صدر عن مشروع افكار اغترابيّة – النهضة الثانية كتاب “حكايات جدّة أبورجينيّة”، يضم ٣٧ حكاية أسطوريّة من تراث الشعوب الأستراليُة الأصليّة، وثَقها ورواها د. جميل الدويهي، وهي مختارات من أجمل القصص الميثولوجيُة، من خيال أمُة عاشت في أستراليا منذ حوالي ٦٠ ألف عام.. لأوّل مرّة على الإطلاق، تُنقل هذه القصص إلى المكتبة العربيّة..
نشر الكتاب كاملاً، على موقع كتب جميل الدويهي
الكتاب هو الثامن والخمسون من أعماله.
وقريباً ثلاثة كتب:
١- ترجمة بالفرنسية لمجموعة من نصوصي الفكرية والفلسفية.
٢- ترجمة بالانكليزية لكتابي الأكاديمي عن ٣ شعراء أستراليين قدماء.
٣- رسالة ماجيستير للطالبة المبدعة نداء عثمان، بعنوان “التحولات الشعرية في الأدب المهجري المعاصر- جميل الدويهي أنموذجاً”
من أين جاءت الشمس؟
من الكتاب نص بعنوان “من أين جاءت الشمس؟”
منذ زمن بعيد، عندما كانت الحيوانات في البداية على الأرض. كانت الأرض أكبر بكثير ممّا هي عليه اليوم، ولم تكن الشمس موجودة، لكنّ القمر والنجوم كانت تضيء في الظلام.
وفي أحد الأيام ، كان كلّ من طائر الإيميو “داينوان”، والطائر الأنثى الراقصة الجميلة “برولغا” في سهل شاسع يتجادلان ويتقاتلان. غضبت “برولغا” لدرجة أنّها ركضت إلى عشّ “دينوان” وأخذت منه بيضة كبيرة فألقتها إلى السماء بكلّ قوّتها، فسقطت البيضة على كومة من الحطب وتكسّرت فانسكب صفار البيضة على الأديم واشتعلت فيه النيران. وفي تلك اللحظة المدهشة أضاء العالم بأسره، وتفاجأت جميع المخلوقات، لأنّها كانت تعبش من قبل في شبه ظلام.
ورأت الروح الطيّبة التي تقيم في السماء كم أصبحت الأرض جميلة بعدما أضاءها هذا الحريق، فاعتقدت أنّه سيكون شيئًا جيّدًا أن تشتعل تلك النار في كلّ يوم، وهو ما فعلته الروح منذ ذلك الحين. فطوال الليل، تقوم الروح الطيّبة ومساعدوها بجمع الحطب وتكديسه. وعندما تصبح كومة الحطب كبيرة بما يكفي، ترسل الروح الطيّبة نجمة الصباح لإعلام أهل الأرض بأنّ النار ستشتعل قريبًا.
ومع ذلك ، وجدت الأرواح أنّ إرسال نجمة الصباح لم يكن كافيًا، لأن الذين يتأخّرون في النوم لم يسمعوا صوت النجمة. فقررت الأرواح أنّها يجب أن تصدر ضوضاء في فجر كلّ يوم جديد للإعلان عن وصول الشمس.
ولكن ما هو الشيء الذي يصدر الضجيج بشكل كاف لإيقاظ جميع النائمين؟
فكّرت الروح الطيّبة طويلاً، ومن حسن حظّها أنّها سمعت طائراً مزعجاً يقهقه في الصباح: غو غور غاغا… غو غور غاغا. فصاحت: وجدتها! إنّه طائر كوكوبارا الصاخب الذي سيوقظ النائمين ليروا الشمس. وأمرت الروح هذا الطائر بأن يضحك في كلّ صباح بأعلى صوته، قبيل شروق الشمس، فوافق على ذلك، ولم يتوقّف عن مهمّته منذ ذلك الحين.