حاولتُ أن أخونه…
لكنه معي يسير دائما
ويعشقُ الرحيلْ…
وكان عند غابةٍ
كثيرة الضباب والنخيل…
وكان بين الليل والنهارِ
فاعتقدتُ أنّه أنا
وأنّني هو…
وكم كتبتُ قصّة جميلةً
من بعد ما حملت إسمَه الجميلْ!
وذات مرّةٍ فقدته…
وصرت أسأل الغيوم
والكواكب التي تعانق الشجر
وقال لي المزارعون إنّه اختفى
ولم يبق له أثرْ…
وذاب مثل الملح في المطرْ…
لكنّه أهدى إليّ قبل أن يغيب
أقحوانةً
وظلّهُ الطويلْ…
وقال لي:
إنّ الذين يحملونَ الشمسَ
في أرواحهم
يمكنهم أن يرفعوا جسراً
إلى السماء
من جِراحهم…
ويعلنوا أنّ انتصارَ الموتِ
مستحيلْ.
***
(*) مشروع الأديب د. جميل الدويهي “أفكار اغترابيّة” للأدب الراقي- سيدني