كنت من أوائل الذين دعوا إلى ثورة فكرية وحضارية تغير النهج القائم، ومقالاتي عن “ضرورة” الثورة، قبل ثورة ١٧ تشرين بعامين وثلاثة، موثقة في أرشيف جريدة المستقبل الأسترالية، وقصيدتي “شعب عليه تمثل الأدوار” كتبتها في العام ٢٠٠٧ في لبنان، وفي روايتي “طائر الهامة” (٢٠٠٧) دعوة صريحة لتغيير الوضع القائم. ومثلها روايتي الأخيرة “حدث في أيام الجوع” (٢٠٢١)،
غير أن رؤيتي هي رؤية سلام ومحبة، وأعتقد دائما ان الثورة لا ينبغي أن تكون عنفية، ولا حكرا على فريق دون آخر، وأي سياسي أو إنسان عادي يرغبان في التغيير نحو الأفضل، يحق لهما ان يكونا في قلب المحاولة،
كما أعتقد أن هناك العديد من النواب والوزراء والمسؤولين في لبنان يتمتعون بالحس الوطني والاخلاقي، ويتعاطفون مع قضايا الشعب، ويعملون بتجرد للمصلحة العامة، ومن الاجحاف ان نضع الجميع في كفة واحدة.
وفي بوم ١٧ تشرين بالذات، دعوت الرئيس اللبناني أن يكون هو طليعة الثورة، فينشئ محكمة ميدانية طارئة بمعاونة الجيش، ويحضر إليها جميع المسؤولين لسؤالهم: من أين لك هذا؟ فمن تثبت براءته يبرأ، ومن تثبت إدانته يعاقب. وتلك الدعوة بالطبع لم ولن تلقى آذانا صاغية في ظل الوضع السائد والحمايات التي توفرها الأحزاب والمراجع لكل سياسي.
بناء على ما سبق، فإن موقفي من الانتخابات الحالية هو موقف غير مسيس، ولست محسوبا على أي فريق سياسي، وإذا كانت لي ميولي الخاصة، فإنني أحتفظ بها لنفسي، وأعبر عنها بشكل حضاري وانساني، في افتتاحياتي التي لا تنقطع في جريدة المستقبل الأسترالية، وأفتخر بأنني دائما مع الشعب. أما الدعوات التي توجه إلي من أي فريق في أستراليا، فإنني ألبيها بدون أدنى تمييز، كإعلامي ومدير تحرير لجريدة، مع محبتي للجميع.