صدر عن مشروع الأديب د. جميل الدويهي أفكار اغترابية للأدب الراقي البيان التالي:
تكتب الأديبة د. ميرنا ريمون شويري قصّة أدب المهجر التي كان أبطالها كثيرين، أهمهم جبران خليل جبران وأمين الريحاني وميخائيل نعيمة. وتقول إنّ هذه القصّة لم تنتهِ بعد. “الدكتور جميل الدويهي، الملقب بعميد أديب المهجر يتابع مسيرتهم، وهو لبناني هاجر من شمال لبنان إلى أستراليا. وقد عانى وعايش ظروفاً مشابهة للظروف التي عاش فيها أدباء المهجر الأوائل. وهذه الدراسة تضيء على تجربة الدويهي في متابعة مسيرة أدباء المهجر، كما تبرز ملامح قلمه الذي تفرّد فيه عنهم، إلا أنها تركّز أيضاً على تجربته النثرية، وذلك لأنه كالأدباء الأوائل، تميز أدبه بتنوع الشعر والنثر. كما أن أديب المهجر المعاصر حوّل الأنظار إلى أستراليا، بعد أن كانت حركة الأوائل في أميركا”.
تقسم د. شويري بحثها الأكاديمي إلى 3 أقسام: الرواية، الفكر والقصّة القصيرة، وتناقش نماذج من كلّ نوع، وصولاً إلى خاتمة، تقول فيها: “إن الدويهي ركز على القضايا الإنسانية والإجتماعية، ومن النادر أن نكتشف أية ملامح لانتمائه السياسي.
و أخيراً يمكن القول إنّ أدب الدويهي تكملة لمسيرة بدأت مع أدباء المهجر الأوائل. و هذه المسيرة لها جذور في الشرق والغرب، وتحضّر لإنسانية جديدة. وفي هذا العالم المظلم الذي نعيش فيه اليوم، لعلّ الأدب أصبح أملاً لنا أن يتغير مصير هذا العالم الذي يملأه الحقد. من هنا تكمن أهمية الإضاءة على أدب الدويهي، أدب القيم والمبادئ السامية، والوئام والمحبة الحقيقية… وسيمضي وقت طويل قبل أن يغطي النقاد جميع ما كتبه أديبنا المهجري شعراً ونثراً وفكراً وتأريخا ودراسات، بالعربية والإنكليزية… وأتمنى أن تُكتب دراسات أكاديمية عن نثره وشعره على حد سواء،لأنه يمثّل ظاهرة نادرة، هي ظاهرة التعدد في الأدب، وقد ترك لنا أيقونات في جميع الأنماط التي كتبها”.
وتقول عن تنوّع الأدب الدويهي: ” و الدويهي كأدباء المهجر الأوائل، يلجأ إلى عدة أنواع أدبية، بعكس أدباء كثيرين في مجتمعنا العربي يكتبون نوعاً واحداً، كالشعر، والرواية، والقصّة القصيرة، والمقالة، ولا يحيدون عن النوع الذي يعرفونه، وهذا التخصص لا يتبعه الدويهي، فتخصصه في جميع الأنواع التي يتجوّل فيها بحريّة. وكأنّي به يطبق ما جاء به مايكل باختين Mikhail Bakhtin، وهو تقنية Hetroglassia التي تعني أنّ أيّ عمل أدبي يجب أن يشمل كل الطبقات والفئات الاجتماعية واللهجات وأنواعاً أدبيّة كثيرة. وهذه النظريّة تتصدّى لدوغمائيّة الأدب في الاتحاد السوفياتي والذي تميّز بأحاديّة النظرة والإيحاء. وهذا النوع من الأدب التعددي ينتصر الآن”.
شكراً جزيلاً للأديبة د. ميرنا شويري التي تضمّ كتابها الأكاديميّ إلى أكثر من 22 كتاباً صدرت عن أدب الدويهي حتّى الآن. ونبارك لك صديقتنا الغالية توجّه كتابك إلى المطبعة، ونشره بعد قليل على موقع الكتب الخاصّ بالأديب د. جميل الدويهي www.jamildoaihi.com.au