وزير الدولة المصري لشؤون الآثار يطلق ورشة ترميم متحف الفن الإسلامي واليونسكو تندد بالإرهاب الذي استهدف “الصرح الثقافي العالمي”

OLYMPUS DIGITAL CAMERAعقد د. محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية مؤتمراً صحافياً في متحف الفن الإسلامي بباب الخلق، استعرض فيه الأضرار التي ألمت بمتحف الفن الإسلامي بسبب الحادث الإرهابي الذي تعرض  له في 24 يناير عشية الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.

  أكد د. إبراهيم أن السلطة القضائية في مصر لها كل الاحترام والتقدير، ولا يجوز منع رجال النيابة العامة من القيام بأعمالهم،  وهو ما لا يجوز قانوناً أو منطقيا، لافتا إإلى حرصه على عدم تسليم  التسجيلات  التي التقطتها غرفة مراقبة المتحف إلا لرجال النيابة العامة التي كان لها دور بارز في  تسهيل سير التحقيقات التي تجريها جهات التحقيق المختلفة .

  أضاف أن الوزارة بصدد إصدار بيان يحصر  الخسائر التي طاولت  المتحف وعدد القطع التي عانت تدميراً شديداً، بعد انتهاء اللجنة التي شكلها لمعاينة المتحف، حتي لا يتم تداول أي معلومات مغلوطة تثير البلبلة، مناشداً الإعلام بضرورة توخي الحذر عند نشر أي معلومات تخص المتحف.

 تابع أن الوزارة تجمع  أكثر القطع الأثرية من محتويات المتحف  الإسلامي  تضرراً لعرضها في قسم خاص داخل المتحف،  لتكون شاهداً على  الحادث، وعلى قدرة الشعب المصري وإصراره على  الصمود في مواجهة الإرهاب الأسود وكافة المحاولات الجاهلة للعبث بتاريخ وحضارة شعب بأكمله. makhtouta

 أشاد د. إبراهيم  بدور أمناء المتحف وأخصائي الترميم  في تجميع القطع المتناثرة بسبب الانفجار، وبشرطة السياحة والآثار لما قدمته من جهد لحماية  المتحف بعد تحطيم  أبوابه الخارجية والشبابيك والواجهات، مؤكداً أن وحدة إدارة الأزمات  التي كانت مشكلة من قبل الوزارة قامت بدورها علي أكمل وجه، لافتاً إلى أنها حضرت إلى  موقع الحدث بعد مرور أقل من نصف ساعة، فأغلقت المتحف ومنعت الدخول إلا لرجال المعمل الجنائي، ما ساهم في الحفاظ على الآثار الموجودة داخله وعدم سرقتها.

 أوضح أن إبريق مروان بن محمد الذي يعد تحفة  فنية  من أهم محتويات المتحف الإسلامي  لم  يمسه سوء، نافياً ما أثير في وسائل الإعلام من تعرضه للتدمير، ومشيراً إلى أن أكثر القطع  تأثرا بالانفجار هي القطع الزجاجية والقيشاني،  إذ  تم تدمير 3 مشكاوات من إجمالي عدد مشكاوات السلطان حسن  وهو 12، كذلك تأثرت بعض المقتنيات الخشبية مثل محراب  السيدة روقية ومنبر أم الغلام.

  أعرب د. محمد إبراهيم عن ثقته  بتدبير التمويل اللازم  لإعادة تأهيل وترميم المتحف، في ظل الجهود المصرية والعالمية   لبث الحياة من جديد في أعرق متحف الآثار الإسلامية على مستوى العالم، مشيراً إلى  أن منظمة اليونسكو سترسل بعثة لتقدير حجم المعونات المطلوبة لعودة المتحف إلى ما كان عليه، لافتاً إلى أن  لجنة من كلية الهندسة ستزور المتحف للوقوف على مدي تأثر المبنى من الناحية الإنشائية الذي يعدّ أثراً بحد ذاته  يزيد  عمره عن 110 أعوام..

  كشف أنه تلقى اتصالات من شخصيات عامة حريصة على سلامة هذا الوطن ووحدته، في مقدمهم الفنان  محمد صبحي الذي أطلق مبادرة يتبنى فيها فنانو مصر  حملة تبرعات قومية لإنقاذ المتحف، مؤكداً على عظمة الشعب المصري العريق الذي لن يتواني لحظة عن حماية تراث هذا البلد، موضحاً أن ما يحدث من عمليات إرهابية هو بعيد كل البعد عن ثقافة هذا الشعب العظيم.

