يوميات عابرة (94)

سكبت ذاتها من قارورة عطر. علّمتنا نتهجّأ اللهفة.

***

حين الحروف تجرح، لا تَكتُبَ بغير الدم.

***

تستقبل شرفات الأشجار كلّ العصافير العابرة، ولا تحتفظ بصوتٍ واحدٍ منها.

***

عابر الريح عصيّ على الخطيئة.

مَن يمسك به. فليجلده بعدد مسام جلدها.

***

مرّات تسوّرنا الأسئلة، ولا ينقذنا أي صوت.

***

قرأت صوتها… ونسخته أفياءَ كلماتٍ قصيدة.

***

غطّى القمر وجهه بمنديل، كان الغيم نسيه على حبل المساء.

***

يوزّع المساء أحلامه على الفقراء.

ينامون في أعشاش عصافير، ولا تنبت لهم أجنحة.

***

­ تَثبُتُ على رأي؟ مؤقتًا.

الأيام كفيلة بتحويل كلّ شيء، إلى كلّ شيء.

***

امتلكْ الانتظار لتتمتع باللقاء.

… وانظر إلى البعيد البعيد، ولو غير مرئي، لتسعد بالقريب إذا اقترب بالشوق إلى الأكثر.

***

تأخذ المراكب مسافرًا زرع قدميه في رمل الشاطئ، ولن يرجع.

***

يكتب الشاعر قصائده في مهب الريح، ولو داخل غرفة ضيّقة.

***

فوق الورق غبار لا تراه العين.

يظهر مرّات في ما نكتب.

***

يده سلّة. ما دخلت كرمًا ورجعت فارغة.

***

من زمنٍ وأنا أقيم في الوقت، ولا مودّة تجمعنا.

***

غافلتُ زهرة وخطفتُ قبلة منها.

فضحتني… خبّر عطرها جميع المارة.

***

عَبَرتُ الكلام فارتاح الصمتُ. لن يقطعه الصوت.

***

ضاق الكلام بي… فأسكتني.

***

ممارسة الشعائر ملهاة يتسلّل في ظلّها بريق خادع.

***

يتوسل «الرعاة» السكين رحمةً:

­ أسرعي في الذبح.

***

«المهتمون» الساعون إلى السماء لم تستسغ الأرض «أفعالهم».

***

لن تراكَ السماء وأنت مغمض العينين.

حدّق في ذاتك حين تصلّي.

***

يتلهّى الهواء بالرماد ويركض خلفه، 

طمعًا برسم صور لم تخطر في بال.

josephabidaher1@hotmail.com

اترك رد