وسط حضور ثقافي وإعلامي، لبناني وعربي، مميز، افتتح الفنانان: التشكيلية السعودية دنيا صالح الصالح والنحات السوري العالمي وليد محمود، معرضهما “نخل وسنديان”، في محترف اوتيل “أكواريوم” في المعاملتين، برعاية التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث.
بعد حفل الاستقبال، تم قص شريط الافتتاح وجال الحضور في أرجاء الصالة التي ضمت لوحات ومنحوتات متنوعة، وفي المناسبة، ألقيت كلمات لكل من: رئيس التجمع أنطوان أبو جودة، والشاعر والنحات السوري أحمد اسكندر، وتُليت كلمة الشاعر أدونيس صديق العائلة، ثم كلمة الناقدة الفنانة هدى العمر، وتحدث شيخ النحاتين الفنان ميشال صقر وأخيراً كلمة الفنان وليم حسواني.
النحات وليد محمود شكر الحضور على دعمهم ومساندتهم لهذا المعرض العربي، وكذلك شكرت الفنانة دنيا الصالح الأصدقاء والأهل الذين حضروا من بلدان عدة لمشاركتهم الحدث. وقدم التجمع دروعاً للفنانين وليد محمود وعقيلته دنيا الصالح. فيما أهدى النحات محمود ثلاث منحوتات صنعها خصيصاً كلمسة وفاء لمن رافقه في مسيرته، وهم الشاعرأدونيس، والشاعر النحات أحمد اسكندر ودولة الرئيس ميشال عون، الذي لم يلتق به من قبل، لكنه أعجب بعطائه وروحيته فنحت له تمثالاً عنوانه “طائر الفينيق”. ثم قطع الفنانان والأصدقاء قالب الحلوى بالمناسبة.
ومما قال أدونيس في كلمته للمعرض: “…ليس حجر أومفالوس في دلفي. ليس حجر الكعبة الاسود. ليس الحجر الذي سيختزن الظهيرة، أعلى الهرم الكبير. ليس حجرا كريما من ماس او ياقوت او زمرد، ولم يأت من السماء ولم تقذفه الشمس، لكنه حجر الإضاءة القصوى، التي لن تقبل النقصان. هذا الحجر الاوغاريتي الصغير، هذا الحجر الحي الذي كان نائماً ويستيقظ الآن بين يديك، الى اخر الزمان. ليست جابالا مكاناً، بل هي الأزمنة التي تشتهي المكان، فتطلق اصواتها فيه، وكأنما هي سرّة الأرض الموصولة بروح الزمن، وكأنما هي صوت إيل الذي يستبطنه اسمها..ليست جابالا مكاناً، بل هي اللغة التي يتقنها الله ويحاور بها انداده، منذ ان كان الخلق حواراً، وكان يفهم احدنا الآخر، هي اللغة التي توقظ كنه العناقيد وحلم الحجر. لا أسلاف له، في خطواته جذوره، يمشي في الهاوية وله قامة الريح”.
أما الفنان أحمد اسكندر فقال: ” لكل جسد هدف واتجاه، الهدف هو اللذة، والاتجاه هو الموت، وهذا الهدف وهذا الاتجاه متناقضان الى الابد، فاللذة سوف تعمل على المحافظة على النوع في مواجهة الموت، وهي بذلك تخلق الحشد، وهي ايضا سوف تحاول تحدي الموت وتجاوزه، وهي عند ذلك تخلق الفن الذي سيتناقض مع الحشد الذي سينتج السلطة في مواجهته للموت.. ستتناقض السلطة مع الفن اولا، ومع الحشد تاليا عندما تنفصل عنه..مع الفن لأن قدرته على اللعب سوف تتجاوز امكانيتها كنظام للتحكم، ومع الحشد لأن تحولاته ولو بفعل الدبيب أقوى من وهم وجودها الثابت..أجسادنا المرتلّة..المدونة..كيف نستعيدها؟ ..ما الجسد؟ ..ولماذا اجهد نفسي بالكتابة عنه، ولا أحياه..هل هو الخطأ الذي يجعلني اندمج في الجسد المشترك.. النموذجي.. المتفق عليه.. الموشوم.. أهو ندم الأنوات الممحوة الذي يعصف مهدداً بالعقاب؟ …كثيرة هي الاسئلة ومريرة حين نكتب عن الجسد ولا نكتب بالجسد، كما يفعل وليد محمود في منحوتاته التي قد تكون العتبة التي تعدنا بالاجابات الشافية”.
وعن رؤية الناقدة والفنانة التشكيلية هدى العمر قالت: “… يتبين لنا التجربة الجمالية الخيالية الشاملة في أعمال دنيا الصالح ابنة الرياض، تجربة ابداعية تميزت بتحريف وتبديل العناصر والاشكال، محاولة بذلك الكشف عن عالم آخر خلاق لا يخضع لنظرية الحكم على الأشياء، ولا ينتمي إلى جنس أو بيئة أو زمان، بقدر الوصف والتعبير المتميز وشدة الإحساس الوجداني الذي نلمسه في شخوص جسدتها الفنانة ، تارة في معاناة باستخدام ألوان قاتمة تبرز الحالة الوجدانية ، معتمدة على الجذب الوجداني في التكوين، فالإنسان لديها إما وحيد وسط حشود جماهيرية، أو في عالم لا يعيشه إلا بمفرده حاملا على أكتافه كون أخر يجوب في أجوائه باحثاً عن معالم العلوم والسلوك الإنسانية. كما نلمس أيضاً في بعض موضوعات الفنانة دنيا الإحساس بقلة وجود خط الأفق الذي تغلبت عليه باستخدام الأشكال الهندسية لمحاولة وضع أسس ومقاييس تتعدى النظرة الواقعية المباشرة، وخلق مبادئ تثير ذائقة المتذوق للتحليل والكشف عن غموض عالمها الجمالي. لوحات دنيا الصالح قد تذكرنا بنظرية “أفلاطون” التي تثبت أن الفن مصدره الإلهام أو وحي من عالم مثالي، وبهذا المفهوم نجد عالم دنيا التي أخذت من “النخلة” رمزاً ترمز به لشخصها، فاختارت أن تزرع هذه النخلة على نهر بيروت. مناخ مختلف للنخلة ولكنه يدل على الفلسفة العميقة بأن ابنة الصحراء التي نشأت في ظل النخلة وتغذت على ثمارها قادرة بأن تطرح وتنمو وتثبت ذاتها في شتى بقاع الأرض”.
ونوّه النحات الكبير ميشال صقر بأعمال النحات وليد محمود قائلاً: “كلنا كنحاتين جريئين، لكنك الاكثر جرأة وجنوناً. ثم القى الشاعر وليم حسواني قصيدة من وحي المعرض والأعمال الفنية”.
1- قص الشريط
2-دنيا صالح ووليد محمود
3- لوحة لدنيا صالح
4- منحوتات لوليد محمود،
5- د. سلوى الأمين تسلّم درع التجمع للفنان وليد محمود
6- الصحافي سعيد طه ود. لارا مخول