أدرجت أكاديمية “غونكور” رواية الكاتب الفرنسي اللبناني الشاب سبيل غصوب “بيروت سور سين” ضمن اللائحة الأولية للأعمال المرشحة لنيل جائزتها هذا العام، وهي الثالثة له بعد “بيروت بين قوسين” و”الأنف اليهودي.
في مقابلة مع صحيفة “لوريان-لوجور” اللبنانية، قال سبيل غصوب تعليقًا على ترشيحه: “لم أكن أتوقع ذلك على الإطلاق. لقد تأثرت جدا… كتبت هذه الرواية لتكريم والديّ، كنوع من الانتقام من الحرب والحروب والحياة التي غالبا ما تكون غير عادلة”،
ولد سبيل غصّوب في باريس عام 1988 من أبوَين لبنانيَّين، والده الكاتب والشاعر اللبناني قيصر غصوب. درس التصوير الفوتوغرافي ومارسه وأدار أنشطة ثقافيةً بين باريس وبيروت. تنتمي روايته “الأنف اليهودي” إلى تجربة الكاتب الشخصية، ويحضُر كشخصية رئيسيةٍ، وإن كان مقنّعاً باسم “ألِف”؛ تمدّ الحياةُ الشخصيةُ العملَ بنسغها وتكسوه بعناصر السرد التي تُشكّل المسار المتشعب والمتداخل الذي عبرته حياة هذا الشاب بين حضارتَين متنازعتَين ومتكاملتَين في آن، راصدةً انعكاس ذلك في شكل أسئلة إشكالية صعبة.
بالإضافة إلى الكتابة، يمارس غصوب الصحافة، إذ يكتب عمودا أدبيا في صحيفة “لوريان-لوجور”، ويتعاون مع عدد من الصحف والمجلات، وكان شغل منصب مدير مهرجان الفيلم اللبناني في بيروت بين 2012 و2015.
في روايته “بيروت سور سين” يفتح سبيل غصوب صفحات من ذاكرة أبويه في علاقتهما ببلدهما الأصلي لبنان والهجرة إلى فرنسا. ويشير في مقابلته مع صحيفة “لوريان لوجور” اللبنانية إلى أن ” هذا العمل هو تصوري لتاريخ والديّ وتاريخي في ما يتعلق بلبنان، سمح لي هذا التخيل الذاتي ببناء ذاكرة مكتوبة…هي القصة التي أحكيها لنفسي. هذا لبناني أنا”.
بحسب الناشر تعتبر “بيروت-سور-سين”، رواية قاطعة وشاعرية وتحمل روح الدعابة المفعمة بالعاطفة، وهي رواية عن الأسرة والهجرة وما تبقى لنا من أصولنا.
15 رواية في السباق
شملت الأعمال التي اختارها أعضاء أكاديمية غونكور 15 رواية، كان من المتوقع ترشيح عدد منها على غرار “لا في كلانديستين” لمونيكا سابولو أو “لو كور نو سيد با” لغريغوار بوييه. لكنّ بعض الروايات الأخرى التي أدرجت ضمن اللائحة شكّلت مفاجأة، منها مثلاً “بيروت سور سين” للكاتب الشاب الفرنسي من أصول لبنانية سبيل غصوب، أو “لو ماج دو كرملين” لجوليانو دا إمبولي الصادرة في نيسان الفائت.
الإعلان عن المتأهلين الأربعة للمرحلة النهائية في مسابقة غونكور، سيتم الثلاثاء 25 تشرين الأول /أكتوبر في بيروت في افتتاح صالون الكتاب الفرنكفوني الذي أطلق بدعم من المعهد الفرنسي في لبنان. ومن المقرر أن يعلن الفائز بالجائزة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
والمؤلفون الـ15 الذين أدرجت رواياتهم ضمن اللائحة هم: مورييل باربيري، غريغوار بوييه، ناتان دوفير، جوليانو دي إمبولي، كارول فيف، سبيل غصوب، بريجيت جيرو، سارة جوليان فارديل، لويه كورمان، ماكنزي أورسيل، إيف رافيه، باسكال روبير ديار، إيمانويل روبن، مونيكا سابولو وآن سير.
أقلام عربية انتزعت الـ “غونكور”
طبعت أقلام عربية اسمها ضمن قائمة المتوجين بالجائزة بفضل جودة أعمالها الإبداعية، التي لقيت ترحيبًا في الأوساط الأدبية الفرنسية، في مقدمها الكاتب المغربي الفرنسي الطاهر بن جلون الذي فاز بالجائزة في 1987 عن رواية “ليلة القدر” . عام 1993، كانت من نصيب الكاتب اللبناني الفرنسي أمين معلوف عن روايته “صخرة طانيوس”. في 2009 كانت من نصيب الشاعر المغربي الفرنسي عبد اللطيف اللعبي. وفي 2016، لمع اسم الشابة المغربية الفرنسية ليلى السليماني وحازت عليها عن رواية “أغنية هادئة”.