خرج معهد الآداب الشرقية في جامعة القديس يوسف في بيروت الدفعة الثالثة من طلاب الدبلوم الجامعي في المحتوى الرقمي العربي، والدفعة الأولى من طلاب الدبلوم الجامعي في كتابة السيناريو باللغة العربية، في حفل حضره رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي ونائبه الدكتور صلاح أبو جودة اليسوعي وعميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسورة ميرنا غناجه ومدير المعهد الدكتور طوني قهوجي ومنسقتا الدبلومين ندى عيد والدكتورة ندى معوض، بمشاركة أساتذة المعهد وذوي الطلاب.
عيد
بداية ترحيب من باميلا الأشقر باسم المعهد، فالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، ثم تحدثت عيد عن الدفعة الثالثة من طلاب المحتوى الرقمي والصعوبات والعقبات التي واجهت الجميع طلابا وأساتذة وإدارة في ظل الأزمات الخانقة والمتعاقبة، وحملت الطلاب “رسالة – وصية بأن يكونوا رسل تواصل لا قطيعة، وليجعلوا من هذه الوسائط أداة لنشر السلام ولغة الحوار والتقارب، عوض الكراهية والتشنج والبغض المجاني”.
وأشارت إلى أن “معهد الآداب الشرقية هو صاحب الفضل في تخريج أجيال من النقاد والأدباء والمتخصصين في الأدب العربي والحضارة العربية والإسلامية، فالدبلوم بفكرته ومواده المتجددة دوما لمواكبة التطور، يحرص حرصا شديدا على إعداد صناع محتوى ومستخدمين مسؤولين ومحترفين يتمتعون بالمهارات اللازمة والأخلاقيات الضرورية لتقديم محتوى يليق باللغة العربية”.
معوض
بدورها، تحدثت معوض عن طلاب كتابة السيناريو بعد أن شكرت “إدارة المعهد والجامعة على الثقة والدعم لإطلاق دبلوم جديد بفكرته ومضمونه”، وقالت: “منذ سنة ولمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، كانت إدارة معهد الاداب الشرقية أول من يطلق دبلوما جامعيا كتابة سيناريو باللغة العربية. هذا الدبلوم أكاديمي الأسس وتقني الهوى، أعطى للمتعلم جميع المهارات والكفايات. فمن الفكرة والموهبة والمهارة ينبثق سيناريو حديث، يحاكي تطورات العصر وسوق العمل. ويعيد الحياة للغة العربية وهي حاملة الهوية والثقافة والوجدان والذاكرة في الحروف والجمل، في الشعر والأغاني والأفلام والمسلسلات التلفزيونية”.
قهوجي
من جهته، توقف مدير المعهد عند “التغيرات التي طالت حياتنا اليومية ولغتنا وفرضت على الجميع تحديات جديدة ورهانات غير مسبوقة”، وقال: “نجتمع اليوم، في معهد الآداب الشرقية، لنعلن أننا كسبنا الرهان، ونخرج دفعتين من طلابنا الذين وثقوا برسالتنا، ونجحوا في أن يخيطوا اللغة بنسيج جديد، ويستخدموها في سياقات رقمية حينا، أو يعيدوا تكوينها في سيناريوهات تجسد اللغة المبدعة”.
أضاف: “الدفعة الأولى من طلابنا، نالوا دبلوم كتابة السيناريو باللغة العربية، وهو دبلوم إبداعي جديد في معهدنا، يعزز مهارات الإبداع من خلال كتابة القصة واكتساب تقنيات تسهم في تحويلها إلى سيناريو”.
وأشار الى أن “الدفعة الثالثة من دبلوم المحتوى الرقمي العربي يعنى بنقل المحتوى من الإطار الورقي – الفكري، إلى إطار رقمي بغية مواكبة العصر، فيتم توظيف النصوص باللغة العربية لنقل الخبر واستخدامها لغايات متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد اليوم أساسا في المجالات المختلفة، الاقتصادية والثقافية والسياسية”.
دكاش
أما رئيس الجامعة فعرض لتاريخ المعهد وعلاقته “المميزة باللغة العربية وروادها وأدبائها وباحثيها”، وقال: “هذا المعهد عزيز على قلوب الآباء اليسوعيين الذين شيدوه وحرصوا من خلاله على نشر اللغة والفلسفة والحضارة العربية وكانوا حراسها الأمينين”.
أضاف: “ورث معهد الآداب الشرقية الكلية الشرقية التي تأسست في العام 1902 وعانت أهوال الحرب العالمية الأولى وبقية الحروب، صمدت وقاومت، على غرار جامعة القديس يوسف، وفي العام 1944 احتفل معهد الآداب الشرقية بتخريج أول طالب يحمل دبلوما في الآداب الشرقية وكان يومها الدكتور جبور عبد النور الذي أصبح علامة في اللغة العربية وهو الباحث وكاتب المعاجم الغني عن التعريف. وتوالت الأسماء المجلية في تاريخ المعهد، أساتذة وطلابا ومتخرجين”.
وتابع: “على الرغم من تراجع الإقبال على دراسة العربية وآدابها، استطاع المعهد أن يتكيف ويتأقلم مع الاحتياجات اللغوية الحديثة، فكان الدبلوم الجامعي في المحتوى الرقمي العربي، لصون العربية كتابة وصياغة واستخداما على الشبكة العنكبوتية بمختلف أدواتها. وها نحن اليوم نحتفل بالدفعة الثالثة من طلابه، بفرح وفخر لاستقطابه المهتمين بصناعة محتوى راق بلغة الضاد الجميلة”.
وأشار الى “أهمية إتقان التعبير الفني والإبداعي باللغة العربية من خلال تدريس الطلاب تقنيات كتابة السيناريو والحوار والوثائقيات التي تفتح أمامهم أبواب المنصات والمسلسلات والأفلام”.
وأثنى على نشاط المعهد الذي يعد لإطلاق دبلومين جديدين: الدبلوم الجامعي في علم المخطوطات وقواعد تحقيقها،ومناهج معاصرة في مقاربة النصوص الدينية (التفسير والتأويل والتفكيك)”.
وختم متوجها إلى الطلاب بالقول: “كونوا سفراء لمعهدكم وللغتكم ولجامعتكم، مع تمنياتي لكم بالتوفيق والنجاح في سبل الحياة المنتظرة أقلامكم لتصبح مكانا أجمل للعيش”.