البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الصوم: زمن الصوم الكبير هو زمن المصالحة والغفران اللّذَين هما نقطة الانطلاق نحو مستقبل جديد أفضل

مقدمة

1. الصومُ الكبير مسيرةٌ روحيّة نحو الله والإنسان، بدأناها برسم إشارة الصليب بالرّماد المبارَك على جباهنا وسماع صوت الله، بفم الكاهن، يقول لكلِّ واحدٍ raiiyمنّا: “أذكرْ يا إنسان، أنّك تراب وإلى التراب تعود”[1]، ويدعونا إلى التواضع للإقرار بضعفنا وبسرعة عطبنا، وبحاجتنا إلى نعمة الله تحرّرنا وتقوّينا وتُطلقنا من جديد.

إنّها مسيرةُ توبةٍ وصلاة وصومٍ ورحمة تدوم أربعين يوماً، على مثال الربِّ يسوع الذي صام أربعين يوماً منفرداً في الصلاة ومنتصراً على تجارب الشيطان[2]، استعداداً لرسالة الفداء. وتنتهي بالوصول إلى ميناء الخلاص في أحد الشعانين. ثمّ تتواصل عبر أسبوع الآلام حتى ظهر سبت النور. وهي مسيرة نحو الفصح، تبتغي العبور، بواسطة آلام المسيح وقيامته، إلى حياة جديدة.

 أولاً، الصوم الكبير مسيرة روحيّة

2. الصوم مسيرة روحيّة تعني السّعي إلى نيل الحياة الجديدة في الروح القدس، التي استحقّها لنا الربّ يسوع بآلامه وقيامته. فرمّم بنعمته ما شوّهت فينا الخطيئة، نحن المخلوقين على صورة الله، والمولودين ثانيةً من الماء والروح، على شبه المسيح، فدُعينا مسيحيّين. هو الروح القدس يُحيي فينا الإيمان والرّجاء والمحبّة، وما يتحدّر منها من فضائلَ أخلاقيّة وإنسانيّة واجتماعيّة.

تغتذي حياتنا الروحية من كلام الله، نسمعه ونتأمّل فيه، ونحفظه في قلوبنا، ليختمر فينا ثقافة ونهجَ حياة.

من أجل هذه الغاية، تُقام في جميع الرعايا رياضاتٌ روحيّة تُلقى فيها المواعظ، مع إحياء لقاءات إنجيليّة تأمّلية، ورُتب توبة ومصالحة. نرجو أن يستفيد منها جميع المؤمنين والمؤمنات. كما أنّ وسائلَ الإعلام الدينيّة، مثل تليلوميار / نورسات وصوت المحبة وTV Charity ، تقدّم برامج روحيّة خاصّة ينبغي الاستفادة منها.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مواضيع الرياضات الروحيّة واللقاءات الإنجيلية تتمحور هذه السنة حول إنجيل التطويبات. وقد أعدَّ الآباء المرسلون اللبنانيّون الموارنة مواعظ الصوم حول ستّ تطويبات في كُتيّبٍ خاص. ونحن وضعنا بالتعاون مع مؤسسة Apostolica تأمّلات حول هذا الإنجيل بثماني تطويبات، تصلح للرعايا والمدارس والأخويات وسائر المنظّمات الرسولية وسواها.

3. تنطلق هذه المسيرة الروحيّة من كلمة الله في سفر التكوين، تردّدها علينا الكنيسة مع مسحة الرّماد على جباهنا: “أُذكرْ يا إنسان أنّك تراب وإلى التراب تعود”[3]. إنّها دعوةٌ إلى التواضع والإقرار بخطيئتنا والتوبة والتماس المغفرة من الله. هذا التذكير يساعدنا لكي نعيش تحت نظر الله بشكل أفضل، ونرتفع بقوّة الروح إلى القمم الروحيّة والأخلاقيّة؛ ولكي نفهم عظمة محبّة الله الذي اختار الارتباط بنا، نحن الضعفاء، والسريعو العطب، إذ جعلنا المسيح أعضاء في جسده، لكي يواصل من خلالنا حضوره في المجتمع والعالم.

