بين 3 و13 آذار 2022، احتضنت بيروت تظاهرة ثقافية ضخمة أعادت إليها دورها كعاصمة الثقافة والنشر والحرية والتنوع، بعد سنوات ثلاث من جفاف ثقافي وتصحُّر فكري، فرممت الشروخ التي سببتها الأزمات المتلاحقة والجوائح المتراكمة في النفوس ورسمت الفرح على وجوه رافقها البؤس والحيرة والضياع طويلا.
على بُعد كيلومترات من مرفأ بيروت الذي شهد أسوأ انفجار في التاريخ الحديث بعد هيروشيما، نظم النادي الثقافي العربي معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ 63، في قاعة مركز “سي سايد آرينا”، تحت شعار “بيروت الصمود.. بيروت لا تنكسر، بمشاركة 96 دارًا للنشر.
افتتح المعرض رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بمشاركة حشد من أهل السياسة والفكر والثقافة والإعلام، وسجل على مدى أيامه العشرة حضور عشرات آلاف الزوار من مختلف المناطق غالبيتهم من طلاب المدارس والجامعات، وتنوعت نشاطاته الثقافية بين تواقيع الكتب (أكثر من مئتي كتاب) وندوات (عشرين ندوة علمية وثقافية)، وأمسيات شعرية وفنية (عشر).
“منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” حجز له مكانة فاعلة في قلب هذه التظاهرة الضخمة من خلال جناحه الذي جاور دور النشر المشاركة وتفاعل معها ومع الزوار، ورغم أن خطوته هذه هي مساهمته الأولى في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كونه حديث النشأة، إلا أنه نجح في خلق حالة ثقافية وإنسانية وتواصل مباشر بين الزوار والكتاب من خلال تقديم منشورات المنتدى هدية إلى كل متذوّق للكلمة.
افتتح الجناح الخميس 3 آذار الخامسة عصرًا مع رسم مباشر من وحي المناسبة للفنان التشكيلي جهاد كدم، واستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي زاره خلال جولته في المعرض، وقدمت له رئيسة المنتدى الشاعرة ميراي شحاده مجموعة مؤلفات شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي.
استقطب الجناح على مدى أيام المعرض الزوار من أهل الفكر والسياسة والإعلام والقضاء والمحاماة والأساتذة والطلاب والفنانين… وكان مساحة لقاء وتعارف بين الزوار شكلت غنى في الفكر والوعي، وأعادت التواصل بين الكاتب والكتاب من جهة وبين الجمهور من جهة أخرى…
توزعت نشاطات “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” بين تواقيع الكتب بمعدّل ثلاثة تواقيع في اليوم، والأمسيات الشعرية والتكريمات، وتنظيم يوم فلسطين في الجناح، فضلا عن إجراء مقابلات مع الأدباء والشعراء الذين وقعوا كتبهم في جناح المنتدى نقلت مباشرة على صفحتي “ميزان الزمان” لصاحبها يوسف رقة و”زمان الأخبار” لصاحبها محمد علي رضا عمرو على فيسبوك وعلى صفحة شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده على فيسبوك بإشراف الناشطة الإعلامية الشاعرة إكمال سيف الدين. كذلك كان لرئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي إطلالات إعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة ركزت فيها على رسالة المنتدى في التثاقف والتعرّف إلى الآخر والتفاعل لابتكار حالة فكرية تعزز رؤية عبدالله شحاده للثقافة وتعمق التبادل الفكري القائم على الأبعاد الإنسانية، ومما قالت: “تحسّسًا منا بالأوضاع الاقتصادية الصعبة أردنا ان تكون منشوراتنا مجانية، لنتشارك مع الآخر ونرفع الكلمة سويًا. كلمتنا لا تباع وأي قيمة مادية لا تفي الكلمة المكتوبة حقها. المعرض، بالنسبة إلي خطوة أمل نحو مستقبل باهر لبيروت”.
تواقيع الكتب
-الجمعة 4 آذار
وقعت الكاتبة إيفون الضيعة “آخر ما قاله لي الله” (11-2) والكاتبة ميشلين مبارك “أنا بيروت” (4-8)
-السبت 5 آذار
وقعت الدكتورة سحر حيدر “غلالة الشمس” (2-5)
ووقع الشاعر سعد الدين شلق “لو يزهر الجمر” (6-8)
-الأحد 6 آذار
وقعت الشاعرة مارلين سعادة “ابعد من حدود الوجود” (4-8).
