ألقيت في حفل ” فرح المواعيد” للأديبة كلود ناصيف حرب
سيدني ٦ تموز ٢٠٢٢.
لم يبقَ من بعدهم الا حكاياتُ
فالليل صار كئيباً، والصباحاتُ
وفي مناديلنا للحزن عاصمة
فبيننا البحرُ والمجهولُ قاماتُ
وكيف نرجع للحقل الذي امتلأت
يداه قمحاً، وضجّت فيه ناياتُ؟
حلّ الخريف على الأبواب، فارتحلت
عنّا الطيور واشعار مغنّاةُ
كانما الحيّ مهجور فلا احدٌ
يقول اهلا… ولا تحلو اللقاءاتُ
وقهوة الهال في الفنجان باردة
كأنّ من سكنوا في البيت امواتُ
ونحن نبحث عن كنز، فكم تعبت
منا المراكب، وامتدّت مسافاتُ !
يا أيّها البحر قل لي أين موعدنا؟
وهل لرحلتنا شطّ ومرساة؟
وهل سنعرف يوماً أين منزلنا؟
وهل يعانقنا أهل وساحاتُ؟
نحن المساكين، في أرواحنا عطش
وجوعنا أخبرت عنه الرواياتُ…
يا مركب الريح، إنّ العمر يسبقنا…
وفي صناديقنا رمل، وخيباتُ…
خذني هناك إلى روحي التي انتظرت…
هناك تحلو الليالي والرباباتُ…
***
*مشروع الأديب د. جميل الدويهي للأدب الراقي – سيدني ٢٠٢٣