إنّه لسرٌّ عظيم عبّر عنه القديس جان Eudes مخاطباً المسيحيّين: تذكّروا أنَّ يسوع المسيح هو رأسُكم الحقيقي وأنتم أعضاء في جسده. ارتباطه بكم مثل ارتباط الرأس بالأعضاء: كلّ ما هو له، هو لكم، روحه، قلبه، جسده، نفسه وكلّ قوّته. أمّا أنتم فعليكم استعمالها كأنّها لكم، لكي تخدموا الله وتسبّحوه وتحبّوه وتمجّدوه. وارتباطكم به مثل ارتباط الأعضاء برأسهم. يرغب المسيح بكلّ شوق في استعمال كلّ ما فيكم من أجل خدمة أبيه السماوي ومجده، وكأنّها اشياء خاصّة به”[4].

4. هي مسيرة توبة داخليّة إلى الله، تقتضي تغييراً في أعماق القلب تحت تأثير كلام الله ونعمته والنظر إلى ملكوت الله كالغاية الأساسيّة من الوجود، وتغييراً في المسلك والحياة بأعمال حسنة تليق بالتوبة[5]، وبالسعي المستمر إلى الأفضل. لكن التوبة لا تتمّ إلّا بالتقشّف والجهد اليومي الرامي، بمساندة نعمة الله، إلى خلع الإنسان العتيق ولبس الجديد على صورة المسيح[6]. هذا التقشّف ميزة جوهرية في المسيحيّة قوامها تغليب ما هو روحي على شهوات الجسد والميول المنحرفة. هذا ما يدعونا إليه الربّ يسوع بقوله: “من أراد أن يتبعني فليزهدْ في نفسه ويحملْ صليبَه ويتبعني، لأنّ الذي يريد أن يخلّص حياته يفقدها، والذي يفقدها في سبيلي يجدها. فماذا ينفعُ الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه؟ وماذا يعطي الإنسان بدلاً من نفسه؟[7].

شرح القديس أغسطينوس كلام الربّ، فقال: “يوجد أمام الإنسان طريقان: إمّا ينطلق من الله فيجد ذاته، وإمّا ينطلق من ذاته فيخسر الله”.

5. مسيرة التوبة تبلغ بنا إلى المصالحة مع الله، ومع الذات، ومع الناس، ومع الخليقة كلّها. هذه هي الغاية من تغيير القلب والتقشّف والتوبة عن الخطيئة، أكانت مخالفة لشريعة الله ووصاياه، أم أنانيّة عمياء؛ أكانت ظلماً أم استكباراً أم غطرسة؛ أو كانت انغماساً في الملذّات[8].

زمن الصوم الكبير هو زمن المصالحة والغفران اللّذَين هما نقطة الانطلاق نحو مستقبل جديد أفضل. فمع المصالحة تنتهي حرب المصالح الشخصيّة التي هي أخطر من الحرب المسلّحة. وبالمصالحة تخمد الخلافات، وتزول العداوات وتتبدّل الذهنيّات. إنّها الحلّ لكل معضلات الأشخاص والجماعات. ذلك أنّ المصالحة تبدأ مع الذات بترميم العلاقة مع الله الذي صالحنا بالمسيح، ويدعونا الى التوبة عن الخطايا الشخصيّة، وإلى تغيير المسلك والموقف والنظرة، بقوّة الروح القدس. ثمّ تنتقل من المستوى الشخصي الروحي لتصبح مصالحة اجتماعية بترميم العلاقة مع الآخر من خلال حلّ الخلافات والنزاعات وسوء التفاهم، ومع الفقراء وسائر المعوزين بمبادرات محبّة، ومع الجميع بتعزيز العدالة الاجتماعيّة ورفع الظّلم والفساد، وتأمين الحقوق الأساسيّة. وترتفع إلى مستوى أهل السياسة والأحزاب لتصبح مصالحة سياسية بإعادة بناء الوحدة الوطنية ودولة الحق الصالحة والعادلة. وتكتمل أخيراً بالمصالحة الوطنيّة القائمة على التزام عقد اجتماعي ميثاقي يحصّن العيش معاً، ومشاركة الجميع العادلة والمنصفة في إدارة شؤون البلاد.المصالحة، بكل وجوهها، هي رسالة المسيحيين الذين يقولون مع بولس الرسول: ” لان الله صالح العالم مع نفسه بالمسيح، واودعنا كلمة المصالحة، نحن سفراء المسيح لهذه المصالحة”[9].

