وقع السفير هشام حمدان الجزء الأول من مذكراته عن نظرية “الدبلوماسية الفاعلة في واقع دولة فاشلة: مهمتي في المكسيك 2013 – 2016″، في الحركة الثقافية – إنطلياس، في حضور عدد من الأصدقاء والمهتمين.
وألقى كلمة تناول فيها دور السفير والعمل الديبلوماسي الذي قام به لأعوام، مفندا نقاط مواجهته النائب جبران باسيل التي دفعت به الى التقاعد المبكر. وقال:” قد يعتقد البعض أن مذكراتي مسعى للانتقام من باسيل بعد النزاع الذي حصل بيننا وأدى إلى تقاعدي المبكر مع خسائر مادية جسيمة لي. هذا ليس صحيحا. هذه المذكرات كتبت بالأسلوب العلمي والأكاديمي، وهدفها الأول تسليط الضوء على واقع علاقات لبنان الخارجية ونظام العمل الديبلوماسي خلال مدة عملي في المكسيك والتي أمسك بمسؤولية وزارة الخارجية والمغتربين خلالها، الوزيران عدنان منصور وباسيل”.
وأشار إلى أن “المذكرات تحمل ثلاثة توجهات، الأول سرد الأحداث والإضاءة على مرحلة من التعاطي الديبلوماسي اللبناني مع الشؤون الخارجية والدولية، والغرض أن يطلع المواطن على خبايا من ممارسة الإدارة للسياسة الخارجية”، لافتا إلى أنه أورد في الكتاب “مراسلات وما ألقيته من محاضرات في الجامعات والمنتديات الأكاديمية التي زادت عن 45 محاضرة”. وتطرق الى “المنحى التثقيفي الذي تحمله المذكرات وتضمنت نقاشا تعريفيا أكاديميا يتناول المكسيك تاريخا واقتصادا ونظاما دستوريا وسياسيا، وموقعها الاقتصادي على المستوى الدولي إضافة إلى علاقاتها الخارجية والدور الذي لعبته في نظام العلاقات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة”.
وقال: “شرحت اهتمامات المكسيك في مواضيع الشؤون الدولية والعلاقات بين لبنان والمكسيك”.
وتناول مفهوم الدبلوماسية الفاعلة، “وشرحت في كتابتي فلسفتي للعمل الدبلوماسي، وناقشت دور السفير”، وتحدث عن تجاوز الوزير باسيل والعاملين في ادارته كل اعتبارات التراتبية في السلك الدبلوماسي… وهو أقام ماكينة عمله الخاصة فصارت الوزارة وزارتين: وزارة تضم مساعديه من حزبيين وتابعين تقوم بوضع الخطط، ووزارة تنفيذ هي الإدارة العامة”.
أضاف: “كرمتني المكسيك بعدد من الأوسمة عدا الوسام الوطني. وأقامت لي احتفال وداع. وكان هناك ثناء صريح للدور الاستثنائي والمميز الذي قمت به. ولم تنته مفاعيل الحقد ضدي مه نهاية مهمتي فقد قام القائم بالأعمال طرد موظفين في السفارة بعد مغادرتي، بسبب تعاونهم الوثيق معي . كما أنه أهمل ثلاثة اشجار أرز كنا زرعناها في حفل العيد الوطني في حديقة الجمهورية اللبنانية بمناسبة الذكرى السبعين للعلاقات بين البلدين وبحضور ممثلين لغبطة البطريرك الراعي والحكومة والسلطات المحلية والسفراء وكبار المغتربين، فيبست إحدى هذه الأشجار لكن شجرتي الأرز الباقيتين ما زالتا تقاومان الكراهية والعصبية الطائفية والميكافيلية السياسية حتى تاريخه”.
وختم: “أضع هذه المذكرات في خدمة المعنيين في الشؤون الاقتصادية والمالية والثقافية والتربوية والاجتماعية والملكية الفكرية والطاقة لمعرفة الفرص الكبيرة المتاحة لهم في المكسيك. وإنني ارجو أن تكون هذه المذكرات وثيقة عن ممارسات أهل السلطة مع مصالح لبنان في الخارج. فمثل هذه المعلومات قليلة ولا تحظى بالإهتمام علما انها جزء اساسي من متطلبات الإصلاح المنشود لاستعادة الدور المشع للبنان”.
ويتوزع هذا الجزء من الكتاب الصادر عن دار سائر المشرق في بيروت ويباع في المكتبات بسعر 350 ألف ليرة على قسمين بلغ عدد صفحاتهما حوالى الف صفحة بينها مجموعة صور.