عندما ولدتْه أمُّه
أطلقوا الرصاص…
الرصاص الذي ينكِّل بالصمت…
بالمدافع الرشَّاشة
حصدوا الصعتر البرِّيّ…
يتَّموا بخُّور مريم…
ما الفرق بين المولود والميت؟
كلاهما يُطلق في حضرته الرصاص…
تتعرَّق البنادق…
أبناء النور يحتفلون بالنور
وأبناء الظلام يفرحون بالظلام…
والمولود الحقيقيُّ هو سقراط
أمَّا الميت الحقيقيُّ
فهو مَن لم يولدْ بعد…
الأطفال الآخرون
أبناء الجياع
وأحفاد اللعنة الأبديَّة
من المحتقَرين
والمنبوذين
والذين أنجبتهم أمَّهاتهم
على أدراج الهياكل
فرِحوا به…
لوَّحوا له بالمناديل…
حملوا أغصان البلح والزيتون
أعتقدوا أنَّه إله من إله
ونور من نور…
لكنَّهم كآبائهم وأمَّهاتهم
سيشربون من مستنقع الخوف
ويأكلون من خبز الطاعة…
الناس لا يعرفون
أنَّ الشجرة اليابسة لا تنبت عنباً
وأنَّ غيمة الصيف
لا تصنع الينبوع…
الناس لا يجيدون القراءة…
مكتوب في الكُتب:
“أنا الربُّ إلهك لا يكن لك إله غيري”.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.