 ثانيًا، الصوم الكبير مسيرة صوم وتوبة

6. الصوم الكبير مسيرة صوم وتقشّف وإماتة، تشاركًا مع صوم المسيح أربعين يومًا، ومع آلامه، تكفيرًا عن خطايانا الشخصيّة وعن الخطايا والشرور التي تُرتَكب في العالم.

فريضة الصوم تقتضي الانقطاع عن الطعام والشراب ما عدا الماء، من منتصف الليل إلى منتصف النهار، طيلة أيّام الصوم الكبير، وأسبوع الآلام إلى سبت النور ظهرًا؛ والقطاعة بالامتناع عن أكل اللحوم والبياض في كلّ يوم جمعة على مدار السنة، ما عدا المدّة الواقعة بين عيدَي الميلاد والغطاس، ومن أحد القيامة إلى أحد العنصرة. وإذا وقعت في يوم جمعة الأعياد التالية: الميلاد، ورأس السنة، والغطاس، وعيد الرسولَين بطرس وبولس، وانتقال السيدة العذراء، وارتفاع الصليب، وجميع القديسين، والحبل بلا دنس، وعيد شفيع الرعية والدير.

إنّ فريضة الصوم الكبير والقطاعة إلزاميّة، ما عدا في أيّام الآحاد والسبوت، باستثناء سبت النور، والأعياد الواقعة أثناء الصوم وهي التالية: دخول المسيح إلى الهيكل، ومار مارون، ومار يوحنّا مارون، والأربعون شهيدًا، ومار يوسف، وبشارة العذراء مريم.

يُعفى من شريعة الصوم والقطاعة فقط المرضى والمسنّون والذين يتناولون أدوية مزمنة، على أن يكتفي جميع هؤلاء بفطور قليل وبسيط لتناول الدواء ومساندة القوى، ويعوّضوا بإماتات أخرى وبالصلاة وأعمال المحبّة والرحمة.

7. ونذكّر في المناسبة بالعادة التقويّة، وهي ممارسة القطاعة في صوم ميلاد الرب يسوع من 16 إلى 24 كانون الأول، وصوم القدِّيسَين الرسولَين بطرس وبولس من 20 إلى 28 حزيران، وصوم انتقال السيدة العذراء إلى السماء من 7 إلى 14 آب. ونشجّع القادرين على ممارسة الصوم أيضًا مع القطاعة. يقوم المؤمنون بكلّ هذه الممارسات التقويّة من أجل ارتداد الخطأة بالتوبة إلى الله، والاستقرار والسلام في لبنان وسوريا والعراق ومصر وسائر بلدان الشرق الأوسط، بل وفي العالم كلّه.

8. الصوم والقطاعة عن المأكل والمشرب، إلى جانب قيمتهما الروحيّة لارتباطهما بآلام الفداء وبالتكفير والتعويض عن الإساءة لله وللناس بالخطيئة، يهدفان أيضًا إلى ترويض النفس والإرادة على الانقطاع عن الميول المنحرفة، والانتصار على تجارب الشيطان ومغريات الحياة، بقوّة الصلاة، والالتزام بكلام الانجيل وتعليم الكنيسة، وحفظ وصايا الله ورسومه.

