مخابئ الحُبّ

 

 

د. جوزاف ياغي الجميل

 

“مخابئ العطر” كتاب جديد للصديق الأديب سليمان يوسف ابراهيم. إنه المفاجأة الرائعة التي شهدنا ولادتها أمس، في منزل الصديق الحبيب. مفاجأة مكتملة بحضور الأهل والأصدقاء.

عنايا، أيتها القرية الوادعة، فيك القداسة، وفيك الصداقة والوفاء. وعلى مشارف الدير الشربليّ المقدّس، خليّة نحل ملؤها العسل المصفّى بآيات الحب والجمال.

خلية نحل الصداقة جمعتنا في دارة الصديق السليماني. وكانت المناسبة مزدوجة: عيد ميلاد الصديق الغالي، وميلاد مخابئ العطر. وتساءلت، وأنا أشهد معمودية العطر في الكتاب: هل صحيح أن العطر يختبئ? ألا تبوح الوردة والياسمينة والنرجسة بالعطر، من بعيد?

إنه عطر التواضع يبوح به الحرف السعيد، في هذا العيد.

قرأت الإهداء: …لك مخابئي خير رسول مني علّها تزهر في شعاب الأيام”

مخابئ عطرك، صداقتك الغالية، أزهرت منذ زمن بعيد، وقد أعطت من الغلال ما ملأ أهراءات صداقتنا والوفاء.

مخابئ عطرك أمانة في أعناقنا والضمائر، ما امتدت بنا الأيام.

مخابئ حبك كشفتها خفقات قلبك الذي ما رأينا فيه إلا الصدق والأمانة والأمان.

مخابئ وفائك كالإيمان، شجرة خردل عرّشت نحو فضاء التسامي، وعشّشت فيها طيور المحبة والإبداع.

اليوم جمعتنا مخابئ قلبك. وهل يختبئ السراج تحت المكيال?

أأقرأ كتابك اليوم، أم أقرأك، وفي القراءتين كنوز ورموز وآيات?

قرأت مقالات الكتاب، منذ أمد، غير قريب. تابعتها وهي طفلة تحبو على صفحات الورق، والحبر، قبل أن تغفو الصحافة الورقية، ويبدأ النشر الإلكتروني.

قرأتك، أيها الغالي، منذ عام ١٩٧٨ ، تاريخ لقائنا الأول، على مقاعد الدراسة والحياة. وكانت حروف صداقتك تزهر وتثمر، وتفيض غلال محبة ووفاء.

فرحنا اليوم بمولودك الجديد قد يعادل فرحك أو يزيد. وأعترف لك أننا فرحنا بكما إلى حد الدموع.

دموع فرحنا شكر لله، ولجارك القديس، على كل شيء.

الفرح والحزن وجهان لعملة واحدة.

مبارك مولودك الجديد!

مباركة صداقتك المعتقة بالوفاء للأصدقاء.

وشكراً من القلب للجندية المجهولة/ المعروفة، الصديقة الشاعرة ميراي عبد الله شحاده الحداد، على رعايتها نشر مخابئ الحب وعطر الإيمان. ولعلّ الشكر لا يكفي، وقد يجرح تواضعها. ولكن كلمة حق تقال: أياديك البيضاء، أيتها الصديقة ميراي، لن ننساها مدى الحياة. عطاءاتك دين في أعناقنا، إلى يوم القيامة. إنها المخابئ الحقيقية لعطر الإبداع. إنها سحر القلب، في عطره المتوهج بالوفاء.

تفرحين لفرحنا، وتبذلين الذات، في سبيل الكلمة والأدب. عميقة جذور مجانية العطاء، في قلبك الكبير.

شكرا من القلب لكل من شارك في هذا العرس الثقافي، واعذروني لعدم ذكر الأسماء، كي لا أنسى أحداً. لكم مني كل التقدير، وكامل الامتنان. كنتم اليوم عائلتنا الكبيرة، بكم نرقى ونفتخر، وأردد مع الشاعر القديم، بشيء من التصرّف:

هؤلاء أحبابي فجئني بمثلهمْ

إذا جَمعتْنا يا صديقُ المخابئُ

سليمان يوسف ابراهيم، ماذا يمكنني، بعد، أن أقول: أطال الله عمرك، أيها الصديق، ومتّعنا بمخابئ إبداعك تكشفها لنا، من سرج عشاياك المترعة بعصير الحبر، وعصارة الحب.

أكتفي اليوم بهذه القراءة المقدّمة، وأدعو القراء الأصدقاء إلى اكتشاف لذة النص في الكتاب، مخابئ الحب، والفرح، والسلام.

اترك رد