غياب الشاعر عبد العزيز المقالح… بيت القصيدة يجمعنا مؤكدًا

 

إثر غياب الشاعر عبد العزيز المقالح، وجدتُ، في موقعي الالكتروني، هذه الكلمة له، التي تستعيد جانبا من سيرته مع الشعر : بيت القصيدة يجمعنا مؤكدا.

عبد العزيز المقالح : صباحية شعرية

“أحيا اثنان من الشعراء المشاركين في مهرجان “ملتقى صنعاء الدولي للفنون التشكيلية” صباحية شعرية مع عدد من الشاعرات والشعراء اليمنيين، وقد أوكل إليَّ القائمون بأمر المهرجان إدارة الصباحية المشار إليها، والتي حضرها الفنان حكيم العاقل، المنسق العام للملتقى، والفنانة الكبيرة الدكتورة آمنة النصيري وعدد كبير من الشعراء والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي. وقد استغرقت الصباحية ما يقرب من ساعتين، وكان نجمها البارز الشاعر والناقد اللبناني الدكتور شربل داغر الذي يزور صنعاء لأول مرة. وهنا كلمتي الافتتاحية التي جمعت بين الترحيب بالشعراء والحديث عن أهمية الشعر بوصفه القيمة الروحية والجمالية لكل العصور.

صباح الشعر.

صباح الفن.

صباح الوحدة.

أرحب بكم جميعاً إلى هذه الصباحية الشعرية الرائعة كما أكرر الترحيب بالاشقاء القادمين من الاقطار العربية ومنهم الشاعر والناقد الكبير الاستاذ شربل داغر، والشاعر والفنان الأستاذ محمد العامري، أرحب بهما إلى وطنهما الثاني وبين أهلهما وزملائهما، وتحضرني في هذه اللحظة حكاية عن الشعر لم تغب عن ذاكرتي يوماً ومكانها كلية الآداب جامعة عين شمس وزمانها أوائل السبعينيات من القرن الماضي، كنت قد أقلعت عن كتابة الشعر وطويت محاولاتي الأولى واتجهت الى دراسة الأدب والنقد الأدبي خاصة.

وفي بداية السنة التمهيدية للماجستير كان ذلك في أوائل السبعينيات كما سبقت الإشارة جاءنا ذات صباح أستاذ اللغة الإنجليزية الأستاذ الدكتور مهدي علام، وسبق له أن رأس جامعة عين شمس في بداية تأسيسها وهو من عشاق الشعر وقد ظل إلى نهاية حياته يدرس لطلابه أعلام الشعر الانجليزي والفرنسي والألماني، وطلب منا نحن طلاب الدراسات العليا كتابة السطور الآتية لأديب فرنسي لم أعد أتذكر أسمه: «إن الشعر قد مهر العالم بالشرائع الأولى، فهو الذي لطف من حدة الرجال المتوحشين الغلاظ الأكباد، وهو الذي جمع شملهم بعد إذ كانوا تائهين متفرقين في الغابات فحضرهم ونظم عاداتهم وأخلاقهم، وألف أسرهم وأممهم، وأشعرهم بهناءة المجتمع، وهداهم الى الاعتماد على العقل، وغرس فيهم قيم الفضيلة، واخترع لهم الفنون الجميلة، وهو الذي أعلى مراتب الشجاعة في الحرب وحدا بها الى الاعتدال في زمن السلم».

في ذلك الصباح البعيد أدركت قيمة الشعر في الماضي وأهميته للحاضر وللمستقبل، ورجعت الى محاولاتي الأولى وأصدرتها في أول أعمالي الشعرية وهو «لابد من صنعاء” في عام 1791، وأدركت كما لم أكن أدرك من قبل أن الشعر قيمة في ذاته بما يمثله من تعبير جمالي متوهج، وقيمة فيما ينعكس فيه من أفكار ومواقف، وصرت أؤمن ان الشعر بهذا المعنى قيمة إنسانية وجمالية خالدة تتزايد احتياجات البشرية إليه كما أوغلت في التطور، وأنه قاسم مشترك مع سائر الفنون القولية والسمعية والبصرية، فهو اللغة والفكرة واللوحة والموسيقى، وهو الذي جمع شملنا في هذه الصباحية المغمورة بدفئه وجمال أضوائه”.

(سبتمبر، الموقع الإخباري، صنعاء، 19-5-2010).

 

اترك رد