لِقاءُ الوَفاء!   

       

 

 

(عِندَما اعتَزَلتُ التَّعلِيمَ، تَنادَى جَمْعٌ مِنَ الزُّمَلاءِ، الأَصدِقاءِ، إِلى تكرِيمِي في غَداءٍ في مَطعَمِ الدُّلْبِ، بِكفَيَّا، فَكانَت هذه القَصِيدَةُ لِلمُناسَبَة)

 

تُرانِي ما أَقُولُ… وفي نَجِيعِي      مِنَ التَّذكارِ ما يَبرِي ضُلُوعِي

عَقَدتُ الرَّأْيَ أَنْ أَرعَى خِرافًا،      فَأَرَّقتُ الظَّلامَ على شُمُوعِي

وأَخلَصتُ الكِفاحَ، على تَفانٍ،      فَلَوَّحَ، بِاليَنِيعِ، جَنَى رُبُوعِي

وقُدْتُ إِلى بَرارٍ مُعشِباتٍ،      وغُدرانٍ مُرَنِّمَةٍ، قَطِيعِي!

***

سَرِيعًا مَرَّتِ الأَيَّامُ، حَتَّى      حُسامِي فُلَّ، وانثَلَمَت دُرُوعِي

فَآثَرتُ الوُقُوفَ، وفي يَمِينِي      لِوائِي، والمُهَنَّدُ في سُطُوعِ

على عَنَتٍ، وصَرْفُ الدَّهْرِ قاسٍ،      يَؤُولُ، بِما رسَمتُ، إِلى الخُضُوعِ!

     ***

أَعِيشُ مع الخَيالِ مَدَى نَهارِي،      فَأُدفِئُ، في عُذُوبَتِهِ، صَقِيعِي

وإِذْ أَغفُو يَعِزُّ، عليهِ، نَأْيٌ      فَيُمسِي سَكْرَةَ الحُلْمِ الوَدِيعِ

تُرَى، وطَوَيتُ عُمرًا مُستَفِيضًا      مع الأَرقامِ، قد أَوفَى هُجُوعِي

فَشابَت هِمَّتِي، وخَبا فُؤَادِي،      وكانَ، على صَباحاتِي، شَفِيعِي؟!

 ***

أَحِبَّائِي… صَبَوتُ إِلى لِقاكُم،      وبِي نَهَمٌ إِلى الأُنْسِ الرَّفِيعِ

إِلى اللُّطفِ الحَفِيِّ، بدا جَلِيًّا      على وَجَناتِكُم، ونَدَى الصَّنِيعِ

أَوَدُّ لو انَّ قَلبِي، في يَراعِي،             مِدادٌ كي أُسِرَّ، لكم، بِجُوعِي

فَيَخذُلُنِي، وما، يَومًا، تَوانَى            أَمامَ خَواطِرِي، عِندَ النُّزُوعِ

صِحابِي… ذا المَكانُ، على شَذاكُم،            أَخالُ سُجُوفَهُ حُلَلَ الرَّبِيعِ

ويَغمُرُنِي الوَفاءُ، فَإِنْ أُوَارِي،         بِيَ، الرِّعْشاتِ، تَخذُلُنِي  دُمُوعِي!

   ***

فَيا أَسيادَ مَنْ زَخَرَت رُباهُم      بِطِيبِ الوَردِ، والثَّمَرِ اليَنِيعِ

إلَيكُم بَعضَ ما وَشَّى فُؤَادِي،      حَضَنتُ رُؤَاهُ، كالطِّفلِ الرَّضِيْعِ

أَرَدتُ، به، امتِنانِي، لَيتَ شِعرِي،      كما الأَنغامُ، يَنزِلُ في السَّمِيعِ

أَحِبَّائِي… وَفاكُم باتَ، عِندِي،      كما التَّحنانُ لِلقَلبِ الهَلُوِعِ

وشِعرِي، الآنَ، مِنْ فَلَذاتِ رُوحِي،      أَقاحٌ مِنْ سَنا رَوضِي البَدِيعِ

سَكَبتُ، به، هَوايَ إِلى عُهُودٍ      نَأَتْ بِصَبابَةِ الجَفنِ الدَّمِيعِ!

 ***

سَكَنتُ الشِّعْرَ… كانَ به هُيامِي،      فَباتَ، لِفَرْطِ ما يُغوِي، ضَجِيعِي

رَسَمتُ به هَوايَ، وما تَلَظَّى      مِنَ الصَّبَواتِ في قَلبِي الوَجِيعِ

وفي مِحرابِهِ أَحرَقتُ عُمرِي،      بَخُورًا، في القِيامِ، وفي الرُّكُوعِ

فَلِلأَرقامِ كَان وَفِيرُ دَأْبِي،      ولكنْ لِلقَرِيضِ مَدَى خُشُوعِي

سَهِرتُ، أُدَبِّجُ الأَشعارَ، صَبًّا،      فَأَلوِي حَملَةَ الرَّقمِ الدَّفُوعِ

فَما سَفَّ التَّناجِي في رِقاعِي،      ولا هَبَطَ البَيانُ إِلى الوَضِيعِ!

 ***

قَنادِيلِي أَضَأتُ، على شَبابِي،      فَآمالِي مَدَى الأُفْقِ الوَسِيعِ

فَعِشتُ جَوايَ، ما لَطَّختُ، يَومًا،      جَنايَ، بِزَلَّةِ النَّزِقِ، الرَّقِيعِ

وَهَا طالَ الطَّوافُ، فَكَلَّ عَزْمٌ،      ونادانِي الجَنانُ إِلى الرُّجُوعِ

فَهَل وَفَدَ الخَرِيفُ على رِياضِي؟!      وَهَل بَلَغَتْ شَواطِئَها قُلُوْعِي؟!

اترك رد