ينبغي، في ضوء كلّ هذا، الانتباه إلى عدم حصر الصوم والقطاعة بالممارسة الخارجية فقط، بل الإدراك أنّهما دعوة إلى التوبة والعودة عن الشرّ، حسب قول الله على لسان يوئيل النبي: “إرجعوا إليَّ بكلّ قلوبكم، وبالصوم والبكاء والندامة. مزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم. وارجعوا إلى الربّ إلهكم، فإنّه حنون رحيم، طويل الأناة، كثير الرحمة، ونادم على الشر”(يوء 2: 12-13)؛ وإنّهما دعوة إلى رفع الظلم والاستعباد، كما قال الله على لسان أشعيا: “أليس الصوم الذي فضّلته هو هذا: حلّ قيود الشر، وفكّ ربط النّير، وإطلاق المظلومين أحرارًا”(أش 58: 6).

 ثالثًا، الصوم الكبير مسيرة أعمال رحمة ومحبة

9. الصوم الكبير هو امتلاء من المحبّة لله وللناس، وهو زمن انفتاح القلب واليد على الأخوة الفقراء والمرضى والمحتاجين. إنَّ ما نوفّره من الصوم والقطاعة والإماتات هو بنوع خاص للتصدّق على هؤلاء الأخوة. محبّتهم وخدمتهم ومساعدتهم تكمّل الصوم والقطاعة وترفعهما من مستواهما المادّي إلى سموّ المحبّة الاجتماعيّة.

هذا ما يقوله الله لنا بوضوح، على لسان أشعيا النبيّ: “أليس الصوم الذي فضّلته هو هذا: أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل البائسين المطروحين بيتك، وإذا رأيت العريان أن تكسوه، وأن لا تتوارى عن أخيك؟”(أش 58: 6-7).

10. في رسالته لمناسبة الصوم (26 كانون الأول 2013)، يدعونا البابا فرنسيس للإنحناء على الأخوة الذين يعانون البؤس بأنواعه الثلاثة: البؤس المادّي، والبؤس المعنوي، والبؤس الروحي.

البؤس المادّي معروف بالفقر الذي يصيب العائشين في أوضاع منافية لكرامة الشخص البشري، والمحرومين من حقوقهم الأساسيّة، وحاجاتهم الأوّليّة كالغذاء والماء والشروط الصحّيّة والعمل وإمكانيّة النمو الإنسانيّ والثقافي. الكنيسة، التي تعتني بهؤلاء الأخوة، عبر مؤسّساتها الاجتماعيّة المتنوّعة، مدعوّة إلى المزيد في خدمة المحبّة الاجتماعيّة. إنّنا نحيّي كلَّ المبادرات التي يقوم بها الأفراد والجماعات.

والبؤس المعنوي يصيب الذين يستعبدون ذواتهم للخطيئة والرذيلة. فكم من العائلات تعيش في القلق والمعاناة بسبب أنّ بعضًا من أفرادها، ولاسيما الشباب، مدمنون على المسكرات والمخدّرات والدعارة ولعب القمار. وكم من الناس، لسبب أو لآخر، فقدوا معنى الحياة، والنظرة إلى المستقبل، والرجاء! وكم من أشخاص مُلزمين بالعيش في هذا البؤس بسبب الأوضاع الاجتماعيّة الظالمة، وبسبب البطالة وحرمانهم من إمكانيّة العمل ومن كرامة جلب الخبز إلى بيتهم، ومن المساواة في الحقوق، ولاسيما الحق في التربية والصحّة! مثل هذا البؤس قريب من بداية الانتحار.

والبؤس الروحي يصيب الذين يعيشون بعيدين عن الله، ويرفضون حُبَّه، ويعتبرون أنّهم ليسوا بحاجة إليه، فيما هو يمدّ يده إليهم من خلال المسيح. هؤلاء، إذ يظنّون أنّهم يكفون نفوسهم بنفوسهم، إنّما يسيرون في طريق السقوط. وحده الله يخلّصنا ويحرّرنا حقًّا.

