تحقيق أميمة شمس الدين
28 تموز يصادف اليوم العالمي لالتهاب الكبد، ويحييه العالم بهدف التوعية على مرض التهاب الكبد الفيروسي الذي يتسبب بمجموعة من المشاكل الصحية، بما فيها سرطان الكبد.
هناك خمس سلالات رئيسية من فيروس التهاب الكبد وهي: A وB وC وD وE. ويشكل التهابا الكبد B وC مجتمعين أكثر أسباب الوفاة شيوعا، ويؤديان إلى وفاة 1,4 مليون شخص سنويا. وفي خضم جائحة مرض كوفيد-19، لا يزال التهاب الكبد الفيروسي يتسبب بهلاك الآلاف ويمكن أن يكون حالة ذاتية الحد، أو يمكن أن تتطور إلى تليف الكبد، أو سرطان الكبد. ويحتفل به العالم يوم 28 تموز سنويا، وهو اليوم الذي تم اختياره لأنه ذكرى ميلاد العالم الحائز على جائزة نوبل الدكتور باروخ بلومبرغ، الذي اكتشف فيروس التهاب الكبد الفيروسي (ب)، والذي طور اختبارا تشخيصيا ولقاحا للفيروس.
الفيروسات هي المسبب الأكثر شيوعا لالتهاب الكبد في العالم، لكن الالتهابات الأخرى والمواد السامة مثل: الكحول، وبعض الأدوية، وأمراض المناعة الذاتية، يمكن أن تكون السبب.
سكرية
يعاني أكثر من 300 مليون شخص في العالم مرض التهاب الكبد الفيروسي الذي يودي بحياة مئات الآلاف سنويا. فما هي أهم مسببات المرض؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ رئيس “الهيئة الوطنية الصحية الاجتماعية” الدكتور اسماعيل سكرية شرح للوطنية أنواعه وأسبابه والوقاية منه وعلاجه، وقال: “الكبد عضو هام جدا في جسم الانسان وهو أشبه بالفرن أو المحرقة التي تلعب دور الاستقلاب في المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة والأغذية”.
أضاف: “يصاب الكبد بأمراض عدة منها الفيروسي ومنها كما سائر اعضاء الجسم بمرض السرطان، وأبزر المتضررين مدمنو الكحول الذين قد يعانون تشمع الكبد، او قد يصابون بشكل من أشكال نشفان الشرايين التي تتصل به. لكن ما يعنينا هو التهابات الكبد الفيروسية وهي عبارة عن انواع عدة منها الفيروس A والفيروس B والفيروس C والفيروس دلتا والفيروس E. أما الفيروس A فهو الاسهل الذي يشكل مناعة تتراجع ذاتيا تصل الى نسبة 99% ويبقى 1% قد يكون قويا وحادا وقد يؤدي الى استفحال المرض ويستلزم دخول المستشفى او قد يؤدي الى الوفاة. ونسبة كبيرة من الناس اصيبت بهذا الفيروس من دون ان تعرف لانه مثله مثل الرشح قد يتسبب بالاسهال ومن ثم ينتهى من خلال أعراض بسيطة كارتخاء بسيط او حرارة بسيطة او غثيان بسيط وهي أعراض عابرة وسريعة، وبحسب احصاءات الدكتور شماعة نسبة كبيرة من الشعب اللبناني اصيبت بهذا الفيروس A وتعافت منه بشكل سريع”.
وتابع: “ينتقل الفيروس A من خلال المراحيض وعدم الاهتمام بالنظافة الدورية للمناشف والصرف الصحي وهنا استحضر الدراسة حول حوض الليطاني، وهذا الصرف الصحي يرفع نسبة الاصابات بهذا الفيروس. لذلك الفيروس A مسالم وعابر ونادرا جدا ما يكون فتاكا. اما الفيروس B فهو فينتقل عبر الدم سواء عبر الجروح او نقل الدم او الابر او عند طبيب الاسنان في حال لم يتم التعقيم اللازم او العض القوي وكذلك عبر الجماع والجنس او من خلال الام لجنينها او الرضاعة، لذلك يعطى الولد اللقاح عند مولده اذا كانت الام مشخصة بهذا الفيروس”.
وقال: “من أعراض الفيروس B وجع في البطن بعض الحرارة والغثيان او الصفيرة، ويستمر من اسبوعين الى ست اسابيع من دون اعراض واضحة وبعد ذلك من الممكن ان ينتهي خلال شهرين او ان يستمر ليصبح مزمنا فيتماوج صعودا وهبوطا، وهناك نسبة 95% يتم الشفاء منه و5% ينتهي الى تشمع الكبد”.
وأشار إلى أن “علاج الفيروس B باهظ الثمن ومكلف وهو تطور جدا قد يصل الى 60 الف دولار تتكفل به وزارة الصحة والمؤسسات الضامنة لانه يعتبر من الامراض المزمنة المستعصية. أما فيروس دلتا، اذا اضيف الى فايروس B، فيصبح المرض فتاكا قاتلا. وانتشار فيروس B في لبنان لا يتعدى الـ 1.7% بينما في العالم وبحسب منظمة الصحة العالمية هناك ملياران اصيبوا به عبر الزمن ومئات الالاف يحملونه من دون ان يكونوا على علم انهم يحملونه، وهذا أمر خطر لأنه يمارس حياته الطبيعية من دون علمه. وللوقاية منه الانتباه عند التبرع او تلقي الدم او العلاقات الجنسية الآمنة وهو منتشر خصوصا بين المثليين، والحوامل يجب ان يفحصن انفسهن”.
وقال: “يشكل الفيروس C نسبته ربع الى خمس نسبة المصابين في لبنان والعالم ومشابه لطرق انتقال B إلا أن تشمع الكبد بسببه تصل الى 20% وبشكل أسرع وقد يصل ليصبح مزمنا وعلاجه ايضا باهظ الثمن”.
ولفت إلى أن “الفيروس B قد يؤدي الى سرطان الكبد لكن الاحتمال الاكبر هو من خلال الفيروس C”.
وعن مواكبة لبنان التطور الحاصل في العالم خلال الخمس سنوات الاخيرة لجهة علاج هذا الفيروس قال: “لبنان مستهلك للادوية والعلاجات ولا دخل له بالتطور، فمتى صدر علاج جديد لبنان يستورد ويدفع ويسمسر على المدفوعات وهو لا يستطيع تصنيع هذه العلاجات لانها معقدة وهو يواكب علميا”.
وعن التجربة المصرية من خلال أدوية علاج فيروسات الكبد، أوضح أنه “لم تقم مصر بتصنيعه منفردة بل بالتعاون مع الشركة الأساس وليس صناعة مصرية بحتة لأن مصر فيها 9% من الاصابات بفيروس الكبد بالاضافة الى البلهارسيا”.
***