الشاعر د. جميل الدويهي:  “يا ريت متلك”

يا طير لو بيكون عندك مدرَسِه

ولوح الكتيبه

كنت بقدر طير متلك عا بلد فيها ضحك الولاد ومراجيح

فوق الريح

كنت بخيّط الغابات عا قياسي

وكنت مع جوقة عصافير بعْزُف عالكَمانْ…

يا ريت متلَك ما معي شنطة سفر…

والمركب الما في إلو عنوان من قبل الزمان…

لو كان عندي جْناح

كنت بضلّ رفرف حد ورد سياجنا

اللابس حرير وأرجوان.

يا طير عالشبّاك فيّي خبّرك

قدّيش كانوا يتركوني هَون ناس ويرْحلو…

وما كنت أعرف ليش منّي بيزْعلو…

والعيد كان كتير أحلى

وكنت إلعب تحت فيّ السنديانه

ويهْرب الدولاب قدّامي

وكنت شُو حبّ إنّي ضَلّ طفل زغِير

مهضوم وحلو…

لكن ما بقدُر أربط الإيّام

عالحيطان

تا ما يعود فيهن يِطْوَلو؟

اعْطيني قمح

تا روح طعمي هالزغار الباكيين

عم يسهرو هنّي معي وبيسألوني:

ليش هيك الموج عالي

وليش نحنا مسافرين؟

يا ريت فيّي قول إنّو بلادنا

 صارت حزينه

والبيوت معتّمين؟

يا ريت فيّي روح إقطف من عنب تشرين خصله

وإفتح بواب العاطول مسكرين!

لكن انا مع ذكرياتي هون

وكتاب الحنين…

لا الناس فيهن يوصلو لمطرح ما نحنا ساكنين…

ولا بيقشعونا من سفر البعيد نحنا وراجعين.

قصّيت غيمه وصرت إشلح عالبيوتْ

فستان أبيض متل زهر الياسمين

وعربش عا بيت الشعر خيط العنكبوتْ

 تخمين صرلو عالقصايد من سنين

وهلّق أنا وعم زيح من دربي السكوتْ

لقيت الدرب بيخاف من صوتي الحزين.

***

*مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابية” للأدب الراقي – سيدني 2022.

اترك رد