لا يمكن الكنيسة، بأبنائها وبناتها، برعاتها ومؤسّساتها، إلا أن تضاعف جهودها لكي تواجه أنواع البؤس هذه، وتنتشل منها الأخوة المصابين بها، بكلّ وسائلها المتاحة، المادّيّة منها والروحيّة، الراعويّة والمؤسّساتيّة. ولا يمكن إقصاء أحد عن محبّتها.

11. أعمال الرحمة والمحبّة واجبة من باب العدالة، لأنّ الربّ رتّب خيرات الأرض لتكون لجميع الناس. فهي من حقّ كلِّ فقير ومحتاج، وقد علّم آباء الكنيسة أنّنا عندما نعطي الفقير صدقة، نحن لا نحسن عليه، بل نردّ له ما هو من حقّه. بات من الواجب تنظيم خدمة المحبّة الاجتماعيّة، لكي تكون في آن شخصيّة وجماعيّة ومستمرّة لا موسميّة.

وهي واجبة لاهوتيًّا، لأنّ الفقراء والمرضى والمحتاجين يحتلّون مكانًا خاصًّا في قلب الله، حتى إنّه “هو نفسه صار فقيرًا”(2 كور 8: 9) بشخص يسوع المسيح، الإله المتجسّد الذي “مسحه الروح وأرسله ليبشّر الفقراء”(لو 4: 18). وتماهى مع الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، وسمّاهم “أخوته الصغار”، مؤكِّدًا أن ما نصنعه لأحدهم إنّما نصنعه للمسيح الرب نفسه (راجع متى 25: 35 و 40). يكتب البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي “فرح الانجيل”(24 تشرين الثاني 2013): “إنّ عند الفقراء الكثير مما يعلّموننا إياه فهم إلى جانب مشاركتهم في آلام المسيح، يعرفون المسيح المتألّم. ومن الضروري أن ننفتح إلى تعليمهم وهم يعلنون لنا الإنجيل”(فقرة 200).

وهي واجبة روحيًّا، لأنّها تنال لنا الغفران على خطايانا وتطفئها، مثلما تطفئ النار الحريق. فالقديس أغسطينوس يعتبر أنّ أعمال الرحمة ينبوعٌ مقدّمٌ لنا لكي نُطفئ نار الخطايا. والقديس بطرس الرسول يدعونا إلى أعمال المحبّة، لأنّ “المحبّة تستر جمًّا من الخطايا”(1 بط 4: 8). نقرأ في سفر يشوع بن سيراخ أنّ “الماء تطفئ النار الملتهبة، وأعمال المحبّة والرحمة تكفّر عن الخطايا”(سي 3: 30)؛ وفي سفر طوبيّا: “الصدقة تنجّي من الموت، وتطهّر من كلّ خطيئة (طو 12: 9). وتوجد آيات كتابية أخرى يشير إليها الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”(راجع الفقرتَين 193 و 194).

وينبغي اخيرًا التذكير بأنّ معيار مصداقيّة الكرازة بالانجيل وتعليم الكنيسة  مرتبط بخدمة المحبّة للفقراء. ففيما كان بولس الرسول يجاهد في سبيل إعلان إنجيل المسيح في كلّ مكان، أوصته الجماعة المسيحية في أورشليم “بألاّ ينسى الفقراء”(راجع غلاطية 2: 10).

 خاتمة

12. إنّنا نضع تحت أنوار الروح القدس، وحماية أمّنا مريم العذراء، سيدة لبنان وأم المحبّة وسلطانة السلام، وأبينا القديس مارون ومار يوحنّا مارون، هذه المسيرة الروحية نحو الله والإنسان، طيلة الصوم الكبير، بالصلاة والاغتذاء من كلام الله، وبالتوبة والمصالحة، وبأعمال المحبّة والرحمة. لمجد الله وخير كل إنسان.

اترك رد