يتسلم رئيس بلدية جبيل زياد الحواط الوشاح الاحمر الأرجواني مزينًا بـ” وسام الاستحقاق الذهبي” في مجال الإنجازات المتميزة مع شهادة التمييز عن فئة المدن السياحية العربية، تقديرا لدوره الرائد في إنماء مدينة الحرف، واعترافًا بجهوده وتتويجا لإنجازاته، وذلك خلال عشاء يقام مساء السبت 4 أيار في برج العرب بدبي، برعاية الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة للسياحة العالمية الدكتور طالب رفاعي ومسؤولين عرب وممثلي الهيئات الديبلوماسية.
كانت “أكاديمية تتويج جوائز التمييز في المنطقة العربية” بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، اختارت جبيل – بيبلوس، أفضل مدينة سياحية عربية لسنة 2013، ووجه المجلس التنفيذي للأكاديمية رسالة تهنئة إلى رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، مشيدًا بالدور الذي يقومون به للحفاظ على الطابع السياحي والتراثي لهذه المدينة العريقة.
أنشئت بلدية جبيل عام 1879 وهي أولى البلديات التي تأسست في قضاء جبيل. في الانتخابات البلدية التي جرت عام 2010 فازت لائحة “جبيل أحلى” برئاسة زياد الحواط المقرب من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والمدعوم من قوى 14 آذار بالمقاعد الـ 18 كاملة في المدينة. من أهم المشاريع التي أطلقتها البلدية: حديقة بيبلوس بارك، بناء القصر البلدي، إطلاق حملة التنقيب عن مرفأ جبيل التاريخي.
مرفأ جبيل التاريخي
يعود المرفأ القائم حاليا والمعروف بمرفأ الصيادين إلى القرون الوسطى، اما المرفأ القديم الذي شهد ازدهار تجارة جبيل مع مصر وتصدير خشب الأرز إليها فيعود الى عصر البرونز الذي يمتد بين 3500 و 800 ق.م، ويعرف بالمرفأ الكنعاني، إلا أنه مغمور تحت المياه وموقعه غير محدد.
كان العالم الفرنسي موريس دونان نقب عن المرفأ على اليابسة في جبيل أي في الموقع الأثري وليس في البحر، رغم أنه موقع بحري بامتياز منذ العصر النيوليتي أي منذ 8 آلاف سنة. وبدءًا من عام 1998 أجرت بعثة بريطانية أبحاثًا أثرية على طول شاطىء جبيل في الأماكن الناتئة منه والمغمورة.
في إطار المساعي لاكتشاف موقع المرفأ القديم أيضًا عقد اتفاق رباعي بين وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار و”الكوليج دو فرانس” وبلدية جبيل و”مؤسسة طلال المقدسي الاجتماعية” لوضع مشروع اكتشافات أثرية على ساحل جبيل، يهدف إلى أعادة تكوين تاريخ موقع مرفأ جبيل ويشمل المشروع ثلاث نقاط:
– إجراء تنظيف سطحي وتنقيب في منطقة عصر البرونز عند رأس جبيل مع دراسة المقلع البحري في منطقة أسفل التل.
– إجراء أسبارات في خليج السخينة وخليج نهر الفيدار، في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من موقع جبيل الأثري.
– رفع المراسي الحجرية الموجودة تحت المياه في قعر المحلة المعروفة بـ”دارة مارتين”.
اهتمام أميركي- فرنسي
جبيل بيبلوس المدينة المأهولة الأقدم في العالم والتي يعود تاريخها الى 8 آلاف سنة، والمدرجة على لائحة التراث العالمي للأونيسكو منذ عام 1984، تستقطب اهتمام العالم بآثارها، في هذا السياق قدمت السفارة الأميركية في لبنان هبات مخصصة لترميم موقعين في جبيل، من خلال مساعدات ثقافية تقدمها عن طريق هبات الصغيرة وكبيرة، تتعلق بمواقع خارج المنطقة، البرج الأساسي لقلعة جبيل عبر برنامح الهبات الصغيرة، وبيت حسامي الأثري داخل القلعة عبر برنامج الهبات الكبيرة، من أجل ترميمه وتحويله إلى متحف لعلوم الانسان الذي سكن جبيل منذ 8 الاف سنة حتى اليوم.
في أيار 2011 زار جان بيار رافاران، ممثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للشؤون الفرنكوفونية ونائب رئيس مجلس الشيوخ، جبيل على رأس وفد من المسؤولين في قصر الإليزيه ووزارة الخارجية والسفارة الفرنسية في لبنان، يرافقهم الدكتور خليل كرم، ممثل الرئيس ميشال سليمان للفرنكوفونية، وجالوا على المعالم الأثرية لا سيما القلعة التاريخية والميناء الفينيقي وكاتدرائية مار يوحنا مرقس.
أبدى الوفد إعجابه بآثار جبيل وتراثها الفكري واهميتها التاريخية والسياحية ومساهمتها الفعالة وفضلها في تكوين الحضارة الإنسانية، وقد شدد رافاران على اهمية التواصل بين لبنان وفرنسا لتحقيق مزيد من المشاريع الإنمائية والسياحية بتمويل من الحكومة الفرنسية أو من الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن جبيل باتت مدينة سياحية وثقافية بامتياز، وتستحق الاهتمام لجعلها قبلة المدن وقادرة على استقطاب السياح.
