ينشر الأديب الدكتور جميل الدويهي على صفحته 30 نصّاً من الشعر المنثور الذي يسمّيه “نثر أو شعر”.
الغرض من النشر:
1- إظهار أنّ شعرنا المنثور جزء من أنواعنا المختلفة.
2- إثبات أنّ شاعر التفعيلة يمكن أن يكون شاعراً نثريّاً. ومن النادر أن يكون شاعر قصيدة النثر شاعر تفعيلة. وللبرهان، نرجو من شعراء النثر في أستراليا أن يكتبوا لنا من شعر التفعيلة على صفحاتهم في فترة 30 يوماً المقبلة. (شعر التفعيلة يمكن ان يكون: الشعر العمودي القديم، شعر التفعيلة الواحدة، المدوّر الفصيح، الزجل، التفعيلة العامّية، المدوّر العامي- أي هناك ٦ انواع يمكن الاختيار منها)
3- الرجاء عدم تسخيف هذه التجربة، لأنّها تدخل في باب النقد العلميّ الذي يعتمد الوسيلة والبرهان.
4- التمنّي اعتبارنا (في أستراليا)، وبناء على ما سننشره، من شعراء “قصيدة النثر” التي نعتبرها نحن نثراً جماليّاً، وأن يكون لنا مكانة في المجرّة الإبداعيّة التي نفهم كلّ يوم، أنّها مخصّصة فقط لمن يكتبون هذا النوع.
5- التمنّي إظهار الاحترام لمحاولتنا العلميّة هذه، وعدم بثّ الأسطوانة التي نسمعها كلّما قدّمنا مقارنة علميّة صحيحة.
6- بناء على ما سيكتبه شعراء النثر من شعر التفعيلة أو عدمه، ستكون لنا مقالة نقديّة، حول موضوعيّة ومصداقيّة النقد في أستراليا.
7- إنّ ما نحاول إثباته ليس انتقاصاً من مكانة أحد، فنحن نحترم كلّ مَن يكتب وما يكتب، لكنّنا في الوقت نفسه نطلب الاحترام لأعمالنا وخياراتنا. وهو ما لا نراه ونسمعه في كثير من المناسبات، وكأنّ هناك من يريد أن يفرض علينا نوعاً لا نحيد عنه، وإذا فعلنا، فنحن محسوبون على الطبقة الرابعة.
***
النصّ الأوّل:
صار شائعاً
صار وجهكِ مألوفاً
لأنَّني أرسمه
على الشجر العاري…
في المطر…
وفي الأشرعة الهاربة…
أنقشه على قناديل الليل…
كلُّ المسافرين يعرفونه
وكلُّ الصيَّادين والفقراء…
وصار شائعاً في المدن
أنَّني أكتبُ عنكِ
ولا أتعب…
صورتُكِ على أصابعي،
زورق يبحر في الحبر
وكلُّ حرفٍ تقولينه
يسكنُ في دفتري
كملك الزمان…
رائحتكِ في البيت والعاصفة…
وفي العالم.
والناس يعرفون من خطواتي
أنَّني ذاهبٌ إليكِ
ويسألونني:
متى تعلَّمتَ العزفَ
على التشيلو؟
ومتى ألَّفتَ هذه الأغنية؟
ولِمن؟
لعلَّهم يجهلونَ
أنَّ الحبَّ يُعلِّم الموسيقى…
هو غناءٌ لا يصل إلى سكون.
***
*غداً نصّ “جمرة”
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغتربيّة” للأدب الراقي
النهضة الاغترابيّة الثانية تعدّد الأنواع