-الاثنين 7 آذار
وقعت الشاعرة أمل صانع “دروب” (1-4)
ووقع الدكتور مصطفى الحلوة “مطارحات في أروقة المعرفة” (4-6)
-الثلاثاء 8 آذار
وقعت الإعلامية كلود أبو شقرا “ثائر يزرع الأمل”(11-2)
ووقعت الشاعرة جمانة السبلاني “أناي” (3-8)
-الأربعاء 9 آذار
وقع الكاتب يوسف طراد “قراءات فلاح” (11-2)
ووقع د. ياسين الأيوبي “من وراء الحُجب” و”لطائف الكَلِم” (2-4)
ووقعت الروائية لونا قصير “غرفة مُغلقة” (4-6)
-الخميس 10 آذار
وقعت الشاعرة فاتن شيمي “أغار” (5-6)
ووقعت الكاتبة رشا بركات “لم أتذوّق برتقال جدي” (6-7)
ووقعت الشاعرة نجاح الداعوق “نبض حرف” (دار فواصل) السابعة مساء.
-الجمعة 11 آذار
وقع الشاعر تمام دكدك “حريق حرف (2-5)
ووقع الشاعر شربل زغيب “خيط النور” (6-8)
-السبت 12 آذار
وقع الكاتب اسعد مكاري “شامات الحروف” و”لن اقيم حفلة للصيف” (12-2)
ووقع الكاتب ابراهيم الاسعد “الندى” (2-4)
ووقعت الشاعرة ميراي شحاده “بوهيمية” (5-7)
-الأحد 13 آذار
وقع الدكتور انطوان شوفاني “في البدء” (11-2)
ووقع الدكتور جوزاف ياغي الجميل “اكتب باسم الحب” (3-6)
نشاطات ثقافية منوعة
-عند الخامسة من مساء السبت 5 آذار 2022 نظم المنتدى أمسية شعرية بعنوان “على درب الشعر من طرابلس الى بيروت” شارك فيها: الشاعر زين الدين ديب، الدكتور رياض عبيد، الشاعر سعد الدين شلق. حلّت الدكتورة يسرى البيطار ضيفة شرف في الأمسية التي قدمتها الشاعرة ميراي شحاده.
افتُتحت الأمسية بالنشيد الوطني ثم استهلتها الشاعرة ميراي شحادة بكلمة تحية من الفيحاء إلى بيروت مما جاء فيها:
“على درب الشعر، جئناكم من الفيحاء بقُبلِ النرنج نطيّبُ جراحَك، بيروتُ، وأقلامُنا مغمَّسةٌ بنسغ الضياء، بمهجِ الفكرِ النازفة عشقا” لك؛ في أكفِّنا أرغفةُ خبزٍ لجياعٍ أدماهم في الأفق دويُّ انفجار ضمائر وأكفانُ ضحايا، نزيحُ ستائرَ العتمة الداكنة عن شمسك بيروتُ ؛ جئناك من ساحة التلّ في طرابلسَ إلى ساحة البرج، يا قِبلة المتوسِّط ، يا زمرّدةَ الشرق، من مدينة العلم والعلماء أتينا، نسجدُ خاشعين أمامك اليومَ في محراب الثقافةِ، وصلاتنا قرآنٌ ، إنجيلٌ وكتاب!”
بعد لك رحبت بالمشاركين ” قاماتٍ ثقافيّة، أصدقاء وأحبّة نسير اليوم على درب الشعر من طرابلس إلى بيروت”، وشكرت الملتقى الأدبي في طرابلس الذي لبى دعوة منتدى شاعر الكورة الخضراء، بعد ذلك ألقت قصيدة الدكتورة وداد الأيوبي التي تغيبت عن الحضور لأسباب قسرية.
ثم ألقت الدكتورة يسرى البيطار قصيدة بعنوان “طرابلس قلبك وارث”، أما الشاعر زين الدين ديب (رئيس الملتقى الأدبي في طرابلس) فألقى قصيدتي “دموع من غناء” و”صمت وأرق”، بينما ألقى الشاعر سعد الدين شلق قصيدة “ثوب برتقالي” ثم أدتها العازفة الفنانة هناء شرانق غناء على العود، وألقى الدكتور رياض عبيد قصيدتي “شرفة الميناء” و”لأنه الحب”.
تخلل الأمسية رسم مباشر مع اللفنان التشكيلي المهندس عمران ياسين.
-بين الثانية عشرة ظهرًا والثانية بعد ظهر الأحد 6 آذار نظم المنتدى أصبوحة أدبية مع الشاعرات: ذرى البرزاي، كارميلا ابراهيم، مشلين بطرس، لارا ملاك، ميراي شحاده، تمارا الديب وناهلة سلامة. قدمتها نجاة ماروني بمواكبة من عازف العود أمير عيسى وتلاها توقيع كتب ودواوين للشاعرات.
