أخذتُ معي حِجاباً
من صلاةِ أبي
وبعض الخبز والزيتون
فوق سفينة الخشبِ…
وعند الشاطئ المهجور
صرتُ مشرّداً في الليل والغضب…
وحين وجدت عينيها
ظننت الروح قد عادت إليّ
فإنّ عينيها كلامُ الشعر
في الكتبِ…
ومن وحي ابتسامتها
بنيت مدينةً لنبي…
ولم أخبرْ حكايتها
ولو ألبستُها شالاً من القصب…
وقال الناس:
كيف تغيّرت جدّاًَ؟
ومن أهدى لها عقداً من الذهبِ؟
وما كانت ضفائرها مرتّبةً
ولا ضحكت بلا سبب…
فهل عرفوا بأنّي زرتها
ومشيت بين مسامها
في ساعة الشغب؟
وكم أحببتُ قبلتها!
وكم غازلتُ لون الكحل
في الهدُب!…
ولكنْ فجأة رحلتْ
وما قالت:
وداعًا يا أخا العربِ…
فلم يبقَ معي ألا ّ معاناة
وأحمالٌ من التعبِ…
وإنْ عاتبتُها
ما النفْع من عتَبي؟
فمنذ تبعثرتْ في الريح قصّتنا
أبيعُ الحزنَ والإحباطَ
في العُلبِ.
***
*جميل الدويهي: مشروع أفكار اغترابيّة للأدب الراقي النهضة الاغترابيّة الثانية – تعدّد الانواع 2022