الشاعر صديق الليل ورفوف الغمام
بجرّة نبوغو معتّق نبيد الكلام
الشاعر نبي بيكتب بريشه مدهّبه
حروف الأرقّ كتير من ريش النعام
عصبة زجل عالفوق ودّت مرْكبه
وبعصرها بيحلّ عالأرض السلام
نحنا ولطيف وكّل صحبه طيّبه
منطوي حديد العتم، ومنمحي الظلام
والشعر منّو بس جمله مركّبه
ولنّو مدينة صيرفه وبيع الحَمام
والكون من إبداع ربّ الموهبه
منشان تتعلّق كواكب بالسما
عالليل طرطش نور من نور القلام.
الغيمه قصيده، بإيدك اعصِرها
وبين الحبر والنار شرشرها
وحلّق بعد مطرح ما طار الباز
وجوانحك عالكون دوّرها
غربة وطن منجيرة الإعجاز
وحروف عم تلمع أساورها
وأفكارك الأوسع من البرواز
مشيتْ عرايس عا دفاترها
ونحنا العطينا الخبز للخبّاز
عرفنا المعاني مين ساحرها
ولا يوم كنّا بلا وعي ننحاز
مننحاز للفرسان فوق الخيل
البيشَرقط البرق بحَوافرها.
من قْزاز مكسور ابتسامتنا
وغربة وجع هلقدّ غربتنا
والزيح يللي عالرمل مجروح
خيط انقطع من جرح لهفتنا
والبحر صوب العاصفه مفتوح
بالكاد عم تهدا سفينتنا
وشاعر غريب من البكي مبحوح
ببلاد ما بتشبه حقيقتنا
يا ريت فينا بقلب نسمه نروح
تا نغمر شبابيك ضيعتنا
ومن بعد ما ضاعت حمامة نوح
بحقل العزيمه نحوّش عناقيد
ونكتب شعر بدموع وردتنا.
***
*مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي
النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.