ماجد الدرويش يوقع كتابه الجديد “تاريخ طرابلس المملوكية ترويه حجارتها”

 

وقع الدكتور الشيخ ماجد الدرويش كتابه الجديد “تاريخ طرابلس المملوكية ترويه حجارتها” في مقر جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بطرابلس، بدعوة من الجمعية ومؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية.

حضر حفل التوقيع حشد من المهتمين، يتقدمهم النائب اللواء اشرف ريفي ممثلا بماجد عيد، النائب الدكتور طه ناجي، مفتي طرابلس والشمال سابقا الدكتور الشيخ مالك الشعار، الوزيران السابقان سمير الجسر وعمر مسقاوي، رئيس جمعية “مكارم الأخلاق” الدكتور عبد الحميد كريمة، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس رابطة الجامعيين غسان حسامي، عضو المجلس الوطني للإعلام إبراهيم عوض، ممثلا “لقاء الأحد الثقافي” العميد الدكتور أحمد العلمي والدكتور لامع ميقاتي، أمين عام الإتحاد الفلسفي العربي الدكتور مصطفى الحلوة، المهندس عبد الله بابتي، عبد الغني كبارة، وعضو المجلس البلدي الدكتور خالد تدمري.

في الإفتتاح النشيد الوطني ونشيد شاعر الفيحاء سابا زريق، ثم كلمة تقديم من عضو الجمعية الدكتور محمود درنيقة.

كريمة

وألقى عضو الهيئة الإدارية للمكارم سعود هاجر كلمة رئيس الجمعية الدكتور عبد الحميد كريمة فقال: “الكتاب الجديد للدكتور ماجد الدرويش الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذه الأمسية الطيبة قد تضمن وصفا دقيقا لمساجد وجوامع ومدارس طرابلس، وتحدث الكاتب عن الظلم التاريخي قديما وحديثا بحق مدينتنا التي نحب ونعشق وكأنني بالمؤلف يقول: إذا كانت الحجارة تروي حكاية طرابلس فالأحرى بنا نحن أبناء هذه المدينة أن نتحدث عن حاضرها وعن مستقبلها، فإذا لحقها الظلم فعلينا أن نعمل ونجتهد لإحقاق الحق ورفع الظلم عن هذه المدينة المنكوبة بمسؤوليها وسياسييها إلآ من رحم ربي”.

أضاف: “إذا أهمل سياسيو المدينة والمعنيون بأمورها والقيمون على شؤونها ولم يحافظوا على تراثها وآثارها، فنحن لن نقف متفرجين بل إننا ندعو إلى إنشاء لجنة تهتم بآثار هذه المدينة وتعمل على حماية تاريخها وتراثها وثقافتها المتنوعة ولتعود طرابلس محطة أساسية على الخارطة السياحية، وبما يعزز نموها ودورها الإقتصادي”.

زريق

كما تحدث الدكتور سابا قيصر زريق رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية فقال: “إن أكثر ما جذبني في مؤلَّف فضيلته الأخير، “تاريخ طرابلس المملوكية ترويه حجارتها” مقاربته العلمية لابحاث معمقة سهلت نصوصها إدراك تاريخ معماري مميز . فكم من مَعْلَم صامت، مستتر بتواضع، نمرّ بجانبه، دون أن نفيه حقه ولو بمحاولة قراءة ما كُتب عليه كحد ادنى. ولا بد أن عمل المؤلف كان مضنيا، في سعيه لفك رموز قد تعي غير الصابرين. فهو عزز مؤلفه بصور فوتوغرافية التقطها بنفسه للكتابات والنقوش على جدران المساجد واللوحات المركزة فوق أبوابها وفي أرقوتها ومنابرها ومحاريبها؛ فأضحت مراجع حقيقية تطلعنا على تاريخِ بناء المَعْلَم، وتسميته وتسمية بانيه ومهندسه وهندسته الداخلية وتفاصيله”.

وتابع: “أزاح المؤلِّفُ الستارة عن آثار مملوكية أخرى من نقوش على لوحات مركَّزة على سُبُل مياه أو شواهِدَ على تُرَب أو بقايا أبراج مملوكية وحتى كتابات على فرمان مملوكي محفورة على جدران قلعة طرابلس الصليبية. ولا أُخفي عليكم أن عصبية ما دفعَتْني إلى التساؤل عن السبب الكامن وراء تجاهل الكتاب للمدرسة الزريقية الشهيرة، التي أنشأها عز الدين أيبك الموصلّي عام 1298. فكان رد المؤلف عليّ شافيا عندما أبلغني بأسفٍ أن أثرا منها لم يتبقَّ ليمحّصه. وبالطبع لم يكن هذا المؤلَّف ليكتمل دون تعبير شيخنا عن استيائه وتظلُّمه من الإهمال المستمرّ لعاصمة لبنان الثانية من قبل جهات رسمية غائبة، مناشدا إعارتَها شيئا من الإهتمام، على أمل أن تلقى صرخته آذانا صاغية، لطالما كانت صماء”.

