«وعِندَما أَمشِي في طَرِيقِي إِلى هُمُومِ الحَياةِ أَجُرُّ رِجلَيَّ على الإِسفَلتِ المَحمُومِ وَراءَ القِرْشِ والرَّغِيفِ، وعَينايَ في ظُلُماتِ الأَرضِ، يَمشِي بِجانِبِي طِفلٌ وقَلبُهُ ورُوحُهُ وعَيناهُ تَتَطَلَّعُ إِلى هُناك… إِلى قَريَتِي!»
(الأَدِيبُ فُؤَاد سُلَيْمان)
(أُلقِيَت خِلالِ نَدوَةٍ حَولَ دِيوانِ «قَنطَرَةٌ فَوقَ الجَسَد»، لِلشَّاعِر ناجِي يُونُس)
أَرضَ الحَنِينِ… أَتَيتُ فَيحَكِ أَجتَلِي، شَهْدَ الكَلامِ، على حِماكِ الأَجمَلِ
خَفَقَ الفُؤَادُ، وقد عَلِمتُ بِأَنَّنِي سَأَهُزُّ سَمْعَكِ بِالبَيانِ المُرسَلِ
فَهَرِعتُ يَحدُونِي اللِّقاءُ، على لَظًى، والوَجْدُ بَينَ أَضالِعِي في مِرْجَلِ
وشَدا المِدادُ، بَرِيقُهُ، وعَبِيرُهُ، مِنْ طِيْبِ وَشْيِكِ في البِساطِ المُخْمَلِي
شِعْرِي، ونَسْجُ يَراعَتِي، وتَأَلُّقِي، هي مِنْ جَناكِ الغَضِّ، في عُمْرِي الخَلِيّ
بَعُدَتْ دُرُوبِي عن رُبُوعِكِ، غَفْلَةً، والدَّهْرُ قاسٍ، لا يَرِقُّ لِغُفَّلِ
تَااللَّه… يا مَغْنَى الطُّفُولَةِ، بَعدَنا هل حالَ لَونُ بَنَفسَجٍ، وقَرَنْفُلِ؟!
هل لم يَزَلْ في السَّفْحِ رَجْعُ غِنائِنا، بَينَ الحَفِيفِ، وفي رَنِيْمِ الجَدوَلِ؟!
هل لم تَزَل، فَوقَ الثَّرَى، آثارُنا، يَومَ الصِّبا وَلَهٌ، ونَغْمَةُ بُلبُلِ؟!
يَومَ العُيُونُ، بِغُنْجِها، تَرمِي الهَوَى، وفَتًى يَخُرُّ، كَعابِدٍ في هَيكَلِ
رُوْحِي، وَمَرَّتْ ذِكرَياتِي عَبرَهَا، نَشْوَى… فَهَلْ لِي، بَعْدَ ذا، مِنْ سَلسَلِ؟!
زَهْرٌ مِنَ الماضِي العَبِيْقِ حَفِظتُهُ، زادًا لِلَيلاَتِ الخَرِيفِ المُقبِلِ
أَهلِي، وخُلاَّنِي، ومَهْدُ صَبابَتِي، ومَرابِعِي، وشَذا الهُيامِ الأَوَّلِ
يا كُوْرَتِي… جافَيْتُ حِضْنَكِ ناشِدًا رَغْدَ الحَياةِ؛ فَهَلْ سَأَبلُغُ مَأْمَلِي؟!
لا… لَنْ يَحُمَّ سِواكِ تَوْقَ جَوارِحِي، حَتَّى وَلَوْ تَرَفُ البَسِيطَةِ باتَ لِي
هانِي ومالَتْ لِلشُّحُوبِ نَضَارَةٌ، سُحْبُ الكَآبَةِ، عِندَ ذِكرِكِ، تَنْجَلِي
عَهْدًا… وذُخْرُكِ في الفُؤَادِ مُؤَثَّلٌ، وهَواكِ يَجرِي في نَجِيْعِي المُثقَلِ
سَأَعُودُ في لَيلِي، لِطَيفِكِ، أَرتَجِي لُقْياهُ، في بالِي، وَجَفْنِي المُسْبَلِ
قَلبِي هُنا سَيَظَلُّ، مَهْما طالَ بِي، عَنْكِ، النَّوَى، وثَوَى، هُنالِكَ، مَنزِلِي!
مرتبط