 إدانة اليونسكو

 أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، عن بالغ قلقها إزاء الدمار الذي حلّ بمتحف الفن الإسلامي وفقاً للتقارير التي أفادت بانفجار سيارة ملغومة بالقرب من مديرية أمن القاهرة التي تقع في شارع بورسعيد بالقاهرة في مواجهة المدخل الرئيس للمتحف، نظراُ إلى الشهرة العالمية التي يتمتع بها وتضمنه  آلاف القطع الأثرية التي لا تُقدّر بثمن.mathaf 3

 وأضافت: “ألتزم اليوم بتعبئة جميع خبرات وتجارب اليونسكو من أجل إعادة بناء المتحف وترميم مبانيه ومحتوياته التي تعرضت للأضرار،  لأن ذلك  يمثل عنصراً أساسياً لشعب مصر ولسائر الناس في جميع أرجاء العالم. وإن هذا التراث إنما هو جزء من التاريخ العالمي للإنسانية الذي يتشارك فيه الجميع؛ ومن ثم يجب علينا أن نبذل جهودنا   لصونه”.

 وعبّرت بوكوفا عن تقديرها لوزارة الدولة لشؤون الآثار ولممثلي المجتمع المدني في القاهرة لسرعة استجاباتهم وجهودهم الرامية إلى إنقاذ القطع الأثرية ولما اتخذوه من تدابير أولية من أجل الحفاظ عليها.

ختمت قائلة: “انطلاقاً من روح التضامن، فإني أوجه اليوم نداءً إلى الدول الأعضاء في اليونسكو لدعم الأنشطة الرامية إلى إعادة بناء المتحف وترميم صالاته ومعروضاته”.

 متحف الفن الإسلامي

 يعد متحف الفن الإسلامي بمنطقة باب الخلق  في قلب القاهرة التاريخية أكبر متحف إسلامي فني في العالم؛ يضم ما يزيد علي 100 ألف قطعة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.mathaf 4

وترجع أهمية هذا المتحف إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل. فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها، أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرهما.

بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد سنة  1869، عندما  جمع فرانتز باشا  التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.

وازدادت العناية بجمع التحف عندما أنشأت لجنة حفظ الآثار العربية (1881) واتخذت من جامع الحاكم مقراً لها.

ولما رأى هرتز بك ضيق المساحة في صحن الجامع، استقر الرأي علي بناء المبني الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي “دار الآثار العربية” وتم وضع حجر الأساس سنة 1899، وانتهي البناء سنة 1902، ثم نقلت التحف إليه، وافتتحه  الخديوي عباس حلمي في 28 ديسمبر 1903.

سنة 1882 كان عدد التحف 111 تحفة، وظل يتزايد حتي وصل قرابة ثلاثة آلاف تحفة عند افتتاح الدار سنة 1903، وتوالت بعد ذلك الإهداءات من الأمراء والملوك والهواة، فقدم  الأمير يوسف كمال مجموعة قيمة (1913)، تلاه  الأمير محمد علي (1924)، ثم الأمير كمال الدين حسين (1933). ثم الملك فؤاد الذي أهدى الدار مجموعة ثمينة من المنسوجات والموازين، ومجموعة الملك فاروق الأول من الخزف (1941).

وتضاعفت مجموعات المتحف عندما تم شراء مجموعة رالف هراري (1945)، كذلك مجموعة الدكتور علي باشا إبراهيم من الخزف والسجاد (1949)، وبلغ عدد التحف 16524 تحفة سنة 1952.mathaf 5

وتم تغيير مسمي “دار الآثار العربية” إلى “متحف الفن الإسلامي”، لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية. اشتملت مجموعات المتحف على روائع التحف الفريدة التي تبين مدى ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة. توزعت التحف المعروضة في 25 مقسمة حسب العصور والمواد.

افتتح المتحف  في 9 شوال 1320هـ/28 ديسمبر 1903، في ميدان “باب الخلق” أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، وبجوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار، كجامع ابن طولون، ومسجد محمد علي بالقلعة، وقلعة صلاح الدين، ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، وحضر الاحتفالية الأمير محمد علي باشا، والأمير أحمد فؤاد “الملك فؤاد الأول في ما بعد”، كما حضرها رياض باشا رئيس مجلس النظار (الوزراء)، واللورد كرومر المندوب السامي البريطاني، وقناصل الدول الأجنبية، والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، وأعضاء مجلس شوري القوانين والجمعية العمومية، ورئيس وأعضاء لجنة حفظ الآثار العربية، و أصحاب الصحف والصاحفيون، وعدد كبير من الأعيان.mathaf 6

سُمي متحف الفن الإسلامي منذ عام 1952، لأنه يحتوي على تحف وقطع فنية صنعت في البلاد الإسلامية، مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية… إلخ، وكان قبل ذلك يسمى بدار الآثار العربية.

