفناها حجارة لبانت قلعة أين منها قلعة عمورية. ولصح فيها، حجماً ومحتوى قول أبي تمام: حتى إذا مخض الزمان لها مخض البخيلة كانت زبدة الحقب.
إذا حق للأمم والشعوب أن تفاخر بكتابها وشعرائها ومبدعيها، وحق لفرنسا أن تفاخر بـ ألكسندر دوما، لأنه كتب أكثر من خمسين قصة وبالزاك والكلاسيكيين المسرحيين والرومانسيين الروائيين، وحق لبريطانيا أن تفاخر بشكسبير وولتر سكوت، حق للعرب جميعا أن يفاخروا بكرم ملحم كرم، لأنه الأكثر عطاء والأكثر إبداعاً.
قرأته، ولو شئت أن أقرأ كل ما كتب، لما كفى ما بقي من عمري. ولكنني قرأته وأحببته. أحببت آباك، يا أستاذ عصام، أحببته لأنه ذكرني بقول الطغرائي: “آصالة الرأي صانته عن الخطل وحلية الفضل زانته لدى العطل”. أحبه لأنه كان رحب التفكير، واسع التطلع. يقف من قول النقاد المنتقدين المغرضين موقفاً ذكرني، بقول الشيخ ناصيف اليازجي عن أمثاله: “غنم لوافده، زهو لواجده، ريف لقاصده، فوز لمعتصم”. هذا هو كرم ملحم كرم.
أما الأمر الثاني، الذي أشهد عليه، وهو ما تعلمته من هذا الكبير. ولو شئت أن أعدد كل ما تعلمته، لما إستطعت ولكنني إخترت بعضاً مما أستطيع البوح به.
علمني أن الحقيقة قد تقتلك لكن إياك أن تقتلها، وعلمني أننا لو زدنا على الحقيقة ألف خطأ لما تغير جوهرها. وعلمني، أن الويل لمن عرف الحق فاجتنبه وعرف الباطل فتبعه.
أما في العدالة، فعلمني، أن العدالة هي أن تعطي الإنسان ما يحق له، والرحمة أن تعطيه ما يحتاج إليه، أما المحبة فأن تعطيه بلا حساب. وعلمني، أن “كن مع الحقيقة وقلها، تصل إلى حيث تشاء وأحيانا إلى حيث لا تشاء”.
أما في مواقفه من الذين انتقدوه لا للبناء، بل لأنه كان من الرواد في عالم القصة والصحافة والأقصوصة. فصح فيه قول أبي تمام: “وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت، أتاح لها لسان حسود، لولا اشتعال النار في ما جاورت، ما كان يعرف طيب عرف العود”.
إدمون رزق
ألقى إدمون رزق كلمة قال فيها: “لآلئ في جيد العربية، لياليه الألف واثنتان، رصائع أدب وتاريخ رواياته، صاغها بأسلوبه تشويقا، وعلمها تطبيقا. “عاصفته” نفحة حرية في مسيرة نضال الصحافة اللبنانية، لاستقلال الوطن وبناء الدولة. وها هو كرم ملحم كرم يكمل الحادية عشرة بعد الماية، بوديعة ثقافية!
القراءة مصدر علم وسبيل رقي. المكتبة مدرسة قائمة وجامعة مفتوحة، المعلم فيها “تلميذ دائم”، يستزيد فلا يتوقف، والطالب “معلم نفسه”، يدأب تحصيلا فلا يتخلف.
الكرميون دوحة متأصلة في أرض الجبل، أباة ضيم، حماة شيم، رعاة ذمم، بناة ثقاة، انتشروا فروعا وأينعوا ثماراً.
بعض من إرثهم النوعي يقدمه اليوم، الى جامعة “الحكمة”، بكر كرم، رفيقي ونقيبي، توأم الروح، عصام.
أكثر من مجلدات على رفوف، كتب ذات خصوصية، قلبت صفحاتها الأنامل، كما تتلمس أوتار قيثارة، لتستل منها ألحانا. عتقت في “مربع الدير”، وصومعة بيروت، بينها وبين أهلها، وقواصد تلك العتبات المهيبات، رفاق السوانح وسمار العشيات، ذكريات حميمة، فعلى أسطرها من الأعين الباحثات نظرات، بها تكتحل، تقلبها أوجها، تصقـلها، تداولها. تنشق حبرها المضمخ بعبقرية السلف والخلف.
حسبنا من رعيل قرائها، ذكر كرم وملحم، المنتقلين الى قدس “الكلمة”، والحبيب عصام، حفظه الله أمير كلام. فمنها كان يغرف “المزيد”، قصائد ومعلومات، ليدهش بمصادره معلمنا حسيب عبد الساتر، فيبادر الى إعطائنا نموذجا للاعراب، بيتا من الشعر يتضمن إسمه: نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما.
