كان هؤلاء الصبية يسخرون منِّي
يرتدون أقنعة من عدم…
ضحكوا طويلاً
لأنَّني كنت أنظر يميناً وشمالاً
وأتحدَّث مع لا أحد…
ضحكاتهم صرير قاطرات
وأفكارهم عُلب…
سألني أحدهم:
بماذا تختلف عن مقعد؟
عن شجرة؟
أجبته: أنا لا أختلف عن شيء…
عن بحر…
عن مجرّة…
ولكنَّك أسير الحواسِّ!
أترى الشمس؟
هي ظلام يشتعل…
أرأيت الليل؟
إنَّه نور يموت…
أرأيت نفسك؟
أنت موجود
لكنَّك غير موجود…
فأين معناك؟
والأحد الذي كنت أتحدَّث إليه
ولا تراه
صوته أقوى من العاصفة…
لديه الكواكب
وأنت لديك رغيف وقبَّعة…
هل فهمتَ ما أعنيه؟
ما أعنيه هو الشكُّ
وأنت اليقين الكاذب…
ما ألتفتُ إليه شيء من الأنا
وكثيرٌ من الكلِّ…
هو النور الذي لا تراه
والصوت الذي لا تسمعه
ولن يكون في قلبك ما حييت.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.