قال لي و هو غاضب : انظر إلى ذلك الرجل كم يتوه
ولا يرجع إلى الصواب و كانه في غيبوبة طويلة الأمد
وانظر إلى شحوبه المتزايد
قلت له : ليتني أذهب إليه فأحاوره و أذكره بالله عز وجل
وأدعو الله له بالهداية
قال : هؤلاء أعشاب سامة يجب أن تُجتث من الأرض لكي لا تؤذي الناس
قلت : لعله يخرج تلك السموم و يطهر جوفه منها ليسير إلى الله سيراً جميلا
قال : هيهات فإن قلوبهم قاسية
قلت : إذا أراد الله أن يدك الجبال فإنه يقول : كن فيكون
قال : لا شك
قلت : و إذا أراد هداية عبد فإنه يقول : كن فيكون
وكاد الحوار أن ينتهي و لكنني همست في أذنه :
أنت تؤمن أن الله هو الهادي و هو الغفور الرحيم
ولكن ظلم ذلك الشخص لك جعلك تظن أن باب التوبة مفتوح لجميع المذنبين إلا لذلك الشخص
لك أن ترفض مسامحته و لكن لا تبنِ بينه و بين ربه سداً منيعا
ولا تقس قلوبنا فنتوقف عن الدعاء له بظهر الغيب و عن نصحه ليعود إلى الله تائباً نادما
فهذا هو مراد الله يا صديقي
أما ظلمه لك فهو مسألة فرعية و إن كان الظلم عظيما.
إلا أنه لن يكون حائلا بين العبد و بين التوبة إلى الله