-في يوم المرأة العالمي كرم منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي شاعر الحب زاهي وهبي الثالثة عصر الثلاثاء 8 آذار.
استهلت الشاعرة ميراي شحاده التكريم بكلمة ترحيبية أكدت فيها أن “في يوم المرأة العالمي يجب توجيه لفتة للرجل، لأن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وفي حياتك زاهي وهبي أكبر دليل الوالدة والزوجة”…
أضافت: “تكريم زاهي وهبي رسالة إنسانية للعائلات في الوطن العربي مفادها أن تكريم الرجل واجب في يوم المرأة العالمي كونه تكريمًا للمرأة من خلال رجل عظيم”.
بدوره رد زاهي وهبي موجهاً تحية شكر للمنتدى ولروح شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده معربًا عن سعادته بتكريمه في يوم المرأة العالمي، وقال: “أنا رأيت العالم بعينين امرأة، من خلال عيني والدتي وكل النساء اللواتي عرفتن ومن خلال زوجتي رابعة وتعلمت منهن”…
حضر التكريم مجموعة من أهل الفكر والسياسة والإعلام، قدمت خلاله الشاعرة ميراي شحاده لزاهي وهبي درع المنتدى ومجموعة مؤلفات عبدالله شحاده وكتبًا صادرة عن منشورات المنتدى.
الأربعاء 9 آذار استضاف الجناح الشاعرة ريما خالد حلواني في لقاء تحت عنوان “خواطِر وقراءات”.
-الخميس 10 آذار حلّ الفنان والرسام العالمي برنار رنو ضيف شرف المنتدى وقدمت الرسامة هند أبو اسبر طنوس لوحة للمنتدى.
-أيضًا الخميس 10 آذار كان يوم الثقافة الفلسطينية في جناح المنتدى الذي استضاف مركز زاوية رؤية الثقافية، وعُرضت في الجناح كتب لأدباء وشعراء فلسطينيين:
دواوين باسل عبد العال “لا أطل على أحد”، أسميك التصاقًا بالنجوم”
ديوان أحمد ديب “حبر من خمر”
قصّة قمر الجابر “زهرة اللوتس”
ديوان تغريد عبد العال “العُشب بين طريقين”
تخلل البرنامج عرض أشغال يدوية من إنتاج مركز زاوية رؤية الثقافية (بإشراف جنين القاضي) وجلسة قراءات شعرية مشتركة لكتّاب المركز. في الختام قدم المركز لرئيسة المنتدى الشاعرة ميراي شحاده لوحة “القدس بعين عبدالله شحاده”.
-الجمعة 11 آذار كرم المنتدى في جناحه الإعلاميين يوسف رقة (صاحب موقع ميزان الزمان) ومحمد عمرو (صاحب صفحة “زمان الأخبار” على فيسبوك) اللذين واكبا نشاطات الجناح عبر إجراء مقابلات مرئية مع الأدباء والشعراء الذين وقعوا كتبهم في الجناح وعبر تغطية حية للأمسيات الشعرية، وقدمت لهما الشاعرة ميراي شحاده درع المنتدى.
-أمسية الجمعة 11 آذار احتفلت بعبدالله شحاده تحت عنوان “شاعر الكورة الخضراء، قوافٍ وألحان” قدّمتها الشاعرة والإعلامية ليلى الداهوك، وشارك فيها الشعراء: شربل زغيب الذي ألقى قصائد باللغة المحكية: “عيد الأم، عيد المعلّم، بيروت، عيد المرأة”. منى مشون التي قرأت مقتطفات لعبدالله شحاده وألقت قصيدة لها بعنوان “يا لعيناكي”. علي أبي رعد الذي قدم قراءة في فكر شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده وأدبه. تمّام دكدك الذي بدأ بقصيدة لروح الشاعر عبدالله شحاده واختتم بمعارضة من قصيدة للشاعر الإماراتي مانع بن سعيد العتيبة.
شاركت في الأمسية الفنّانة هناء شرانق عزفًا على العود وغناء لعبدالله شحاده، وتخللها رسم مباشر مع الفنانين التشكيليين ساره محمد وبسام مل<وك.
