من مجموعتها الإبداعيّة السادسة “غيابي ظلّ شجرة على الماء”
أكون في ظلّ كلمته
فأكبر
أكون في حضوره فأكون…
معجزتي واكتشافي من مجرّة الأبعاد…
ولا أتخلّى عنه…
خبّأته في دفتر الشغف
وفي نجمة تضيء
على مفارق العاشقين
وأتذكّر عندما تقابلنا
على جسر عتيق
تحت شجر الغياب…
وكانت عباءتي بلون السهل
فأخذ يقرأ فيها مخطوطات
من عهد غابر
ويلاحظ تفاصيل عينيّ
حرفاً حرفاً…
وعندما ذهب إلى بيتنا
ليشرب قهوة مع صباح ممطر
أخبرني عن طفولته
وكيف كبر بين الريح واليمام
وكيف جعل من عشب الأرض خيمة…
كان فقيراً وغنيّاً
حزيناً ومبتسماً
عصبيّاً وهادئاً…
هو التناقض في لوحة جداريّة
من زمن سورياليّ…
وأنا الآن أضيف ألواناً إلى اللوحة
أغمس ريشتي بالبرق
والبحار السبعة
ومجاذيف المغامرين…
أعيد تشكيله بطريقة لغويّة صعبة…
فهو ابتداء الحبّ
ولحبّه كلّ بداية…
ولا أفكّر أنّنا في ذات يوم
سيذهب كلّ منّا في طريق
فنحن أقدار تلهب الرحلة
وتمطر عليها ياسميناً
وعبير حكايات…
لا وقت لأتركه
ولا وقت لأتخلّى عن انتمائي إليه…
فهو جذوري التي تمتدّ
في التاريخ والحاضر عميقاً…
وأنا شجرة حور
ترتوي من ينابيع ابتسامته
وتخضرّ من صفاء روحه…
هو فقط روحي
وأنا جسد لأحزانه.
***
(*) مريم رعيدي الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي – سيدني 2022