في احتفاليّة غير مسبوقة، ولم تعرف الجالية مثيلاً لها في تاريخها الطويل، وربما لم تعرف الأمة العربية مثلها، تجلّى فيها الحضور الكثيف من الأصدقاء ومحبّي الكلمة والمتذوقين، وأكثر من 36 كتاباً مختلفة الأنواع الأدبية والفكرية للأديبين مريم رعيدي الدويهي ود. جميل الدويهي مؤسس مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي – النهضة الاغترابية الثانية في تعدّد أنواعها.
احتفالية تعبّر بصدق عن أن جاليتنا العربية في أستراليا جالية رفيعة، ونبيلة، وخيّرة… تحب الثقافة وتساعد في نهضة الحضارة، وتضع يدها مع الدويهي في رافعة الأدب المهجريّ الذي أراده خارج إطار التقليد والنمطيّة الجامدة.
على الرغم من أن الدعوات كانت خاصة، امتلأت الصالة بالحضور النوعي. والظروف حكمت علينا أن نكون في هذه الصالة بعدما حجزنا صالة أكبر منها بكثير، وأجّلنا الاحتفالية مرتين بسبب الوباء، ولم نتمكن من الحصول على الصالة ذاتها التي حجزناها من قبل. ونعد بأننا في المرة المقبلة سنكون في صالة أكبر، والدعوات ستكون لكل الأصدقاء.
محبّون كبرت قلوبنا بهم، لم يبحثوا عن الأسماء والمواقع، متواضعون جلسوا في كل الأمكنة وفي القلوب. لم يكن هناك تشريفات. أسرة واحدة… تجتمع في رحاب الأدب الراقي، وتتفاعل مع حدث يجمع الحقيقة والخيال في إطار واحد، ونقيّ وعميق.
الفنّان الرائع محمّد الشريف، صاحب “بدويست بدويّة” غنّى “الربيع” للراحل الكبير فريد الأطرش، بمرافقة العازف المبدع ابراهيم ساروفيم، وقلّد الدويهي الشريف درعاً تقديريّة، ثم كان تقديم من طراز رفيع كالعادة، من سيدة الحنين، سيدة الحضور، رفيقة الدرب الإبداعي، صاحبة البستان المتنوّع ألواناً وعطاء، الأديبة والإعلامية كلود ناصيف حرب التي ضحت بالكثير من أجل المشروع وزوجها الصديق الغالي سايمون حرب. وألقت كلود نصّين من أعمالها “الكنزة الزرقا”، ونصاً آخر من كتابها “عيناك مرفأ لحنيني” أهدته للأديب الدويهي. وألقى الزميل الإعلامي إدمون طوق كلمة الدكتور عماد يونس فغالي مؤسّس منتدى لقاء في لبنان، ثم كان تقديم جائزة الأديب د. جميل الدويهي لكوكبة من المبدعين عن العام 2021.
الشاعر المتميّز والرفيع طوني رزق ألقى قصيدة من روائعه، جمع فيها بين جميل ومريم بطريقة ساحرة، كعادته.
الأديبة مريم رعيدي الدويهي، ألقت مجموعة من نصوصها الرقيقة المفعمة بالروح والحنين للأرض والوطن. وكانت بعدها كلمة من الأديب د. جميل الدويهي، رحّب فيها بالأحزاب والمؤسسات والأدباء والإعلاميين والحاضرين جميعاً، وشكر مَن كتبوا عن أدبه وعن أفكار اغترابيّة. ثم قدّم جائزة الأدب الراقي للعام 2022 لنخبة من المبدعين.
وقدمت الأديبة كلود ناصيف حرب وزوجها سايمون حرب لقب “عميد أدباء المهجر” إلى الأديب الدويهي الذي قال إنّه يعتز بهذه الدرع لأنها من بستان الإبداع، ولأنها تتضمن كلمة “مقارنة”… وهو كناقد أكاديمي لا يؤمن سوى بالمقارنة فيصلاً لتحديد الإبداع، بعيداً عن المديح والتقويمات التي لا تستند إلى واقع.
وألقى الدويهي بعد ذلك مجموعة من قصائده بالعاميّة والفصحى. ثم كرّم المطرب المهجريّ الراحل محمّد عرابي والشاعر المهجري الراحل يعقوب حنا. وألقى نجل الشاعر حنا، طوني حنا مقطعاً شعريّاً من خارج البرنامج تعبيراً عن شكره ومحبّته. وكانت في الختام ضيافة. وحصل كل ضيف على 7 كتب من مجموعة كبيرة من الأعمال التي عُرضت للعيان، كدليل على نهضة اغترابيّة فاعلة، تَثبت بالمقارنة.
***
*مشروع أفكار اغترابية للأدب الراقي – سيدني 2022