“إنتاجي الفني انعكاس لطبيعة الحياة تحت الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة”، هكذا يحدد الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد الزمار فنه الذي يبدع أعمالا فنية من بقايا صواريخ وشظايا قنابل وعبوات غاز فارعة وأظرف طلقات استخدمها الجيش الإسرائيلي في هجمات على قطاع غزة، بهدف توجيه رسالة من خلال استخدام أدوات القتل والتدمير في إنتاج عمل إبداعي.
يقيم محمد الزمار (30 عاماً) في مخيم البريج للاجئين في غزة ويرى أن الفن يختلف في فلسطين وفي الذات يعني في قطاع غزة. الفن هو صورة… “هو مرآة الفنان ومرآة الشعب الفلسطيني. الفنان يعكس ما يعيشه الشعب الفلسطيني من معاناة والحرب والقصف والتهجير. فكان لا بد يعني من الخروج بفكرة تعكس ما نعيشه من واقع.”
يضيف: “الفكرة هي عكس فكرة الاحتلال الإسرائيلي وتحويل الشظية من موت ودمار وحرب إلى حياة.. رسالة إلى العالم أننا شعب فلسطيني نحاصر ونقتل ونهجر منذ 48… يعني منذ أكثر من 65 عام.”
ويتولى رياض عبد السلام صديق محمد الزمار مساعدة صديقه الفنان في جمع الشظايا وبقايا القذائف الإسرائيلية ليستخدمها في عمله الإبداعي. يقول: “أنا شجعت محمد عندما لمست أنه يتقن التعبير عن أفكاره من خلال الفن.”
شيك مقاومة
كان ناشطون فلسطينيون جمعوا عبوات الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وذخائر أخرى استخدمتها القوات الإسرائيلية لمواجهة المحتجين الفلسطينيين، وصنعوا منها قطعاً فنية ضمها معرض ” شيك مقاومة” في رام الله وبيت لحم بالضفة الغربية، بهدف تسليط الضوء على أدوات القمع التي تستخدمها إسرائيل لمواجهة الفلسطينيين خلال احتجاجاتهم على الجدار الأمني والمستوطنات اليهودية، وإيصال رسالة بأن أدوات القتل والقمع يحولها الفلسطينيون، بصمودهم وتحديهم، إلى أدوات تبعث الحياة والأمل والصمود. كذلك يشكل فرصة لكي يدرك العالم عن كثب الممارسات الإسرائيلية.
حول المعرض قال أنور أبو عيشة، وزير الثقافة في السلطة الفلسطينية، إن هذا العمل الفني يعبر عن ثقافة الصمود والمقاومة “اللاعنفية” الفلسطينية. وأضاف أنه يلفت الانتباه إلى الاضطهاد الصهيوني ووسائله المجرمة، مبينا أن الأسلاك الشائكة التي يظهرها المعرض لا يستطيع مخلوق حيواني صغير اجتيازها، وتمثل أبشع وسائل القمع والفصل العنصري في العالم.
بدوره اعتبر مصطفى البرغوثي، سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن المقاومة الشعبية الفلسطينية تضع العالم أمام مشهد النضال من أجل العدالة ضد العنف.
أضاف أن هذا الشكل من المقاومة عرّف الكثير من شعوب العالم بالقضية الفلسطينية، وأصبح كثيرون يربطون، لفضله، بين نضال الفلسطينيين والنضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ويؤمنون بحق الفلسطينيين في الخلاص من الاحتلال على أراضيهم.
وأصبح جدار الفصل العنصري واقعاً، فصل الفلسطينيين عن أراضيهم الزراعية وصادر أحواضاً مائية هامة في الضفة الغربية. وقد بدأ بناؤه عام 2002 على طول أكثر من 700 كلم في الحدود الغربية للضفة بحجة حماية أمن إسرائيل من هجمات المقاومة الفلسطينية.
شاركت قرى في مناطق رام الله ونابلس وقلقيلية وبيت لحم والخليل في احتجاجات أسبوعية ضد ما بات يعرف بنظام الأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي الذي يحرم الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف الجدار.
كلام الصور
1- 2- 3- 4: من أبرز المعروضات