الدرويش

وتحدث المؤلف الدكتور الشيخ ماجد الدرويش فقال: “أثناء وجود كتابي؛ (تاريخ طرابلس المملوكية ترويه حجارتها)؛ في المطبعة، وبتاريخ 26 أيار 2022، أطلعني أستاذي العميد الدكتور هاشم الأيوبي على كتاب فخم جدا عنوانه:  (الخط العربي في العمارة : الكتابات في الآثار الإسلامية في مدينة طرابلس أيام المماليك) وهو من إصدار ثلاث مؤسسات، هي: المؤسسة الوطنية للتراث، وجمعية المحافظة على آثار طرابلس، والمؤسسة العربية للفنون، وذلك بمناسبة إعلان بيروت عاصمة للثقافة العربية ، وصدر الكتاب في 1 / 1 / 1999م، وفيه جهد كبير جدا تمثل بالدراسات التي تولاها مجموعة من أساتذة التاريخ والفن المعماري المميزين في لبنان. كما تجلت الأهمية الكبرى في مجموعة الصور المأخوذة بحرفية عالية ووضوح تام، ومن مواضع جيدة جدا”.

وتابع: “عندما أجريت بحثا عنه في دور النشر التي تبيع الكتب عبر الانترنت وجدتهم قد سعروه بــ (3.400.000) ليرة لبنانية. فكان في غلاء ثمنه عزاء بأن كتابي؛ الذي يحوي المعلومات نفسها حول المكتوبات التاريخية، وإنما بجهد فردي متواضع؛ وصوله إلى أيدي المهتمين متيسر مجانًا، يضاف إليه دقةٌ أكثر في تفريغ المكتوبات، وزيادٌة في مواضع لم يتمكن مصورو مادة الكتاب من الوصول إليها، وإن زادوا عليَّ في تصوير أماكنَ من زمن المماليك، إلا أنها لا تحوي معلومات تاريخية ذات قيمة، مثل قبر الأمير الطواشي في مسجد الطواشية في سوق الصياغين. هذا غير أن الكتاب كبير الحجم، غزير المادة، وكذلك كتاب أستاذنا الدكتور عمر تدمري (تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس المملوكية)، فهو كتاب حافل لم يترك شاردةً ولا واردةً تتعلق بالمَعْلَمِ المملوكي إلا وأتى بها من بطون المطولات ونوادر المخطوطات، فكان أشبه بالموسوعة التاريخية”.

وختم: “أما كتابي فهو مختصر المادة، مقتصر على ما جاء في الكتابات دون ذكر ما يتعلق بها من تراجم للسلاطين ونوابهم، إلا ما ندر مما هو ضروري لفهم السياق التاريخي للنص. وهناك دراسات أخرى سابقة بل وقديمة جدا حول الكتابات التاريخية في مدينة طرابلس”.

تدمري

وفي الختام، كانت مداخلة لضيف الشرف مؤرخ طرابلس الدكتور عمر تدمري حول مسيرته في كشف اللثام عن تاريخ طرابلس وآثارها المملوكية والعثمانية التي سعى جاهدا منذ سبعينات القرن الماضي أن يظهرها ويوثقها في كتاباته في حين لم يكن هناك موسوعة أو كتاب شامل يوثق هذه المعالم وما تحتويه من كنوز ونقوش وكتابات وزخارف وشعارات، وكان أول من وثق تلك المعالم الأثرية ورفع عددها التي كانت مسجلة لدى الدولة اللبنانية في قائمة التراث والآثار من 30 معلما إلى 185 معلما أثريا.

وتحدث عن مسيرته في هذا الإطار عندما عين موظفا في دائرة أوقاف طرابلس في 1972 وكان يزوره في المكتب الباحثون القادمون من دول أوروبية ومن العالم الإسلامي بحثا عن معلومات ووثائق تخص الآثار الإسلامية والمملوكية في طرابلس، حيث فوجىء حينها بعدم وجود اي مصادر ووثائق لدى الدائرة مما دفعه إلى التوجه في علومه لدراسة الماجستير ثم الدكتوراه متناولا تاريخ طرابلس الحضاري ومواقعها الاثرية.

وأشار إلى الابحاث الأكاديمية التي تضمنت توثيقا للنقوش والكتابات على ابنية طرابلس التاريخية، حيث اضاف الكثير من المعلومات والإكتشافات في هذه المجالات التي لم يكن قد تطرق إليها أي مستشرق أو باحث أو مؤلف من الذين وضعوا كتبا عن تاريخ طرابلس وقد أغفلوا عددا كبيرا من تلك المعالم ولم يتمكنوا من تحديد هويتها بل أخذوا الرأي بناء على ما ورد على لسان بعض المستشرقين الذين وقعوا في أخطاء كبيرة كتسمية برج السباع في الميناء، وهو في الحقيقة برج الأمير برسباي، وهذا البرج هو مملوكي وأحد أبرز المعالم الإسلامية الحربية في تلك الحقبة.

وتناول تدمري فترة تعاونه مع الوزير السابق للثقافة والتربية والتعليم العالي ميشال إدة الذي ساهم في حماية المراسيم المملوكية المنقوشة على الواجهة الخلفية للمدرسة القرطاوية وهي كنز اثري هام يضاهي المخطوطات والوثائق المكتوبة حيث نُقش على ذلك الجدار 8 مراسيم تعود إلى عصر المماليك وصادرة مباشرة عن سلطان دولة المماليك في القاهرة، مشددا على دعوة الباحثين لنشر هذه المعلومات والحفاظ على تلك المعالم وحمايتها من الإندثار منوها بأهمية المؤلف الصادر عن الدكتور الدرويش.

وبعد تقديم دروع تقديرية على المتحدثين من قبل جمعية المكارم، تم توزيع وتوقيع الكتاب للحضور.

اترك رد