-السبت 12 آذار الرابعة بعد الظهر أقامت أسرة موقع “ميزان الزمان” الأدبي في بيروت احتفالا تكريميًا لرئيسة منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحاده الشاعرة والمهندسة ميراي شحاده، قلّد خلاله رئيس تحرير موقع “ميزان الزمان” الكاتب والمخرج يوسف رقة درع الموقع “لمدى الأزمان” (عليه شعار الموقع “القلم والفكر الإنساني”) للشاعرة ميراي شحاده تقديرًا لإنجازات منتدى شاعر الكورة الخضراء في دعم الكاتب ودعم الكتاب وتقديرا للجهد الذي بذلته مع أسرتها وإخوتها على مدى خمس سنوات في جمع التراث الفكري والأدبي للشاعر عبد الله شحاده ليبقى انتاجه الفكري خالدا كالأرز “لمدى الأزمان” .
الاحتفالية جرت خلال حفل توقيع الشاعرة شحاده ديوانها “بوهميّة” في جناح شاعر الكورة الخضراء بحضور حشد من الشعراء والأدباء والأصدقاء والإعلاميين .
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة الكاتب يوسف رقة الذي قدم الدرع للشاعرة وقدمت الكاتبة والشاعرة جمانة السبلاني باسمها واسم أسرة “ميزان الزمان” باقة من الورد تعبيرا عن المحبة الأكيدة .
الإعلامي جورج طرابلسي ( صاحب موقع الف لام ) قال في عبارة موجزة : “مهما وصفنا الشمس عندما نكتب، تبقى الشمس أعلى… كذلك هي ميراي”.
بعد ذلك القى رئيس منتدى “لقاء” الدكتور عماد يونس فغالي كلمة قال فيها:
عطيّتُنا الميراي
قال الأستاذ يوسف رقّة: تكرّم الكاتبين، تصدر لهم الكتب. أضعفُ الإيمان أن نقدّم لها التحيّة. وتقول هي: أنا أكرّم أبي، وأنشر لأصحابَ القلم تحيّةً له.
ميراي عبدالله شحاده، لن أتكلّم على منتدىً أسّستِه، ولا على إنجازاتٍ أتيتِها. الكلّ هنا الآن لأجلِ هذا. دعيني أتكلّم على قلبكِ الكبير، بل أكلّم الإنسانَ في قلبكِ الذي يعلو في منتداكِ وتعلو إنجازاتُكِ فيه.
غالبُنا لم يتعرّفْ بعبدالله شحاده شخصيًّا. لكنّنا عرفناه إنسانًا في ملء وشاعرًا في رفعة، لِمَا يحيا في امتداداته الميراي وفي كلّها الوفاء!
أنا أعرف وميزانَ الزمان الجامعَنا، والحاضرين جميعًا، أنّ وقفةً تكريميّة لا تفي. ونحن لا نفيكِ حقًّا. قال الكتابُ: “الله يحبّ المعطي الفرحان”. قد يكون بعضُ فرحِ المعطي أن يرى المعطى فرِحًا. حسبُنا يا ميراي نفرحُ بكَ عطيّةً لنا من قلب الله، ونحبُّكِ!
ثم تحدث رئيس ملتقى “حبر أبيض” الشاعر مردوك الشامي فقال:
.. كتبت كثيرا ونشرت الكثير، نصوصاً وكتباً.. وكنت أظنني لامست الكمال إلى حد ما والرضى ..
وحاولت خلال أكثر من أربعين عاماً أن أجعل من كفيّ رافعة لسواي، ومن كتفي سلّماً لمن يستحق ومن لا يستحق أيضا.. وظننتني الكريم المعافى نكاية بجاحظ البخلاء ..
حين تعرفت بها هذه الملاك الذي تواضعاً يخفي جناحيه، أعترف شعرت أنني أمام حضورها المضيء لا شيئا أبدًا، وأمام قدسية عطائها مجرد عصفورٍ يحاول بحنجرة ضئيلة كتابة سمفونية للريح ..
ميراي شحاده … ما تقدمينه جليل حقاً ونبيل ..
كل كلمتنا أمام محبرة نبضك المعطرة بالنقاء قزمة وضحلة وبلا معنى ..
أهمس لكم، لكِ.. كنتِ الأميز في هذا العرس..
هنيئا لنا بك..
بدورها شكرت الشاعرة ميراي شحادة الحضور وبادرة تكريمها وقالت “سنكون يدا بيد من أجل ثقافة أجمل لرفع المجتمع اللبناني إلى الأعلى” وشكرت فريق العمل في منتدى شاعر الكورة الخضراء خصوصا “الجندي المجهول” شقيقتها رِندلا عبد الله شحاده .
وفي ختام الحفل التُقطت الصور التذكارية وتوجهت الشاعرة إلى منصة توقيع ديوانها “بوهميّة”.