عمم اتحاد “وكالات الانباء العربية” (فانا)، ضمن النشرة الثقافية للاتحاد، وتمتينا للروابط الفكرية بين الدول العربية، تقريرا أعدته الزميلة في “الوكالة الوطنية للاعلام” (لبنان) أميمة شمس الدين، في ما يلي نصه:
لبنان ليس بلد الأزمات كما ينعته كثر، وليس بلدا يعاني نحو 80% من سكانه فقرا متعدد الابعاد جراء الازمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي تعصف به كما يخبرون، لبنان ليس فقط بلدا أنهكته الاحداث والخضات الامنية والسياسية والاقتصادية كما خططوا له، لبنان على الرغم من كل المؤامرات يبقى بلد الثقافة والحرف، وفيه مبدعون ومبدعات برعوا في مجالات مختلفة، وأوصلوا وطنهم إلى العالمية، فغدوا بقعة نور في ليل حالك ينهك سواده يقظة المواطن، ويعطون الأمل بمستقبل مشرق وزاهر لبلد يستحق ان يكون مزدهرا ومستقرا.
المخرج انطوني مرشاق مبدع لبناني فاز فيلمه “بيروت بعد الـ 40” بـ 11 جائزة آخرها جائزة مهرجان Hollywood golden awards وسوف يعرض الفيلم في سانتا مونيكا في لوس أنجلس. وتم تعيين المخرج مرشاق ليكون أحد اعضاء اللجنة التحكيمية الدولية للمهرجان. كذلك تم ترشيح الفيلم الذي يحكي قصة انفجار مرفأ بيروت في 4 اب 2020 في مهرجان Golden 2022 state film festival في هوليوود.
يحتل المخرج انطوني مرشاق المرتبة الـ 14 على الموقع العالمي IMDB حيث تم اضافة الفيلم الى قاعدة بيانات الافلام على الانترنت وهو من بين اشهر الافلام القصيرة عربيا.
وأمام هذا هذا الحدث الجلل، كان لـ “الوكالة الوطنية للاعلام” حديث مع مرشاق الذي حكى بشغف قصة فيلمه القصير، وقال: “تم تنفيذ الفيلم بعد 40 يوما من انفجار مرفأ بيروت ويروي تجربتي الذاتية اذ كنت موجودا على بعد 600 متر من مكان الانفجار، بالقرب من شركة الكهرباء حيث كنت أحضر لفيلم أدعو فيه الشباب إلى عدم الهجرة، وعند الساعة 6.07 مساء، دوى الانفجار وتغير كل شيء، تغيرت حياتي وتغير الفيلم، كما قلت خلال الفيلم (اصبحت في فيلم داخل الفيلم وغير فيلم)، تغيرت الاحداث ولم اعد قادرا على إقناع الشباب بألا يهاجروا”.
وقال:”اتصلت بزميلي في الجامعة، مدير التصوير يوسف الفضلي، واستعدنا سويا الذكريات الأليمة في ذلك اليوم المشؤوم، وتمكنت من الحصول على لقطات من كاميرات مراقبة في الشارع القريب من المرفأ، بالاضافة الى كاميرات المطاعم والمستشفيات في المنطقة، كي ننقل ما حدث وقت الانفجار، واستطاعت كاميرات المراقبة ان توثق ما حصل في لحظة الانفجار وتنقل ماذا حل بي وبصديقي والناس الذين كانوا موجودين في تلك اللحظة من أسى وحزن وألم أصابنا واصاب جميع اللبنانيين”.
وأشار إلى صعوبات واجهته اثناء تحضير الفيلم صعوبات نفسية وجسدية ومعنوية، بالاضافة إلى الضغط النفسي، وقال: “ما زلت حتى الان عندما اشاهد الفيلم اشعر بالحزن واتذكر لحظة الانفجار، إنه هدف الفيلم حتى لا ينسى العالم ما حصل في 4 آب: إنفجار كارثي دمر مدينة من اجمل مدن العالم واعرقها ست الدنيا بيروت، وتسبب بمقتل اكثر من 200 شهيد، وثقنا الصور كي تبقى محفورة في اذهاننا ما حيينا”.
وشرح أن “هدف الفيلم إنساني يعكس مأساة كل لبناني عايش الانفجار وعانى تداعياته، حتى الذي لم يكن موجودا لحظة الانفجار، عندما يشاهد 25 دقيقة من الفيلم الوثائقي، سيشعر ببشاعة تلك اللحظات”.
وأوضح أنه واجه “صعوبات تقنية ومادية جمة، إذ ان انتاج الفيلم كان فرديا، بالتعاون مع فريق عمل من الاصدقاء”، وقال: “حاولنا انجاز هذا العمل بأقل كلفة ممكنة”.
ولفت مرشاق الى فيلم سابق أنجزه بعنوان “هيك بدن”، وهو يتناول موضوع اغتصاب القاصرات في لبنان وقصة فتاة تتعرض لاغتصاب من ابن عمها وهي تتكتم عن الموضوع، وقال: “هذا ينقل صورة مجتمعنا الذي لا يعترف بحق هذه الفتاة ويتم التكتم خوفا من الفضيحة”.
أما عن مشاريعه المستقبلية فلفت إلى أن لديه مسلسلا جاهزا للتنفيذ يبحث عن شركة انتاج، وهناك فيلم جاهز للتصوير في انتظار شركة انتاج للتنفيذ. وأوضح أنه يعمل على تصوير فيلم وثائقي جديد وإنهاء كتابة فيلمه القصير الجديد ” What if he didn’t die ” (بس لو ما مات)، وتدور أحداث الفيلم في لوس أنجلس عن قصة حب مستحيلة، بمشاركة ممثلين من مصر، سوريا، لبنان، العراق، الولايات المتحدة والمكسيك، وسيتم التصوير في ولاية لوس أنجلس الأميركية.
ولفت مرشاق الى ان فيلم بيروت بعد الـ 40 مرشح في مهرجان Golden 2022 stste film festival والعرض سيتم في الأول من آذار المقبل في سينما TCL Chinese Theatre وهي اكبر سينما هيوولدية تعرض الافلام المشهورة.
مهما اشتدت الصعاب، يبقى لبنان والثقافة وجهين لعملة واحدة، وقد أوردنا لكم مثالا عن مبدع جُرح قلبه فسقى موهبته منه، وغدا دم قلبه خمرة أفكاره.