“كش ملك” عنوان المعرض الذي تنظمه “غاليري أرجوان” في بيروت للأديبة والرسامة التشكيلية نهى فران (7 مارس- 28 منه). في ما يلي شهادتان بفن نهى فران للدكتور عادل قديح فنان تشكيلي وباحث في الفنون البصرية أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، د. علي عبود المحمداوي أستاذ مادة الفلسفة في جامعة بغداد وأمين عام الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة/ العراق.
د. عادل قديح
توزع مفردات الفنانة نهى فران البصرية على مزيج مركب من عندياتها . تعجن النص الموروث بكامل عدته بالتوليفات الرقشية المجدولة على خفايا أسطورتها والمرتدية غلالة تاريخية . يتمظهر عملها بواقعية رؤيتها ، وعلينا ان نرشف المكنون، وأن نغوص في خبايا وقعها السري .
كأني بذاكرة الفنانة تغرف من التباسات السطح الشطرنجي المضفور على قلق الواقع والموصول الى شعاع تاريخي يتراوح بين بنائية الخط العربي وهندسية الزخرفة وإيقاع انثويتها المتمرد. وهي ، في ذلك ، تشي بخزين عاطفي معجون برومانسية فارقة . تسبك معجنا خاصا بها معطوف على كتلوية الجسد أكان امرأة أم نصاً أم حصانا أم حراكاً دائرياً ولولبياً ، وكل ذلك مفتوح على لعبة الإضاءة ” النيونية “، أي أنه معلن على مزج النور المابعدحداثي بجذوة الفنانة الحمراء والذهبية وافتراضية الصفاء اللوني .
كأني بها تنحاز إلى ملونة وجدانية تأبه للمباشر لتاخذنا إلى عمقها السري . هكذا تكشف لنا عن برانية عقلانية معقودة على البنى الهندسية والمنظور وثلاثية الأبعاد وجوانية الوجدان المفتوح على تماهيات ذاتويتها مع الرغبة بصياغة حاضرها ومستقبلها وفق أجندتها المشرعة على الحرية. هي اذا تستخدم البصريات الواقعية والتراثية والمعاصرة والاسطورية لتكشف عن ثراء خزينها العاطفي ، متجاوزة حيزها المعلن الى عصر مرسوم في خفايا كيانها . أعمال جديرة بالعشق تتصالح فيها غربة التراث ومثوى الحاضر، وتتنازل فيها الأشكال عن رمزياتها لصالح تصميم اللوحة وتوزيع عناصرها وصراحة ألوانها.
د. علي عبود المحمداوي
نهى فران، باحثة وفنانة لبنانية، متخصصة بعلم الجمال والفن، عرفت بانشغالها الدؤوب بالفن واشكالياته والهم بانتشال الفهم اليومي له من التردي والانحطاط، وذلك من خلال الغوص في مطلب الفصل او الوصل بين اطر التراث ومطلب التحديث، وتجلى ذلك بوضوح في كتابها: “التراث والحداثة والفن التشكيلي في عيون لبنانية” والذي فحصت فيه نماذج من منجزات الفنانين اللبنانين وحاولت فيه كشف ملامح كل من التراث والحداثة فيها. وكان لدراستها في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية ولعملها كأستاذة جامعية، الأثر الواضح في منجزها الفني؛ فالموهبة يصقلها المران، ويا له من مران ذلك الذي يؤيد التميز، ويشحذه أكاديمياً. كان لعرضها في مجال الفن الأدائي، الذي عنونته بـ: “زار” الكشف والابهار الذي لامست فيه الفنانة روح مابعد الحداثية في دمجها لمختلف الفنون في عرض واحد، من الرسم والشعر والموسيقى والرقص الصوفي ، وبذلك فهي بقدر اهتمامها لموضع الجدل التراثي الحداثي إلا أنها لاتغض النظر عن المنجز المابعدي للحداثة، وعليه يمكن عدها باحثة لا تنفك عن المسار الراهن لهموم الفن ونضالته.
كلام الصورة
الفنانة نهى فران