بقلم: الأب البروفسور يوسف مونس (أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام)
سيدة نساء العالمين
أمسك بها وهي سيدة نساء العالمين التي طهرها الله واصطفاها وميزها بالطهر والقداسة عن جميع نساء العالم،وقد ورد ذكرها أكثر من 34 مرة في القرآن الكريم، ومن اعتدى عليها فقد اعتدى على ما يأمر به القرآن الكريم من احترام لها وتقدير.
أمسك بها الوحش وقبلها و«نهق» الآن لم تعودي «عذراء»، هذا الشبق المكبوت ارتوى عندما قبّل الورق وتنهد وأهان بفعلته هذه نفسه أولا والإسلام ثانياً ونصوص القرآن، وتصرف الإنسان الطبيعي ثالثاً، وأجمل السور في القرآن الكريم.
الخصيّ الذي يضاجع الورق
الخصيّ الذي يضاجع الورق ويتنهد في فعل يقول عنه فرويد «ليبيدي» مليء بالكبت والانحراف والالينة والجنون الديني، ليعطي لماركس الحق بالقول إن الدين «أفيون الشعوب». الفعل الجنسي هو عملية تبادل حب ومشاركة وجدانات، منها العشق والتبادل بالعطاء بالرقة والرحمة واللطف، وليس بالاغتصاب والعنف وانتهاك الكرامة البشرية بوحشية وشراسة ذئبية مخيفة كما يقول «هوبس”.
كفى هذا الهوس الجنسي الجاعل من الإنسان حيواناً كوعول الغابات يعنف المرأة ويبتعد عن صورة الله الذي خلقه على شبهه ومثاله، وقال: بالحب يصيران كلاهما جسداً واحداً يثمر الاولاد ويقوم على الدوام والامانة والتضحية.
إهانة الاسلام
لا يمكن إهانة الإسلام اليوم أكثر مما يهينه بعض المسلمين بتصرفاتهم وفتاويهم وأفكارهم المخجلة من مضاجعة الأموات إلى الجهاد لأجل الله بالجنس والمضاجعة، وليس بالإماتة والعفة والنقاء والطهارة والابتعاد عن دنس الخطيئة. «تشيئ» الآخر هو تدمير لكرامة الإنسان وإعدام بشريته وأفق العظمة والكرامة التي خلقه الله فيهما، حتى أن القديس يوحنا فم الذهب يحكي عن تأليه الإنسان، كما قال الكتاب المقدس: “قلت إنكم آلهة، وانتم هياكل الروح القدس، ومقدسون باليد التي لامست تراباتكم وخلقتكم من معطوبية التراب ونفخت فيكم روح الإنسانية، وهذا الشوق الدائم للقاء الجمال الإلهي الذي أعطاكم أن تكونوا أبناء الملكوت وأخوة ليسوع المسيح”.
انقذوا الإسلام
عندما أطلقت صرختي من معلولا قامت القيامة، وتساءل الكثيرون كيف اتجرأ على ان أكتب ما كتبت، بعد شهرين حدث ما توقعت وتم ما رأيت، واليوم أعود وأقول: أيها العقلاء والحكماء في الإسلام انقذوا الإسلام من فتاوى بعض دعاة الاسلام.
تبرئة الله
وأقول كما قال الأب يوسف القزي في كتابه الأخير: يجب تبرئة الله منهم ومن افكارهم (تبرئة الله، جوزف القزي، نسبيه، لبنان 2013 سلسلة الحقيقة الصعبة 22)
إن مرجعيتهم شياطين الظلام والكبت الجنسي والعنف ضد الآخر المفترق، وليس إلهامات الروح الساكن في قلب الإنسان الذي خلقه الله وقال له: أحبب عدوك واغفر وسامح لمن أساء اليك، ولو كان مفترقاً عنك جنساً ولونا وعرقاً وديناً.
الذي حدث مؤخراً في الرقة هو انتهاك لحقوق الإنسان ولحريته ولكرامته، فكيف يمكن أن تفرض الجزية على الآخر المفترق الذي يعطي معنى لوجودي ويخرجني من مدينة الطاعون كما يقول «كامو»، حيث حبست ذاتي واكلتني جرذان البغض وفئران الكراهية، وتفكك لحمي وعظمي وانتن قلبي.
الابتعاد عن ثورة الحنان
وابتعدت عن ثورة الحنان وضربني الفساد وراء قناع طقوسية فريسية بكلمات لا تضرم القلب ولا تعطي جواباً للعقل ولا غذاء للقلب ،وهذا هو الانتحار الكبير الذي يهدد العالم اليوم، وهو بركان العنف البشري في تصحر القلب والعقل والسلوك والجلوس على أنهار بابل “نبكي ونتنهد”.