كتابتي ابنة الحبر
ابنة العدم…
كتابتي بلون الظلام…
في بيتها حزن دائم
وشعراء يتقنون الرثاء…
وضعتُها على خطوط سوداء
كلمات أكثر سواداً
كلمات فيها الشتاء
والرعد
والبركان
وغضب الأرواح التائهة…
أنتم تقرأونها من غير أن تقرأوا….
لقد كذبت عليكم
خدعتكم بالكلام
جعلتكم لا تميِّزون بين السطور
سطر قاتل وسطر مقتول…
حرفٌ خاطئ وحرفٌ ملاكٌ …
إنَّكم لا تعرفون ماذا أريد
وماذا لا أريد…
أنا لا أعرف نفسي تماماً…
لا أعرفكم…
ولا أعرف معاني الكلمات…
ضربتني صاعقة في رأسي
نسيتُ أنَّ الكتابة قد صُنعت لكم
ونسيت أنَّكم وُلدتم لتقرأوا…
كان يمكن أن أحدِّثـَكم بصمت
لعلَّكم تفهمون صمتي
أكثر ممَّا تفهمون الكتب…
الصمت هو القصيدة
التي كتبها العطر على أجنحة الزنابق…
الصمت هو الصلاة والعبادة…
الصمت هو الوجود الذي يبتعد
إلى ما هو أبعد من الممكن…
إذا وصلتم إلى أعماق الكلام
فعليكم أن تعرفوا أنَّكم في خطر…
الكلام يغيِّر…
حرب على اليوم والغد
انتحار جماعيّ…
أنصحكم بأن تقرأوا الصمت
ما بين الكلمات
ما خلف السطور
لكي تعرفوا وجهي
وتسمعوا كلّ كلمة أقولها
ولو كنت لا أقول.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.