تودع إيطاليا وعالم السينما والابداع ملكة الشاشة الإيطالية مونيكا فيتي. فقد واصل الآلاف من محبيها إلقاء تحية الوداع على جثمانها في صالة خصصت تكريما لها في المبنى العريق لبلدية روما. جاؤوا من كل أرجاء البلاد ومنهم من الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية وسط حضور مميز للسلطات المحلية. وكانت فيتي توفيت في 2 شباط الحالي عن عمر 90 عاما بعد صراع مرير مع المرض.
وتحدثت الناقدة السينمائية السويسرية اليزابيت ميسلاند إلى “الوكالة الوطنية للإعلام”، عن مسيرتها الفنية فقالت: “التقيتها للمرة الأخيرة في الذكرى الأربعين لـ”غولدن غلوب” للصحافة الأجنبية (جائزة تمنحها الصحافة الأجنبية كل عام لأفضل الأفلام وأفضل الممثلين) في عام 2000. وكانت مريضة بالفعل. مونيكا كانت صديقة بكل ما تعنيه الكلمة، مرحة ومبهجة مليئة بالحياة”.
ولفتت الى أنها التقتها للمرة الأولى في العام 1973، وقالت: “خسارتها كبيرة جدا. حققت مونيكا فيتي بنظرتها الهادئة المفعمة بالشجن وصوتها الأجش الساحر، شهرة عالمية بفضل فيلم “L’Aventura” الدرامي عام 1960 والذي تؤدي فيه دور امرأة معذبة تتقرب من حبيب صديقتها المفقودة”.
أضافت ميسلند: “عرفت مونيكا فيتي، التي حققت نجاحا في كل الأدوار الكوميدية والدرامية، بصورتها عن الاغتراب في دراما مايكل أنجلو أنطونيوني “لافينتورا” الذي اعتبر تحفة فنية جعل منها نجمة دولية”.
يذكر أن فيتي بدأت حياتها الفنية بالمسرح خلال الحرب العالمية الثانية، من خلال أدائها شخصيات من الدمى لتسلي عائلتها. وبعد تخرجها من الأكاديمية الوطنية للفنون المسرحية في روما عام 1953، بدأت مسيرتها المهنية على المسرح، وكشفت عن موهبة كوميدية فطرية. وبعدما شاركت في عشرات الأفلام خلال الستينات والسبعينات، تباطأت وتيرة أعمالها في العقد التالي، رغم تعاونها مجددا بمشاركتها في العام 1980 بفيلم “The Mystery of Oberwald”. بعدها انسحبت الممثلة التي كانت تعاني مرضا تنكسيا، من الحياة العامة في السنوات الأخيرة.