يومذاك، لثمان وستين ماثلة في البال، كنا، نحن رفاقه، نجد في هذه الالتفاتة التفضيلية الأنيقة، تعبيرا عن محبتنا له وزهونا بتفوقه؛ كيف لا، وهو المجلي في كل امتحان!
بعد حسيب، ظل عصام، عاما بعد عام، بمراجعه وإعجازاته الذهنية، يدهش عبده الشمالي، وبطرس البستاني، يغوي سامعيه، كما لا يزال يفعل، وسيظل أبدا، ظاهرة فريدة، رفدتها ليالي عشقه البيضاء، في مكتبة ابي عصام!
ترون اذا، يا سيدنا المطران، ويا حضرة المونسنيور الرئيس، وكل الأحبة الأكرمين الهنا، مدى روعة هذه اللحظة؟!
إن عصام كرم يستودعكم ذاته مكتبة كاملة محفوظة في ذاكرته! قبل “الحواسيب”، كان يختزن الموسوعات والقواميس، شتى المصنفات، شعرا ونثرا، الصرف والنحو، العلوم والفنون، الأقاصيص والحكايات، الفلسفة والآداب، الأديان والمذاهب، القانون والشرائع، الشروح والتفاسير، الموجزات والمطولات، يستجمع المتداول ويكتشف الخبيء. فو”الحكمة”، بها أقسمت، أن ليس له في شغف المعرفة، حفظ المعارف وفعل المعروف، ند!
يا سيدنا، يا ولي “الحكمات”، ونحن حاملي أمانتها، المدمنين هواها، من دون تواضع، ومن غير تبجح، ولبنان في محنة مصير، أستميحكم أن أستعيد، بنبرة حكموية، كدأبي منذ عهدي بالمنابر، قولا أطلقته لأربع وثلاثين خلون، في وجه التشكيك، قبل استفحال الردة الهمجية، وتفشي لوثة التفخيخ والتفجير، وعمه الضلال المبين.
هي دعوة مشرقية ملحة، للعبور من ظلامية الأزمنة الى العصر الكوني، والمشاركة في إبداعات العقل وفتوحات العلم: أليس أن براعم العربية تفتقت في الخضر مروجنا، روتها سواقينا، توالهت نشوى على روابينا، وفي الشم جبالنا اعتصمت. وأن ما بين قس بن ساعدة في نجران، وجرمانوس فرحات في لبنان، حكاية العربية من الدفة الى الدفة؟ وأن حفنة من الرهابين، حبساء الكهوف، في أغوار الأودية، ردوا عنها غائلة العثمنة والتتريك والإعجام ؟ نحن الأبر بها في العالمين، المسبلون عليها الأهداب تحنانا، الكاشفون جمالات لها لم تكن في البال!” فإلام التجهيل والطعن في الأصيل كأنه دخيل؟
من “عين ورقه”، أشرقت النهضة العربية، ومن “الحكمة” انطلقت الوطنية اللبنانية، الضاد أمانتها، الوطنية دعوتها، العلم رسالتها، المحبة ايمانها، الخير العام بشارتها، واولئك ابناؤها.
بالأمس كرمتمونا، عصام وأنا، على غير حسبان منا، في قاعة جبران. قلدتمونا درع “الحكمة”، في مطلع احتفالات اليوبيل، وأنتم تعلمون أنها في الصدر وعلى الجبين، منذ سبعة عقود، نصف عمرها المديد. فهلا، بتعبير عصام، “رخصتم لنا”، مرة بعد، في ما نهتف لها، أن نهتف بها:
يا مدرستنا، زرع يوسف، وجامعتنا، بلمسات بولس، أيتها المتالقة أحبارا وأعلاما، كهنة وعلمانيين. نحن نمضي وتبقين، تذكرين ولا تنسين، تحفظين العهود، تحضنين الأجيال، تجمعين ولا تفرقين.
ويا حكمتنا، ظلي “معلمة الفصحى وربة بيانها”. رائدة علم وثقافة، مورد أخلاق ومبادئ. تعددي فروعا وتكاثري كليات، كوني لنا، ما أنت بحق: الأم الباقية، بعد رحيل أمهاتنا والآباء. أعلي المنابر، أحيي المواسم، أقيمي عكاظات الألفية الثالثة، إبعثي النهضة في وجه الحطة. علمي، ربي، أحبي، صلي ولا تملي، فموعدك، بعد الألوف، المئين! إننا بك الأوفياء، وبعلم الأرز، الى يوم الدين!”
