الدكتور عاطف نجيب  في ندوة “الدين عند المصري القديم”: إخناتون أول الفراعنة الموحدين ..

 

سجلها بقلمه/ عبدالله مهدي

 

(رئيس لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر  ، ونائب رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الشرقية ومدن القناة وسيناء …  كاتب مسرحى وقاص، وباحث في الموروث وله اجتهادات نقدية)

في الندوة التي أقامتها لجنة الحضارة المصرية القديمة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر (الدين عند المصري القديم) تحدث عالم المصريات الدكتور / عاطف نجيب عن أن الفلك والديانة المصرية القديمة متدخلان إلى حد كبير، وبين الدكتور عاطف أن المصري القديم اعتقد أن الكون عبارة عن قرص يتخلله النيل ويقسم الأرض إلى نصفين ويشكل هذا القرص عالم الوجود حيث يعيش الناس فيه على ضفاف النيل.

واعتقدوا أن القرص محمول على أربعة أعمدة عظام وتحتها العالم التحتي الذي يشكل صورة لما هو موجود في عالم الوجود، وفوقه تمثل الإلهة نوت / السماء كقبة فوق الأرض وتتكئ عليها بذراعيها في الغرب، ورجلاها في الشرق، ويتخلل جسم نوت نيل سماوي يمر من الغرب إلى الشرق، وفيه تعبر الشمس صباحا أثناء النهار وتمر النجوم ليلا..

وطبقا للأسطورة تبتلع نوت الشمس كل مساء وتلدها صباح كل يوم من جديد، بذلك يتحقق شروق الشمس وغروبها كل يوم …

وهناك تصور ٱخر لشكل الكون سجلته الأسطورة الخالدة ( إيزيس وأوزوريس )….

وأكد عالم المصريات الدكتور عاطف نجيب أثناء حديثه على أن حضارة المصريين القدماء حضارة أخلاقية في الأساس، فقد تبنوا قيما وأسسا أخلاقية قامت عليها حضارتهم، وقدموها على الكثير من الأشياء الأخرى، وقدم الدكتور عاطف دليلا على ذلك في (فصل الخروج بالنهار ) أو ما يعرف  بـ (كتاب الموتى ) الذي يكشف الجانب الديني من حياة المصري القديم وهو أقدم الكتب في تاريخ البشرية.

وأكد الدكتور عاطف نجيب أنه من الممكن أن تكون ديانة المصريين توحيدية وأن هذه الٱلهة الأخرى مجرد تجليات لذلك الإله الواحد، كما نرى في معظم الديانات الموجودة في عصرنا الحالى…

ويستدعي الدكتور عاطف كلمات العالم الفرنسي / دى روجيه في كتابه عن مصر التي تؤكد مدى سمو عقائد المصريين القدماء بين عقائد العالم القديم…

كما استدعى كلمات عالم الٱثار “دى لا روج“ الذي ذكر في كتابه عن عقائد المصريين القدماء أن (فكرة الكائن العلي الذي أوجد نفسه، الواحد القادر على التجدد الأبدى والخلود كإله، له القدرة على خلق العالم وكل الكائنات الحية، وهي فكرة تفسح لعقائد المصريين القدماء مكانا مشرفا بين ديانات العالم القديم)…

وأكد الدكتور عاطف رؤيته بما قاله عالم المصريات / والس بودج في كتابه عن ديانة قدماء المصريين (أن التسابيح الموجهة لله الواحد كانت تسمع في وادي النيل قبل خمسة ٱلاف سنة، وأنهم كانوا يعتقدون في الله العظيم الواحد خالق البشر، وسائر الشرائع والمزود بروح خالد لا تفنى)..

وأقر عالمنا الجليل الدكتور عاطف نجيب بأن التوحيد يبدو موثقا بشكل كبير عن إخناتون الذي يعد أول الفراعنة الموحدين والذي ألغى عبادة ٱلهة متعددة، وقال بأن خالق الكون والكائنات هو الخالق الواحد الأحد خالق الكون كله….

وقد سعد كل الحضور بحديث عالم المصريات النابهة الدكتور عاطف نجيب الذي كشف عن سمو المصري القديم خلقيا ودينيا….

تحياتى وموداتى مع لقاءات وفعاليات تكشف عن جمال المصري القديم وعبقريته….

اترك رد