كلّ يوم انتظر يوماً آخر
واليوم عربة نقل
كنتُ فيها أمس…
انتقلتْ بي من رصيف إلى رصيف…
صادقتُ الشحّاذين
وسألتُهم عن اليوم
فقالوا إنَّهم لا يعرفون شيئاً عنه
سوى أنَّه بطيء كالسلاحف
متردّد كاللصوص…
التواريخ فزّاعات…
الأوقات غربان تأكل بعضها…
الانتظار لا ينتظر…
أكنِّس الشارع
وأنا أبحث عن شيء أضعته…
أبحث عن موعد وحكاية…
يزاحمني المشرّدون على مكاني
ينصحونني بالمغادرة
لأنّ العاصفة تمرُّ
في مثل هذا الوقت
وفي مثل هذا المكان…
يسقط الموعد في حفرة…
يلقي بنفسه من فوق جسر…
يتعب الغوّاصون في تحديد مكانه…
لا أحد يجدني…
لا أحد يعرف أنّني نجحت
في الخروج على المألوف…
أعيش أبعد من الذاكرة
وأعمق من الحروف
وبأعجوبة من صنع يدِي
أحطِّم انتظاري.
***
*هذا النص من ضمن 30 نصّاً من الشعر المنثور “نثر أو شعر”، ينشرها الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته على فيسبوك.
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي – سيدني النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الأنواع