المطران مطر
وقبل إزاحته الستار عن مكتبة كرم ملحم كرم مع الرئيس حسين الحسيني والمطران إلياس نصار والمونسنيور مبارك والنقيب كرم، ألقى المطران مطر كلمة تحدث فيها صاحب الذكرى وعن معرفته بالنقيبين عصام وملحم وحبهما للحكمة التي منها إنطلاقا إلى عالم الصحافة والقانون والأدب والفكر، وقال:
“يغمرنا في هذه الأمسية فرح كبير. إنه فرح الروح بالصفاء، والحب بالوفاء، والمعرفة بالنشوة والبهاء. هو كرم ملحم كرم يطل علينا في زيارة هي الأولى لجامعة الحكمة في دارها الجديدة، بعدما تعود ارتياد المدرسة توأمها منذ أن عهد إليها ولديه العزيزين عصام وملحم لما يقارب السبعين من السنوات.
لكأنك تراه يدخل على الحضور بقامته الأدبية الهيفاء فتشعر بدهشة لرؤياه وكأنه يعود إلى بلاده وقد صار من كوكب آخر لأن صنوه قد بات فيها عزيزا. ففي زمن تعلق فيه الدساتير، أو تستباح أو هي تحمر خجلا لتخلفها عن ركب مثيلاتها الصاعد في الأرض، وفي زمن تحتجب المعلقات وتنتزع للكلمة حصانتها ويسرق لها دورها في إغناء الحضارة وصنع التاريخ، يصبح جميلا أن تستند إلى رعيل من الرجال صنعهم هذا الوطن وصنعوه، لتجدد العزم على صوغ مستقبل له يكون خليقا بتطلعات أجياله الغابرة، تلك التي حباها ربها عيونا تتحدى الشمس في تشوقها للحرية وتعلقها بالمكرمات وسعيها إلى تكوين دولة الحق والأخوة في آن.
رسول هو كرم ملحم كرم لحضارة الكلمة وهو لها عنوان عريض. لم يشهر سواها في معركة الوجود، لا بل كان لها من السجد والخشع الأبرار. لقد آمن أنها في البدء، وأن بغيرها لا كينونة باقية ولا حياة. وهو الذي ترجى منها أشهى المواعيد في النهايات. وحبذا لو أدركنا معه جميعنا أن الكلمة هي البداية والنهاية وأن العمل هو وسيط، له حدوده. أما مجالسة الكلمة والحب المتأتي منها فهما لا يعرفان الحدود، بل يرومان تذوقا مترعا لطعم الأبد.
هكذا يطل أديبنا الكبير على الحكمة، وفي يديه جم من الكتب التي قرأ فيها وتثقف، وجم آخر من التي أضافها لا إلى مكتبته فحسب، بل وإلى مكتبات الذين يقرأون على مدى العالم العربي برمته، وعلى بعض من العالم الأوسع، أولئك الذين تنزل في قلوبهم سعادة المعرفة وفي عقولهم تنكشف أنوارها. لقد كان حقاً جليس الكتب بامتياز، ووافر العطاءات منها بأعداد مذهلة، إلى جانب قصص دون منها ما يكفي لألف ليلة وليلتين، ولولا مسايرة التاريخ، لكان أكمل منها وأزاد؛ فهو الينبوع الفياض والنهر الهادر على صورة فكتور هوغو في الأدب الفرنسي الذي عشقه كما عشق الأدب العربي، ولا غرو فلقد كان عالمي الثقافة كوني التطلعات
يتفقدنا اليوم كرم في “حكمة” النقيبين، فلذتي كبده العزيزين، عصام وملحم، إذ كلف الأكبر فيهما تمثيله في هذه الزيارة محملا إياه مع أشواقه كنزه الأجمل يهديه لمكتبتها في الجامعة، فيزيدها زهوا، ويتألق به وجهها، وكأنها سبائك من الذهب الخالص. إنه يوم الوفاء الذي غناه تقي الدين في أبناء الحكمة، وما كان النقيب عصام من بينهم سوى عنوان لوفاء نادر سكن قلبه، وما كان هذا القلب ليسع ويسع، لو لم يكن من أصله كبيراً.
عرفته منذ ما يقارب الخمسين من السنوات. وقد كان في كل هذه العقود سر أبيه، مضيفا إليه تخصصا في القانون من دون أن يشيح الطرف لحظة عن تقدير الإنسانيات والغوص بها في الأعماق. لقد أطلق كرم الوالد شعاراً بقي حياً في الأذهان ويبقى حيث قال: “لقد علمتني الحقيقة أن أكرهها فما استطعت”؟ كذا الابن أيضا، فهو رجل الحق، ولو بقي في الساح مدافعا عنه وحيدا. والحق عنده يتكامل مع إنسانية الإنسان، وحسن الحضارة مجبولا بتطرية، أفلا يكمن سر القيم في تناغمها وليس في التفريق في ما بينها أو في لعبة التناقض؟ هكذا جمع النقيب الصديق في وجدانه بين القانون والأدب والسياسة والاجتماع. وتماهى في كل ما كتب عنها عبر قراءات مذهلة وغير مقطعة حتى يومنا هذا. لم يترك كتابا إلا وجال بين ضفتيه، ولم يدع ذوقا يفوق ذوقه لسحر الكلمة، وحسن التعبير، وسلامة الفكر وتقديس الحرية.
