مقتطفات من قصيدة “انا يا ناسُ قُدسيةَ” للأديبة والشاعرة الفلسطينية ميّ علوش (١٩٤٠-٢٠١٩) والتي كتبتها في بيروت شتاء العام ١٩٧١ في حنين لمدينتها التي تركتها عروساً ثمّ فصل الإحتلال الإسرائيلي ولسنوات طويلة بين مي والأهل والذكريات والأحلام المتكسّرة.
أنا يا ناسُ قدسيّة
ألم تَرو التهابَ النارِ في لمْحاتِ عينيّا؟
الا تبدو على وجهي إماراتٌ بطوليّة؟
أسيرُ على دروبِكُمو
وقدسي صورةٌ بالبالِ لا تُمحى ولا تُنسى
بناحيةٍ يُطلّ الطورُ والزيتونُ والمعبَد
وناحيةٍ يلوحُ السورُ والاجراسُ والمسجد
أنا والقدسُ كنّا اثنينِ مثل الطفلِ والمِذوَد
وكانت لي سماءُ القدسِ لو تدرونَ أغنيّة
وكان ترابها الظمآنُ احلاماً إلهيّة
وجاء الذُعرُ والاحزانُ جاءت هزّة المدفع…
وسالَ دمٌ على دربي
وسالَ الدمعُ في داري
رحلتُ بثوبي الاسود
أشقى من فتى المذوَد
وفي احشائي العطشى
فتىً لا زال لم يُولَد
جلستُ على دروبكمو جلوس العاجز المُقعد
وانتم تجهلون النار بين جوانحي تمتدّ…
تمرّ بخاطري صورٌ
لأوطاني، لاحوالي
وافتحُ أجمل الصور
بناحيةٍ يظلّ الطورُ والزيتون والمعبد
وناحيةٍ يلوحُ السورُ والأجراسُ والمسجد
ودَدتُ لو انني يوماً
أصيحُ على مسامعكم
أصيحُ بكل ما فيّا
بديل القدس لن ارضى
ومثل القدس لا يُوجد.
***
*من صفحة الأديبة مي علوش على فيسبوك