أفكار اغترابية… للعام ٢٠٢٣ / عام الإبداع المهجريّ

 

صدر عن “مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابية للأدب الراقي” البيان التالي:

تتواصل مسيرة إبداعيّة، بوحي من المحبّة التي تنقل الجبال. ونحن نؤمن بأنّ محبّة الناس هي التي وضعت أكثر من ٣٦ كتاباً على الطاولة، اي حوالي ثلث إنتاجنا الإبداعي في أستراليا. والذين حملوا الكتب إلى بيوتهم، حملوا ما انجزوه بفعل المحبّة، فليس لنا نحن فضل سوى فضل الله والمحبّين علينا.

فرحنا بالوجوه، والقلوب، والابتسامات. ووفّرنا موضوعاً للتأريخ… حشد رائع وكبير، وكمّيّة غير مسبوقة من الكتب التوعيّة الرفيعة… واحتفاليّة بمنح جوائز أفكار اغترابيّة لكبار كرّمونا.

ولأنّنا ننظر إلى فوق، وإلى الأمام، ولا نسمع إلا صوت الضمير والصدق، اطلقنا على عام ٢٠٢٣ اسم “عام الإبداع المهجريّ”، وتحت هذا الاسم ستجري فعاليّات العام، تتويجاّ لإصدار حوالي ١٦ كتاباً جديداً… وهي برهان، من غير ادّعاء، على مرحلة متقدّمة من مراحل أدبنا المهاجر، المتنوّع، والغني، والمعبّر عن الرقيّ والعزّة الإنسانيّة، والرافض للغة السطحية، ونصوص الشتيمة والإقذاع.

سيكون عام ٢٠٢٣ عام الشعر لمن يكتبون الشعر، وعام النثر لمن يكتبون الرواية والقصّة القصيرة، وعام الفكر لمن يكتبون الفكر لإنسانيّة خلاّقة، وعام الأكاديميا لمن وضعوا دراسات في حقل العلم والمعرفة… ففي نظرنا ليست كلمة أديب لقباُ، بل هي فعل عطاء، وتثبت بالوثائق. أمّا المؤسّسات الثقافية، فهي التي ترعى الأعمال الجليلة، ولا تنشئ أحزاباّ وجماعات، بغضّ النظر عن نسبة العطاء ونوعه. وزعيم المدرسة يجب أن يكون كوكباً للإبداع، يحمل رايته، ويكون من قلب الأدب والثقافة لا طارئاً يسعى إلى الشهرة. وشتّان بين من يسهر  ويضحّي ويتعب، ويهرق دموع الليالي، وبين من يسعى إلى القطاف من غير تعب. ونسبة الدفق الإبداعيّ لغير أصحابه الحقيقيّين نسبة غير صحيحة، تدحضها الأرقام والمنجزات.

وكما دعونا في العام ٢٠١٤، ندعو مجدّداً كلّ مبدع إلى الانتماء لمدرسة صادقة وأمينة، وإن كانت ظروف نأنف عن ذكرها، لم تسمح لكثيرين بأن يكونوا معنا، فالباب ما زال مفتوحاً لمن يريد أن يسجّل اسمه في كتاب التاريخ بأحرف من نور وسطوع … وعندما سيكتب الدارسون عن أدب مهجريّ في أستراليا، سيكتبون عنّا جميعاً وعمّا أنجزناه معاً… والطريق إلى الأمام طويل، يرسمه الأوفياء، ويعبره المختارون والطيّبون.

اترك رد