الكتب التي احتوتها مكتبته الرائعة والتي تحط اليوم رحالها في خزائن مكتبة الحكمة، سبق ان قرأها واحدا واحدا من دون استثناء، وتفاعل معها منيرا ومستنيرا. وكم يسعد اليوم ونحن معه لوضعها في تصرف أهل الجامعة الحكموية، إذ يرى في رسالة هذه الجامعة تجسيدا لرسالة لبنان. أفليست محبة الحكمة هي المعنى الحرفي للفلسفة وهي الداعية أبدا الى أولوية الفكر في الحياة؟ إنها روح الحكمة بامتياز، روح النقيبين والزملاء الذين تتلمذوا مثلهما وتخرجوا كما خاضوا سوية غمار الحياة ويخوضون
هل يغيب عن البال في هذا اليوم السعيد طيف النقيب ملحم، رجل المنابر والوقفات الجريئة والطموح الإنساني غير المحدود؟ إن هذا المعترض الدائم منذ مقاعد الدراسة والثائر أبي الثوار على دروب الحياة، والرافض لكل رتابة، كان وسيبقى عندنا عنوان اللبناني المتطلع بواسطة الفكر المصقول والحوار المتبادل نحو تجلي الثقافات وإبداعها.
معكم نحييه أيضا في هذا المساء، ونقوم بفعل اعتزاز بما عمل وأنجز في عالم الأدب وبما شيد وأعلى من إمبراطوريات في دنيا الصحافة، واضعا كل طاقاته في خدمة لبنان.
إنها تحيات عطرة، نوجهها معكم في هذه الأمسية الجميلة إلى هؤلاء الأعلام الثلاثة الذين سطع لهم نور في سماء الأدب والشعر والصحافة وشكلت حالة خاصة في مجتمع لبنان الحديث. وإذ يكل النقيب العزيز عصام مكتبة كرم ملحم كرم ومكتبته من ضمنها إلى عهدة جامعة الحكمة، إنما هو يسلمها مسؤولية وطنية ستحملها بفخر، ولكنها ستحملها معكم جميعا وبمؤازرة من إيمانكم الحي بلبنان الوطن وبقضيته في هذا الشرق، بين أقرانه جميعاً.
لم يعد خفيا عن الأنظار، كما سبق ان أشرنا، أن مستقبل هذه المنطقة بأسرها بات موضوعا على المحك، وأن الإنسان فيها هو المستهدف والضحية إلى أن يعود ويصبح هو الهدف وهو المفتدى وموضوع الخلاص. إن لبنان الذي نؤمن به هو بلد الإنسان الذي أحبه الله والذي صاغ لأجله مشروعا إنقاذيا ينتشل التاريخ كله من الغرق في تلاشي العدم، فيما المرسوم له منذ البدء أن يبقى أنشودة الوجود. لقد كانت الحكمة منذ انطلاقها مشروع تلاق بين مكونات هذا الوطن، يبنى على الحب والثقة المتبادلين، بما هو أبعد من التوازنات. وقد تبين لنا اليوم أكثر من أي يوم أن هذا المشروع وحده هو المطلوب من أجل خلاص الشرق ودعوته إلى جدة الحضارة الإنسانية السميا، أي إلى ما أسهم فيه مثلث آل كرم الأحباء، على ما يقارب قرنا من الزمن.
فلن يغيب منا عزم، ولن يضعف لنا إيمان، ولن يخزى فينا رجاء بالأيام الآتية ما دام لنا تراث يشد بنا نحو العلى. فتعالوا نحفظ الوديعة معا، أيها الأحباء، ولنعمل كلبنانيين وكمشرقيين من أجل مصالحة هذه المنطقة مع ذاتها ولتكن الذات اللبنانية في هذا العمل قياسا ونبراسا، فيعاد لدار الحكمة في بغداد افتتاح لها وانفتاح، ولمكتبة الإسكندرية في مصر إشراقة حياة، وتبقى مكتبة الحكمة التي زادت اليوم تألقا بما قدم لها من مثمنات، عنوان وطن وقصيدة فرح ومحبة لا نظير لها”.
كلام الصورة
المشاركون في الحفل