وعامٌ لاِنطِواء!  

     

(أُلقِيَت خِلالَ عَشاءٍ أَقامَهُ طُلَّابٌ لِمُناسَبَةِ نِهايَةِ عامِهِم الدِّراسِيِّ الأَخِيرِ في مَعهَدِهِم)

 

أَفَلَ النَّجْمُ، وَعامٌ لاِنطِواءْ،          فَتَرَكنا، خَلفَنا، عُمْرًا رَخاء

وسُوَيْعاتٍ قَضَيناها على         هَدْهَداتِ الحُلْمِ، في حِضْنِ الرَّجاءْ

هكذا الأَيَّامُ… كَالمَرْجِ، لَئِنْ         جُنَّ بِالنَّوْرِ، دَهَى النَّوْرَ بَلاءْ

هل يَدُومُ الصَّفْوُ والبالُ الخَلِيّ،         تَخْلُدُ الصَّبْوَةُ، أَو يَبقَى الرُّواءْ؟!

فَإِذا ماعَ الصِّبا فَلْنَرْعَهُ،         إِنَّ في مَيْعِ الصِّبا ضَرْعَ البَهاء

ومَتَى حالَ السَّنا في وَجْنَةٍ          هَمَدَ الشَّرْياُنُ، وارتاحَت دِماءْ

والحَنايا هَمَدَت، في بَرْدِها،          فخَرِيفُ العُمْرِ قد أَعلَى اللِّواءْ

فَاقْنِصُوا اللَّحظَةَ، فَالمَرجُ إِذا          جازَهُ نَوَّارُ، وافاهُ العَفاءْ

واملَأُوْا الكَأسَ، وعُبُّوها، فَفِي          دِفْئِها، لِلرُّوْحِ، أُنْسٌ، وهَناءْ

وتَعالَوْا نَزرَعِ اللَّيلَ رُؤًى،          ومَواعِيدَ، شَجِيَّاتِ الحُداءْ

ودَعُوْا الخَوفَ مِنَ الآتِي،          فَقَد تَهَبُ الأَيَّامُ فَيْضًا مِنْ غِناءْ

وَلْنُزَغرِدْ، ما صَفا البالُ لَنا،          غَدُنا في الغَيْبِ، والغَيبُ عَماءْ

مِنْ مُنانا يَرتَوِي اللَّيلُ نَدًى،          تَأرَجُ الأَنْسُمُ، يَحْلَوْلِي المَساءْ

والثَّوانِي، كُلَّما دَغدَغتَها،          بِرَنِيمِ القَلبِ تَشتَدُّ سَناءْ

هي، لِلذِّكرَى، جِمارٌ حَيَّةٌ،          ولِلَسْعاتِ النَّوَى خَيْرُ دَواءْ

فَلْتَكُنْ دِفْئًا لَنا، في حَلِّنَا،          ولَدَى التَّرْحالِ، زادًا، ورِداءْ!

***

ها مَرَرتُم… وانقَضَى العامُ، فَهَل          يَنتَهِي ذِكْرٌ، وأَيَّامٌ وِضاءْ؟!

لَيتَ شِعْرِي… ولَيالٍ عَبَرَت،        بَعْثَرَت، في الرِّيْحِ، طَيْشًا، واشتِهاءْ

وانتَهَت دَرْبٌ، وأَحبابٌ مَضَوْا،          خاطِراتٍ، والتِمَاعاتِ ضِياءْ

نُوْثِقُ العَهْدَ، بِهَذا الحَفْلِ، في          هذه اللَّيلَةِ، في هذا الصَّفاءْ

أَنْ يَكُونَ الغَدُ حِضْنًا جامِعًا،          والفِراقُ المُرُّ، وَعْدًا بِاللِّقاءْ!

اترك رد