المنزل القرميدي القديم
يعود تاريخ هذا المنزل القرميدي القديم المطلّ على البحر إلى القرن التاسع عشر، شيدته عائلة الحسامي داخل الموقع الأثري على مقربة من القلعة… وهو الشاهد الوحيد الباقي من مدينة جبيل في القرنين الماضيين، عندما كانت البيوت تغطي الموقع الأثري بكامله.
مع بانطلاق التنقيبات الأثرية، ظهرت معالم المدينة القديمة، فقرّرت السلطات استملاك البيوت وهدمها إفساحاً في المجال أمام علم الآثار لاكتشاف هذه المدينة، ولم يبقَ منها إلا هذا المنزل القرميدي الذي يُعدّ معلَماً أثرياً وتراثياً، وقد حافظت السلطات عليه لجماله الهندسي، ولأنه يرمز إلى الهندسة التي تميزت بها بيوت لبنان القرميدية.
أما آخر الاكتشافات فتتمحور حول مدافن من الحقبتين الرومانية والبيزنطية عثر على دافن مماثلة لها في منطقة الجنوب وخصوصاً في صور وصيدا، ما يجعل الخريطة الأثرية لهذه المدينة القديمة والموغلة في التاريخ تكبر وتتسع لتشمل حقبات أخرى.
كارلوس سليم في جبيل
في خلال زيارة إلى وطنه الأم قصد رجل الأعمال المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم مدينة جبيل، وجال في السوق الأثري، وشاهد فيلمًا وثائقيًا، في المركز الثقافي البلدي ألقى الأضواء على مهرجانات بيبلوس الدولية والدور السياحي والثقافي الذي تضطلع به جبيل. ثم انتقل إلى قلعة جبيل واستمع إلى شرح حول المعالم الأثرية والنقوش المكتوبة على ناووس احيرام والتي استخرجت منها الحروف الأبجدية وأكسبت المدينة لقب أم الابجدية. بعد ذلك زار متحف الأخوين أبي سعد للأسماك المتحجرة واطلع على لبنان خلال الحقبة التي كان مغمورا بالمياه منذ ملايين السنين، واكمل طريقه الى متحف “بيبيه عبد”، ثم الى الميناء الفينيقي، حيث استمع إلى شرح حول كيفية انطلاق التجارة الفينيقية الى العالم.
أعرب سليم في نهاية الجولة عن دهشته لما شاهده من قيم تاريخية وانسانية وثقافية في هذه المنطقة، مبديا اعجابه بـ “التراث الفكري والأدبي للمبدع مارون عبود، وبالحضارة الجبيلية التي اعطت الاستمرارية للشعوب، وكذلك بالاسماك المتحجرة”.
متاحف
تضم جبيل متاحف تعنى بإبراز آثار المدينة التاريخية، وأخرى تعنى بالحياة البحرية والمتحجرات، من أبرزها:
– متحف موقع جبيل: يقع في قلعة جبيل، ويعرض نبذة عن الحفريات التي أجريت في المدينة، ويقدم شرحاً عن تاريخ الموقع منذ فترة ما قبل التاريخ حتى القرون الوسطى، ملقياً الضوء على حياة السكان القدامى، إضافة إلى عرض قطع أثرية عائدة إلى فترات الموقع التاريخية.
– متحف ذاكرة الزمن: يقع في ساحة قلعة جبيل، ويضم أكبر مجموعة من المتحجرات البنانية، تعود إلى مئة مليون سنة، استخرجت من منطقة حاقل، حجولا، النمورة، وهي ثلاثة مواقع مشهورة عالمياً بما تحتويه من أسماك، وقشريات، ونباتات فريدة بتنوعها، ودرجة حفظها. يقدم المتحف شرحاً مفصلاً عن المتحجرات ومراحل استخراجها من الموقع حتى عرضها.
– متحف ومؤسسة لويس قرداحي: يقع جنوب كتدرائية مار يوحنا مرقس، يعنى بنشر تاريخ جبيل.
– متحف المتحجرات: يقع في سوق جبيل الأثري، ويعرض مجموعة متنوعة من المتحجرات، لاسيما الأسماك التي عثر عليها في منطقة جبيل ومناطق أخرى في لبنان.
– متحف الشمع: يقع بالقرب من كاتدرائية مار يوحنا مرقس، ويعرض تماثيل ومشاهد من الحياة اليومية في الحقبة ممتدة من الحضارة الفينيقية إلى اليوم.
متحف بيبي عبده: يقع بالقرب من مرفأ جبيل وهو متحف خاص لـبيبي عبده، ويتمتع المتحف بحماية الأونيسكو، ويعرض فيه مجموعته البحرية الخاصة، في مبنى عمره أكثر من 800 عام.
كلام الصور
1- البيت القرميدي القديم
2 – جبيل أقدم مدينة مأهولة بالسكان في العالم
3- قلعة جبيل
4- ميناء جبيل