جميل الدويهي: النصّ الثالث عشر  “أنا والنهر واحد”

 

 

أركض وراء النهر

وأخشى أن يضيع…

قد يسرقه أحد….

يزوِّر شهادة ميلاده

يعرضه في متجر للتحفّ

أو يضعه في صورة على جدار…

النهر لا يذهب إلى مكان

وعندما يغوص في البحر

لا تتغيَّر هيئته:

كريستال أبيض على مدِّ النظر

أصْلي

لا يذوب في الصيف

ولا يتحطّم في الشتاء…

الفصول تتغيَّر

تتبادل الثياب

لكنَّ الذين يرسمون النهر

لا تهمُّهم الأصوات…

حمَلوا النهر على أيديهم

ولن يعطشوا بعد الآن

والنهر لا يغادر مكانه…

فكيف يقول العلماء

إنَّ الأنهار تجفُّ

والمياه عمياء منذ الولادة؟

يمكنني أن أثبت أنّ النهر فارغ…

نزلتُ إلى قعره

فتحتُ فمي

ابتلعتُه…

وعندما خرجتُ منه

كان يلهث بقوَّة

يشدُّني إليه

لنكون واحداً…

أنا والنهر واحد…

كلّما اقتربت منه أحيا

وكلّما ابتعدت عنه يموت.

***

 *هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.

*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع.

اترك رد