سيدة النهايات

 

تعالي سيدة النهايات

لدي رصيدٌ كبير من الموت

يكفي لأكون شاهداً

جداريةً تنقشين عليها نصّك الأخير

تعاليْ قبلها وقبّليني أمام قبر أمي

قبلةّ طويلة كمسيرة نازحين

أولها عند خاصرة الدّفلى في “الجليل”

وآخرها عند صحراء “نيفادا”

  واطلقي أسماء القرى البائدة على جغرافيا الله

سأقيم لي وطناً بعيداً عن جشع الأنبياء

تعاليْ، إنهم يقضمونني شجرة شجرة

يجفّفونني نهراً نهراً

يمضغونني كلِبان

يمسحون اسم أبي الرباعيّ

واسم قريته عن شاهده،

هذا ما تبقّى لنا

هواء أصفر ينخّ من ثقل الفراغ

ظلال لأشباه ثائرين

سأبني متراساً هنا

أدافع عن آخر الميتين؛

صوت أمي

وتعاليْ،

بكل ما أوتيتِ من شبق الخراب

سأفتتح الليلة مقهى للصدى

وبعضِ فتات وطن

تعاليْ….

اترك رد