تطوير المتحف

فى 14 أغسطس 2010 افتُتح متحف الفن الإسلامي بعد انتهاء عملية التطوير والترميم الشاملة له التى استغرقت حوالى 8 سنوات منذ 2002 ، واستعين بمؤسسة “أغاخان” لتخطيط المتحف، وبمساعدة خبراء من فرنسا متخصصين بترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مئة عام.

وتزامن  الاحتفال بانتهاء التطوير مع الاحتفال بمئوية انشاء المتحف … وتضمنت عملية تطوير المتحف تهيئة قاعاته وفقا للتسلسل التاريخي، وتزويده بأحدث وسائل الإضاءة والتأمين والإنذار، إضافة إلى تغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويده بفتارين عرض حديثة على أعلى مستوى من سيناريوهات العرض المتحفية لتتناسب والكنوز الأثرية والفنية التي يحويها، وإعداد حديقة المتحف بشكل يتناسب مع تاريخه، فضلا عن تهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يترافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية. mathaf 7

وشملت أعمال التطوير أيضاً إنشاء مدرسة متحفية للأطفال، وأخرى للكبار، وإنشاء مبنى إداري بجوار المتحف على قطعة أرض بمساحة 270 مترا.

استهدفت عملية التطوير الحفاظ على المبنى كقيمة تاريخية، وما يتضمن من: كنوز أثرية، ومخطوطات علمية، وقطع أثرية، ولوحات تحكي التاريخ الإسلامي عبر حقبه التاريخية المتفاوتة،

مقتنيات المتحف

يضم المتحف مقتنيات تتجاوز مائة ألف تحفة تغطي ما يقرب من 12 قرنا هجرياً، ويزخر بتحف إسلامية مختلفة المنشأ، ابتداء من الهند والصين وإيران وسمرقند، مروراً بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا وانتهاء بالأندلس وغيرها.

كذلك يضم المتحف مكتبة تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة كالإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، إضافة إلى مجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13 ألف كتاب.

يتضمن المتحف هبات تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل: الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات، والأختام، والأمير محمد علي، والأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، ويعقوب آرتين باشا، وعلى إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني.

ينقسم أسلوب العرض الحديث للمقتنيات داخل المتحف إلى قسمين: الأول: يمثل الفن الإسلامي في مصر ويأخذ الجناح الشمالي. والثاني: سيخصص للتحف التي تمثل تاريخ الفن الإسلامي في الأناضول وأسبانيا والأندلس.  تبعا لأعمال التطوير فقد أنجزت قاعات لبيع الهدايا، وقاعة لكبار الزوار مصممة وفق طراز إسلامي. وتم استخدام وسائل تكنولوجية حديثة في الحفاظ على مقتنياته.

mathaf 8

تعد بعض مجموعات المتحف من أغنى المجموعات في العالم، مثل مجموعات الخزف الإيراني والتركي ومجموعة التحف المعدنية ومجموعة السجاجيد، التي تضاعفت بعد اقتناء جانب كبير من مجموعة المرحوم الدكتور علي إبراهيم في سنة 1949 ، وقد حدث نمو هائل في مجموعات المتحف، فبينما بلغ عدد التحف المسجلة عند افتتاحه في ديسمبر 1903حوالي 7 آلاف تحفة، زاد إلى نحو 60 ألف تحفة سنة 1954، واليوم تزيد عن 100  ألف قطعة.

ومن أحدث مقتنيات المتحف كنوز لسيدات حملت بعض البيوت الأثرية بالقاهرة أسماءهن، مثل السيدة زينت خاتون. ومن هذا المنزل تم اقتناء عملات ذهبية وفضية. كنز درب الأزازي، إضافة إلى تحف أهدتها شخصيات عربية وإسلامية للمتحف، وعرضت  ضمن مقتنيات المتحف في ثوبه الجديد.

 كلام الصور

1- متحف الفن الإسلامي

2- مخطوطة نادرة

 3 – مدير المتحف جاستون فيت (1926 – 1951م )  واعضاء المجلس الاعلى

 4- العرض المتحفى لمتحف الفن الاسلامى 1983 م

 5-  العرض المتحفى الاول بصحن جامع الحاكم المتحف العربى

 6- صورة لدار الاثار العربية فى اوائل القرن العشرين

7- غطاء سرج حصان مطرز بالحرير متعدد الالوان بزخارف نباتية متشابكة ومزهرة داخل مناطق هندسية. ( العصر العثمانى – القرن 18 م )

8- بيت للقرآن من القرن التاسع عشر

اترك رد