رسالة اليونسكو في اليوم العالمي للإذاعة 2014: تمنح صوتاً لمن لا صوت له

لمناسبة اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير وجهت  إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو الرسالة التالية:

 unescoتحتفل في اليوم العالمي للإذاعة بوسيلة إعلام لا تزال الخيار الأول للنساء والرجال في شتى أنحاء العالم. فالإذاعة تمنح صوتاً لمن لا صوت له، وتساعد في تثقيف الأميين وتنقذ الأرواح في حالات الكوارث الطبيعية. وإذ تعد الإذاعة قوة داعمة لحرية التعبير والتعددية، فإنها تمثل عنصراً أساسياً لبناء مجتمعات المعرفة الجامعة ولتعزيز الاحترام والتفاهم في ما بين البشر.

وتتسم الإذاعة بأهمية خاصة في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء. ولقد اضطلعت المرأة بدور أساسي في تحقيق نمو الإذاعات، بدءاً بتولي مسؤوليات ريادية في أوائل القرن العشرين وانتهاءً بما تقدمه النساء اليوم من تقارير إعلامية تُبثّ من مناطق النزاعات. وتضطلع النساء بأدوار مواطنات صحافيات ومراسلات ومنتِجات وتقنيات وصاحبات شأن في صنع القرار، وبذلك فهنّ يعملن في كل مستويات صناعة البث الإذاعي لضمان التبادل الحر للآراء والمعلومات والأفكار عبر موجات الأثير.

ولكن لا يزال ينبغي عمل الكثير، إذ إن أقل من ربع البرامج الإذاعية تدور حول المرأة، كما تشغل النساء أقل من ثلث المناصب الإدارية العليا والرئاسية في وسائل الإعلام. وإذا افتقدنا أصوات اللواتي يزيد عددهنّ على نصف سكان العالم، فكيف لنا أن نفهم القصة بأكملها؟irina-bokova-1

وتلتزم اليونسكو بإقامة توازن صحيح. ولتعزيز التعددية وحرية التعبير في مجال الإذاعة، يجب أن تحظى المرأة بحصة مساوية لحصة الرجل في البنى الخاصة بصنع الأخبار وصنع القرار وملكية وسائل الإعلام.

ولهذا السبب تعمل اليونسكو في جميع أنحاء العالم من أجل تطوير الإذاعة، بوصفها وسيلة إعلام مستقلة وتعددية متاحة للنساء والرجال على حد سواء، ومن أجل تهيئة بيئة أشد أمناً لجميع الصحافيين مع اعتراف خاص بالتهديدات التي تتعرّض لها النساء الصحافيّات. ويشمل هذا العمل إطلاق اليونسكو في عام 2013 للتحالف العالمي بشأن وسائل الإعلام والمساواة بين الجنسين.

ويمكن للإذاعة أن تنقل أي رسالة إلى أي مكان في أي وقت كان، ونحن بحاجة إلى تسخير هذه الطاقة بشكل كامل لصالح الجميع. ومن هذا المنطلق، أدعو اليوم جميع محطات البث الإذاعي – بدءاً بمحطات المجتمع المحلي وانتهاءً بوسائل الإعلام الدولية – إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والرجال من العمل في الإذاعة وعن طريق الإذاعة.

 لماذا اليوم العالمي للإذاعة؟

 كانت اليونسكو وافقت على اعتماد اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، و قد أطلقت الأكاديمية الإسبانية للإذاعة فكرة الاحتفال بهذا اليوم، وقدمها رسمياً الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر 2011.

استطاعت الإذاعة، منذ البث الأول قبل ما يزيد عن مائة عام، أن تكون مصدر معلومات قوية لتعبئة التغيير الاجتماعي ونقطة مركزية لحياة المجتمع. ومن بين وسائل الإعلام التي تصل إلى الجمهور على أوسع نطاق في العالم، في عصر التقنيات الجديدة، لا تزال هذه المنصة أداة اتصال قوية ووسيلة إعلام رخيصة.unesco

بدأت تكنولوجيا الإذاعة تحت صيغة “البرق اللاسلكي” التي تعود إلى اختراع تكنولوجية الهاتف والبرق. ولا تزال الإذاعة، منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما قدم أول البرامج الإذاعية الناجحة حتى يومنا هذا، وسيلة إعلام مهمة أكثر من أي وقت مضى.

 ومع مجيء التكنولوجيات الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، انتقلت الإذاعة إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت ذات النطاق العريض، والهواتف الخلوية والصفائح الرقمية. وتبقى الإذاعة ملائمة في العصر الرقمي، بفضل الاتصال الدائم للناس عبر الحواسيب والأقمار الصناعية ووسائل التواصل المتحركة.

كذلك، الإذاعة موائمة بشكل خاص للوصول إلى الجماعات المحلية النائية والمهمشة: وتعرض على هذه الجماعات منصات لتبادل الأخبار والإعلام مع تعزيز الحوار العام. وهنا تلعب الإذاعة دوراً هاماً في حالات الطوارئ ونجدة المصابين، وإحدى الوسائل الأكثر توفيقاً لتوسيع الوصول إلى المعارف، وتعزيز حرية التعبير، وتشجيع الاحترام المتبادل والتفاهم بين الثقافات.

يهدف اليوم العالمي للإذاعة إلى الانتباه إلى مكانة هذه الوسيلة الأساسية للإعلام والاتصال في المشهد الإعلامي المحلي والعالمي والتعاون الدولي بين مختلف الإذاعات في العالم، تشجيع الشبكات الإذاعية الكبرى وإذاعات المجتمعات المحلية على تعزيز الانتفاع بالمعلومات، وحرية التعبير، والمساواة بين الجنسين عبر الأثير.unesco 1

ولما كانت الإذاعة تشهد تطوراً مستمراً في العصر الرقمي، فإنّها تبقى الوسيلة الإعلامية التي تصل إلى أوسع شريحة من الجمهور في أنحاء العالم. وتشكل قناة مثالية لدعم التزام اليونسكو بتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

 من خلال الاحتفالات باليوم العالمي للإذاعة في جميع أنحاء العالم، ستعزز اليونسكو المساواة بين الجنسين عبر:

–        تحسيس مالكي المحطات الإذاعية، والمدراء التنفيذيين، والصحافيين، والحكومات بهدف وضع سياسات واستراتيجيات خاصة بالإذاعة ذات صلة بالجندر.

–         القضاء على النماذج المقولبة وتعزيز التصوير المتعدد الأبعاد في الإذاعة.

–         بناء المهارات الإذاعية لإنتاج برامج إذاعية للشباب، مع التركيز على الفتيات بوصفهن منتِجات، ومضيفات، ومراسلات.

–         تعزيز سلامة الصحافيات الإذاعيات.

–        تشجيع هيئات البث الإذاعي على الانضمام إلى اتحاد اليونسكو العالمي بشأن المساواة بين الجنسين والإعلام

تدعو اليونسكو البلدان إلى الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة من خلال التخطيط لأنشطة بالتشارك مع هيئات البث الإذاعي الإقليمية والوطنية والدولية، والمنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام والجمهور العام.

 

 كلام  الصور

1- إيرينا بوكوفا

2- ملصق اليوم العالمي للإذاعة.

3- دور المرأة في الإذاعة

اترك رد